دان البابا فرنسيس أمس الجمعة (28 أبريل/ نيسان2017) «الشعبويات الغوغائية» و«العنف باسم الدين» في اليوم الأول من زيارته لمصر حيث يحمل رسالة «وحدة وأخوة»، وتضامن مع الأقباط، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط بعد تعرضها لاعتداءات تبنّاها تنظيم «داعش». وبعد لقاءٍ سريعٍ مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قام البابا فرنسيس بزيارة للأزهر حيث التقى الإمام الأكبر أحمد الطيب وألقى كلمة أمام المؤتمر الدولي للسلام.
وفي هذه الكلمة، أكد البابا أنه «ما من عنف يمكن أن يرتكب باسم الله». وأضاف «لنكرر معاً من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر (لا) قوية وواضحة لأيِّ شكل من أشكال العنف والثأر والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله». وتابع «لنؤكد سويّاً استحالة الخلط بين العنف والإيمان، بين الإيمان والكراهية، ولنعلن معاً قدسية كل حياة بشرية ضدّ أيِّ شكل من أشكال العنف».
هذا، وزار البابا فرنسيس الكنيسة البطرسية الملاصقة لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة حيث قُتل 29 شخصاً في هجوم انتحاري تبنّاه تنظيم «داعش» في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
القاهرة - أ ف ب، د ب أ
دان البابا فرنسيس أمس الجمعة (28 أبريل/ نيسان2017) «الشعبويات الغوغائية» و»العنف باسم الدين» في اليوم الأول من زيارته لمصر حيث يحمل رسالة «وحدة وأخوة»، وتضامن مع الاقباط، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط بعد تعرضها لاعتداءات تبناها تنظيم «داعش».
وأكد الحبر الأعظم الأرجنتيني لصحافيين رافقوه في طائرته التي هبطت قرابة الساعة 12،00 ت غ في مطار القاهرة، أن زيارته إلى مصر هي «رحلة وحدة واخوة».
وقال: «هناك انتظارات خاصة (من هذه الزيارة)، لأن الدعوة جاءت من الرئيس المصري ومن بطريرك الاقباط الكاثوليك ومن إمام الازهر الاكبر، إنها رحلة وحدة واخوة».
وبعد لقاءٍ سريعٍ مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي نظم له استقبالاً رسمياً في قصر الاتحادية الرئاسي، قام البابا فرنسيس بزيارة للأزهر حيث التقى الإمام الأكبر احمد الطيب وألقى كلمة أمام المؤتمر الدولي للسلام الذي تنظمه المشيخة.
وفي هذه الكلمة، أكد البابا أنه «ما من عنف يمكن أن يرتكب باسم الله».
وأضاف «لنكرر معاً من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والارض وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر +لا+ قوية وواضحة لاي شكل من أشكال العنف والثأر والكراهية يرتكب باسم الدين او باسم الله».
وتابع «لنؤكد سوياً استحالة الخلط بين العنف والايمان، بين الايمان والكراهية، ولنعلن معاً قدسية كل حياة بشرية ضد أي شكل من اشكال العنف الجسدي او الاجتماعي او التربوي او النفسي».
وأضاف «إننا بحاجة اليوم إلى بناة سلام، لا إلى محرضين على الصراعات، إننا بحاجة الى رجال اطفاء، لا إلى مشعلي النيران، إننا بحاجة إلى الدعاة إلى المصالحة، لا المهددين بالدمار».
وأعرب عن أسفه لبروز «شعبويات غوغائية لا تساعد بالطبع في تعزيز السلام والاستقرار»، معتبراً أنه «ما من تحريض على العنف يضمن السلام وأي عمل أحادي لا يولد عمليات بناء مشتركة، انما هو في الواقع هدية لدعاة التطرف والعنف».
كما دعا الحبر الاعظم الارجنتيني الى وقف «تدفق الاموال والاسلحة نحو الذين يثيرون العنف».
واضاف «من الضروري وقف انتشار الاسلحة التي، إن تم تصنيعها وتسويقها، فسوف سيتم استخدامها عاجلاً او آجلاً».
وأحيطت زيارة البابا فرنسيس الخاطفة الى مصر بإجراءات أمنية مكثفة، إذ تأتي بعد نحو اسبوعين من اعتداءين انتحاريين داميين ضد كنيستين قبطيتين أوقعا 45 قتيلاً في التاسع من ابريل الجاري.
وقال البابا في فيديو نشر قبل بضعة أيام من وصوله الى القاهرة، إن زيارته هي رسالة «تعزية» و»دعم» الى «كل مسيحيي الشرق الأوسط». وأعرب عن أمله في ان تشكل «مساهمة مفيدة في حوار الاديان مع العالم الاسلامي وفي الحوار التوحيدي مع الكنيسة القبطية الارثوذكسية».
هذا، وزار البابا فرنسيس الكنيسة البطرسية الملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة حيث قتل 29 شخصاً في هجوم انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وسار بابا الاقباط في مصر تواضروس برفقة البابا فرنسيس مسافة قصيرة تفصل بين الكاتدرائية المرقسية والكنيسة البطرسية، في موكب ضم عدداً من رجال الدين ارتدوا ملابس بيضاء، في حين حمل بعضهم صلبانا ذهبية وسط ترانيم كنسية.
وشارك البابا فرنسيس والبابا تواضروس في صلاة مسكونية في الكنيسة البطرسية التي جرى ترميمها حديثا بعد التفجير الدامي.
وجلس الاثنان والى جوارهما رؤساء كل الطوائف المسيحية في مصر، فيما كان الكورال الكنسي ينشد الترانيم .
وفي كلمة قصيرة في الكاتدرائية المرقسية، أشار البابا فرنسيس إلى «شهداء» الأقباط في الهجمات الأخيرة.
وقال البابا فرنسيس: إنه «تم مؤخراً وللأسف إراقة دم بريء لمصلين عزل وبقسوة... آلامكم هي أيضا آلامنا. إن دماءهم الزكية توحدنا».
من جهته، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى اطلاق استراتيجيةٍ شاملة للقضاء على الارهاب تأخذ في اعتبارها العمل العسكري والأمني والجوانب التنموية والفكرية والسياسية، التي من شأنها هدم البنيةِ التحتية للإرهاب ومنع تجنيدِ عناصر جديدة للجماعات الإرهابية.
وقال السيسي خلال لقائه مع بابا الفاتيكان إن مصرَ تقفُ في الصفوفِ الأولى في مواجهة شر الإرهاب.
ووصف البابا فرنسيس رحلته التاريخية إلى مصر، وهو في طائرته، بأنها «رحلة الوحدة والاخوة».
وأكد السيسي خلال لقائه مع البابا فرنسيس، مجدداً، أن «القضاءَ نهائياً على الإرهاب يستلزمُ مزيداً من التنسيقِ والتكاتف بين كافة القوى المحبة للسلام في المجتمعِ الدولي، وبذل جهد موحد لتجفيفِ منابِعِه وقطعِ مصادرِ تمويلِه... سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح».
واعتبر الرئيس السيسي إعادة إطلاق حوار الأديان بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة الأزهر الشريف خطوة تاريخية، سيكون لها أبلغ الأثر في تعضيد الجهود من أجل تجديد الخطاب الديني.
العدد 5348 - الجمعة 28 أبريل 2017م الموافق 02 شعبان 1438هـ