يتدفق السياح باعداد كبيرة الى سريلانكا بعد سبع سنوات على انتهاء الحرب الاهلية في البلاد، غير أن مياه بعض شواطئها المعروفة بجمالها الساحر باتت تعاني تلوثا يمثل تهديدا لصحة الاشخاص الراغبين بالسباحة فيها.
والسبب في ذلك يكمن في ان مواظبة بعض المنتجعات والفنادق والانزال المخصصة للشباب على التخلص من المياه الاسنة الاسنة في البحر بسبب نقص البنى التحتية المطلوبة.
وقد بلغت المشكلة مستويات خطيرة دفعت وزير السياحة شخصيا الى اعلان توقفه عن السباحة في المياه القريبة من العاصمة كولومبو بسبب تلوثها الكبير.
ويزور اكثر من مليوني سائح سنويا هذه الجزيرة الواقعة في المحيطة الهندي، ما يوازي اربعة اضعاف العدد المسجل سنة 2009 التي شهدت انتهاء الحرب الاهلية في البلاد.
لكن يبدو أن سريلانكا بدأت تدفع ثمن هذا النجاح.
وانعكست الطفرة السياحية ازديادا كبيرا في اعداد الفنادق غير ان خطط التطوير تتسم عادة بالتسرع وغياب المراقبة ما يؤثر سلبا في كثير من الاحيان على البنى التحتية المخصصة لتكرير المياه الآسنة.
وقد يكون اكثر الاوضاع خطورة هو ذلك المسجل في منطقة ماونت لافينيا الساحلية في جنوب العاصمة كولومبو والتي تعرف بشاطئها الطويل.
ويؤكد الخبير في المسائل البيئية ماهيش جايويرا أن المياه في هذه المنطقة ملوثة لدرجة لا يمكن السباحة فيها.
اوسخ من البالوعة
ويقول هذا المدرس في جامعة موراتوا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوبا "لا يظهر ذلك من خلال النظر الى المياه. لكن خلال بعض فترات السنة، تكون المياه في ماونت لافينيا ملوثة لدرجة تكون السباحة فيها اسوأ من الاستحمام في بالوعة للصرف الصحي".
ويشير إلى ان مستويات التلوث بالبراز تفوق بستين مرة تلك المحددة وفق معايير السلامة.
ويجهل اكثرية السياح الاجانب هذا الوضع. غير ان السريلانكيين باتوا اكثر وعيا لذلك.
ويوضح هارشا سواديش البالغ 26 عاما في يوم اجازة على البحر للمشاركة في مباراة لكرة الطائرة مع اصدقائه "نحن هنا فقط للعب. البحر هائج وغير نظيف بما يكفي".
ويروج القائمون على اوناواتونا في جنوب مدينة غالي الساحلية التاريخية (جنوب) لها بوصفها واحة لمحبي رياضة الغوص في المياه النظيفة.
غير أن الباحثين يقولون إن المنطقة تعتبر من الاكثر تلوثا نظرا الى تصريف الفنادق فيها لكميات كبيرة من المياه الآسنة غير المكررة خصوصا خلال الليل.
ويقول احد العاملين في قطاع السياحة طالبا عدم كشف اسمه "يحصل احيانا أن التيارات تحمل كل هذا الى الشاطئ صباحا. انه امر مريع".
وبعد حرب اهلية استمرت سبعة وثلاثين عاما، يشهد القطاع السياحي منذ سبع سنوات نموا لافتا.