أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أنه «في الوقت الذي نأمل فيه أن تنجح المساعي السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أننا مازلنا نواجه تهديدات خطيرة تنطلق من الأراضي الإيرانية والعراقية وتشكل دعماً للمجموعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية».
وشدد وزير الداخلية على أن ذلك «يمثل تحدياً يفرض التعامل معه بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل جماعي ورؤية موحدة، وهذه ليست معلومات مجردة بل حقائق ملموسة وصلت إلى تنفيذ عمليات إرهابية، استهدفت حياة رجال الأمن وشكلت تهديداً لجهود حفظ الأمن والاستقرار».
وأشار الوزير إلى أن «هذه الأعمال أدت إلى غرس الفكر الطائفي المتطرف، وإن استمرار هذه التدخلات الخطيرة، يمثل تهديداً للمساعي والجهود السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار لنا جميعاً».
جاء ذلك في كلمة وزير الداخلية في الاجتماع المشترك الذي عقده وزراء الداخلية والدفاع والخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس (الخميس) في العاصمة السعودية (الرياض)، الذي شارك فيه وزير الداخلية، بالإضافة إلى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ووزير شئون الدفاع الفريق الركن يوسف أحمد الجلاهمة.
المنامة - وزارة الداخلية
شارك وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ووزير شئون الدفاع الفريق الركن يوسف أحمد الجلاهمة، في الاجتماع المشترك الذي عقده وزراء الداخلية والدفاع والخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس الخميس (27 أبريل/ نيسان2017) في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة ولي العهد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون، لبحث القضايا الأساسية المتعلقة بالشئون السياسية والدفاعية والأمنية، سعيا لبلورة رؤى واستراتيجيات ومواقف واضحة تسهم في تعزيز وحدة وكينونة الإطار المؤسسي لدول مجلس التعاون.
وقد ألقى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كلمة في الاجتماع المشترك، هذا نصها:
«الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، رئيس الاجتماع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أصحاب السمو والمعالي، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يشرفني بهذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على الاستضافة لهذا الاجتماع، والدعم المتواصل والاهتمام الكبير للمضي قدماً في مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو مزيد من التعاون والتكامل المنشود.
ويسرني أن أعرب للمملكة العربية السعودية ودولة قطر الشقيقتين عن تهانينا بإطلاق سراح المواطنين القطريين والسعوديين الذين كانوا مختطفين في العراق، مشيدين في هذا المجال بالجهود الحثيثة التي بذلت لعودة المواطنين إلى بلديهما والى أهلهم سالمين.
إن انعقاد هذا الاجتماع، يعكس ما يوليه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أولوية قصوى لأمننا الخليجي المشترك بمفهومه الشامل، في إطار العمل على تحقيق الأهداف والتطلعات، التي تخدم أمن دول مجلس التعاون، حيث يعكس الاجتماع الجهود الرامية لتعزيز التعاون المبارك بين الأشقاء والذي أصبح واقعا ومرتكزا مهما ومؤثرا إقليميا ودوليا، كما يجسد هذا الاجتماع، روح التعاون والاتحاد بين دول المجلس، ويعد مرحلة أكثر تقدما لتعزيز العمل العسكري والأمني والسياسي بصورة مشتركة، ولذلك نتطلع إلى تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها الاجتماع وتفعيل التوصيات المطروحة والتي تهدف إلى تحقيق المزيد من الانسجام والتكاتف وتعزيز الأمن ودعم الاستقرار بعد استيفاء مراجعتها من قبل المختصين. وبطبيعة الحال، فإن هذا الاجتماع يشكل الأساس للمواقف والتوجهات السياسية الموحدة والتي تضع ضمن أولوياتها تحقيق الأمن المنشود وحماية المكتسبات المشتركة لدول المجلس.
إن العالم، وكما تعلمون، يحترم التحالفات ومراكز القوى المؤثرة بشكل عام ، ولكن تبقى جبهتنا الداخلية وتماسكها هي مسئوليتنا الأولى وحجر الزاوية في صيانة أمننا واستقرارنا، وهي الجبهة المستهدفة بكل الوسائل من الخارج، الأمر الذي يحتم علينا ضرورة الالتفاف وتعزيز روح المواطنة والتماسك والتلاحم، ويطيب لي هنا الإشادة بالإنجازات والنجاحات التي تحققت من خلال العمل الجماعي لدول المجلس في مختلف أوجه التعاون.
في الوقت الذي نأمل فيه أن تنجح المساعي السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أننا مازلنا نواجه تهديدات خطيرة تنطلق من الأراضي الإيرانية والعراقية وتشكل دعما للمجموعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية، وهو ما يمثل تحدياً يفرض التعامل معه بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل جماعي ورؤية موحدة، وهذه ليست معلومات مجردة بل حقائق ملموسة وصلت إلى تنفيذ عمليات إرهابية، استهدفت حياة رجال الأمن وشكلت تهديدا لجهود حفظ الأمن والاستقرار، كما أدت هذه الأعمال إلى غرس الفكر الطائفي المتطرف، وإن استمرار هذه التدخلات الخطيرة، يمثل تهديدا للمساعي والجهود السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار لنا جميعا. وليس بخاف عليكم فإننا في مملكة البحرين، نعيش ولله الحمد، في ظل النهج الكريم لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، القائم على إرساء دعائم الاعتدال والتسامح والعدالة للجميع.
إن هذا الاجتماع، يؤكد العزم والتصميم على وحدة الموقف في التعامل مع مختلف القضايا الإستراتيجية من أجل الحفاظ على أمننا واستقرارنا وترسيخ دورنا الفاعل في المحيط الإقليمي والدولي، التزاما برؤى وتوجيهات قادة دول مجلس التعاون، متمنياً للجميع التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
العدد 5347 - الخميس 27 أبريل 2017م الموافق 30 رجب 1438هـ