قال باحثون اليوم الخميس (27 أبريل/ نيسان 2017) إن الخل قادر على القضاء على نجمات البحر التي تلتهم المرجان في الحاجز المرجاني الكبير في استراليا.
والحاجز المرجاني الكبير مدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية ويمتد على مساحة 345 ألف كيلومتر مربع على طول الشاطئ الاسترالي ويشكل أكبر موقع مرجاني في العالم مع ثلاثة آلاف "انظمة" من الشعاب المرجانية ومئات الجزر الاستوائية.
الا انه مهدد الان بظواهر ابيضاض متكررة بسبب الاحترار المناخي وبالنشاط الصناعي فضلاً عن نجمة البحر الحمراء المؤذية.
وتعرف هذه النجمات ايضا باسم "اكليل الشوك" وتتغذى بشكل شبه حصري على المرجان. ويصل قطرها إلى متر واحد وهي تتمتع بقوارص تحوي سما مؤذياً للبشر.
وكانت السلطات تلجأ حتى الان إلى مواد كيميائية مكلفة للقضاء على نجمات البحر هذه ما كان يعرض كائنات بحرية اخرى تعيش في الشعاب للخطر. وأظهرت تجارب أجراها باحثون من جامعة جيمس كوك بالتعاون مع المحمية البحرية للحاجز المرجاني الكبير أن الخل هو حل آمن وفعال وزهيد الكلفة.
لا أثر سلبيا
وأوضحت الباحثة ليزا بوستروم-اينارسون أن التجربة أجريت على ستة اسابيع في أربعة مواقع وسمحت بالتحقق من نفوق نجمات البحر الحاصلة على حقنة خل، في غضون 48 ساعة من دون أن يؤثر ذلك على الكائنات الأخرى.
وأضافت "أخذنا في الاعتبار حجم الغطاء المرجاني ووفرة الأسماك وتنوعها والأمراض التي تصيبها ووفرة اللافقريات قبل فترة الدراسة الممتدة على ستة أسابيع وخلالها وبعدها ولم نلاحظ أي تأثير سلبي".
إلا أن القضاء على نجمات البحر هذه أو السيطرة على أعدادها سيكون مهمة صعبة جداً إذ ينبغي أن تحقن فرديا.
إلا أن هذه الوسيلة أكثر فعالية بكثير من سحبها والقضاء على كل واحد منها.
وكانت دراسة واسعة نشرت نتائجها في العام 2012 كشفت أن الغطاء المرجاني تراجع بالنصف خلال السنوات الـ 27 السابقة. ونسبت 42 في المئة من هذه الأضرار إلى نجمات البحر.
لكن لا يتوافر أي إجماع علمي بشأن الأسباب التي تفسر الانتشار الكبير لهذه النجمات التي تشكل آفة في الكثير من مناطق المحيط الهادئ والمحيط الهندي.
وقالت الباحثة "ثمة ملايين من نجمات البحر في الحاجز المرجاني وكل أنثى منها تنتج في كل موسم 65 مليون بيضة" مشددة على أن القضاء عليها كلياً بالخل أمر مستحيل.
وأضافت "القضاء عليها جميعها يتطلب تعبئة ضخمة لكننا نعتبر أن جهوداً مستدامة يمكن أن تبذل من أجل انقاذ بعض الشعاب بشكل فردي".
وأفاد فريد نوسيفورا المسئول عن السياحة في محمية الحاجز المرجاني أن العلاج بالخل سيطبق في الشعاب التي حددت على أنها ترتدي أهمية كبيرة على صعيد التراث او السياحة.
وأوضح "القضاء على أكاليل الشوك هذه عملية اساسية لحماية الغطاء المرجاني وتحسين مقاومة الشعاب ولا سيما في إطار ظاهرة الابيضاض".
وأعلن علماء أستراليون قبل أسبوعين أن المرجان الذي يتعرض للسنة الثانية عل التوالي للابيضاض لا يملك أي فرصة للتعافي.
ويؤدي الابيضاض إلى تلف ينعكس فقدان الشعاب المرجانية للونها. وهو عائد إلى ارتفاع في حرارة المياه ما يؤدي إلى طرد الطحالب التي توفر للمرجان لونه ومغذياته.
ويمكن للشعاب أن تتعافى في حال بردت مياه المحيط إلا أنها قد تنفق في حال تواصلت الظاهرة. وظاهرة الابيضاض الراهنة هي الرابعة بعد أعوام 1998 و2002 و2016.
ويضم الحاجز المرجاني الكبير 400 نوع من المرجان و1500 جنس أسماك وأربعة آلاف نوع من الرخويات والكثير من الأنواع المهددة بالانقراض مثل السلحفاة الخضراء الكبيرة.