انهارت حياة سيرلي فريتاس عندما فقدت زوجها كليبرسون سيلفا في تحطم طائرة نادي تشابيكوينسي البرازيلي لكرة القدم. بعد أشهر، لا تزال الأرملة الشابة تحاول إعادة بناء حياتها، وأقدمت على خطوة أساسية في هذا المسار: تولي وظيفة فقيدها.
شغل سيلفا منصب المسئول الاعلامي للنادي البرازيلي الذي تحول خلال أعوام قليلة الى ما يشبه القصة الخرافية، متقدما من المراتب الدنيا ليصبح اسما بارزا في القارة الأميركية الجنوبية. لكن في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، تحولت القصة الجميلة الى مأساة.
فالرجل الذي كان يبلغ التاسعة والثلاثين من العمر، كان واحدا من 71 قتيلا قضوا في تحطم الطائرة التي كانت تقل لاعبي النادي وإدارييه، في منطقة مديين الكولومبية، وهم في طريقهم للمشاركة في نهائي مسابقة سود أميريكانا ضد فريق اتلتيكو ناسيونال الكولومبي.
وبعد أسبوع من الكارثة، وفي ظل الحزن الذي لف مدينة تشابيكو، ذهبت فريتاس (33 عاما) الى مقر النادي لاستعادة أغراض عائدة لزوجها، لتفاجأ بعرض غير متوقع: لماذا لا تتولين وظيفته؟
سبق لفريتاس التي تتولى حاليا مسئولية تربية ولدين يبلغان من العمر ثمانية وثلاثة أعوام، ان عملت مصورة صحافية لصالح إحدى الجرائد المحلية، وشعرت بأنها قادرة على تولي المسئولية.
وفي حين كانت طلبات الصحافيين التي ترفع الى زوجها الراحل تتمحور غالبا حول إعداد تقارير ومواضيع حول قصة صعود النادي الى مصاف الأندية البرازيلية المعروفة، تجد سيلفا نفسها حاليا غارقة في طلبات من حول العالم لتسليط الضوء أكثر على تبعات المأساة.
وتقول "في بعض الأوقات، لا زلت لا أصدق ان الأمر حصل (...) كان الأمر مؤلما الى درجة تجعله غير قابل للتصديق".
تضيف "كان الأمر مروعا ان أبلغ كل العائلة بالنبأ (حادث التحطم ووفاة زوجها)، أمضيت كل الوقت وأنا أبحث عن أي خبر".
تنظر فريتاس الى الوظيفة الجديدة على انها من ضمن محاولاتها لإعادة بناء حياتها وتخطي المعاناة التي اختبرتها، كما انها تساعد النادي على النهوض مجددا في عملية إعادة بناء شاملة.
العودة الى مديين
الا ان تولي المسئولية التي كانت ملقاة على عاتق زوجها سابقا، يجعل من مهامها اليومية رحلة يعتصرها الألم والذكريات.
وتقول "لكل يوم لحظاته المعقدة لأنني أتذكره"، مضيفة "أقوم بما كان يقوم به، وأفتقده بشكل هائل. أفكر بالطريقة التي كان ليتصرف بها في ما لو كان هنا، وهذا يساعدني في تجاوز اللحظات الصعبة".
ومن أصعب هذه اللحظات كانت عودة الفريق الى المنافسات الدولية في مارس/ آذار الماضي في البيرو، بمشاركة لاعبين من أكاديمية النادي وآخرين لم يشاركوا في الرحلة المشؤومة الى كولومبيا، اضافة الى لاعبين يشاركون مع النادي على سبيل الاعارة.
وجدت فريتاس نفسها مضطرة الى السفر جوا، في رحلة تقول انها "عانت كثيرا" خلالها، مضيفة "لم أتمكن من التوقف عن التفكير بما حصل في كولومبيا".
على رغم ذلك، تأمل فريتاس ان تصبح الأمور أسهل مع الوقت.
الثلاثاء، انتقل الفريق الى مونتيفيديو عاصمة الاوروغواي لخوض مباراة ضد فريق ناسيونال المحلي في إطار كأس ليبرتادوريس الخميس، الا ان فريتاس بقيت في كولومبيا ولم تشارك في الرحلة.
الا ان السفر الأصعب سيكون في 10 مايو/ أيار، عندما ينتقل تشابيكوينسي الى مديين للقاء اتلتيكو ناسيونال، الفريق نفسه الذي كان في طريقه للقائه في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفي المدينة نفسها.
وجدت إدارة النادي نفسها مضطرة الى إعادة بنائه من الصفر، فمن بين الناجين الستة من حادث التحطم، ثلاثة فقط كانوا لاعبين، منهم حارس المرمى جاكسون فولمان الذي اضطر الأطباء لبتر رجله.
الا ان الطريقة التي يتم بها إعادة بناء النادي، يبدو انها لا تحظى برضى الجميع، لاسيما عائلات الضحايا الذين أفادت صحف محلية ان بعضها قدم شكاوى بحق النادي للحصول على تعويضات أفضل.
الا ان فريتاس تفضل عدم التحدث في أي من هذه القضايا، والتركيز على المستقبل، قائلة "على تربية ولدين وعلى ان أقدم لهما صورة الأم القوية. أنا أقاتل يوميا من أجلهما".