هي غزالة جميلة كانت تنعم برقصها الجميل بتلك الطبيعة الغناء، كان الجو لطيفاً والطبيعة غناء بديعة، أحسّت الغزالة بسعادة كبيرة لاندماجها المتناغم مع الطبيعة.
مر الوقت السعيد عليها من غير أن تدرك غزالتنا البريئة بأن هناك عيوناً ترصدها، هذه العيون كانت عيوناً خبيثة ذئبية، إنهم مجموعة من الذئاب كانت متخفية خلف الأشجار تنظرها وتترقب، كانوا قد صنعوا لها فخاً لإيقاعها فيه كما فعلوا مع غيرها من الغزلان ونجحوا بذلك.
أخذوهن جميعاً في قفص كبير، كن من عدة بقاع من تلك الطبيعة، زجوا بهن في قصر كبير، سألت نفسها الغزالة عدة أسئلة لم تجد لها جواباً.
"ماذا يريدون منا"؟
"ما الغاية من فعلهم هذا"؟
مرت ليلة فقط ثم يوم؛ وفي اليوم التالي أتى الضبع ليقول لهن:
"هيا تجهزن لتتدربن على الرقص".
تفاجئن الغزلان؛ بعضهن وافقن على التدريب مرغمات فلا حل لديهن سوى الطاعة العمياء، ولكن غزالتنا لم توافق، فتحمل جسدها الناعم الجلد والتعذيب، تحملت وتحملت؛ ولكنها استسلمت في النهاية.
بدأت تتعلم الرقص الذي يرغبون، الذي يشتهون، ولكنها كانت تسأل نفسها:
"تُرى لماذا يدربوننا على هذا النوع من الرقص"؟
لم تفهم الغزالة شيئاً إلى ذلك اليوم المنشود، ذلك اليوم الذي كانوا يعدوهن فيه لتلك الليلة بالتحديد، كانت ترى الغزالة من خلال النافذة مجموعة كبيرة من الوفود؛ منهم الفيل الضخم، الأسد القوي، الثعبان السام، الثعلب الخبيث والفهد الأسود المخيف وغيرهم كثر من عظماء الغابة، كانت مذعورة النظر منهم، أتى الضبع ليأخذهن جميعاً حتى يرقصن ويتمايلن بأجسادهن أمام حشد العظماء حتى يشبعن شهوة النظر لديهم.
كلهن رقصن؛ إلا هي... غزالتنا بقيت غزالة ولم ترقص، غضب الفيل والأسد ثم الثعبان والثعلب والفهد المخيف لسخريتها منهم، فكيف بواحدة مثلها من العامة الوضيعة كما يرونها هم لا تنفذ مطلبهم هم العظماء! كيف بها لا تشبع أنظارهم منها وهم ما أتوا هنا إلا لغرض الإشباع!
كان الضبع قد نبّه الغزلان من قبل بأنه "التي لن ترقص الليلة ستكون نهايتها الموت المفجع."
أخذوها وزجوا بها للنمر الشرس الذي أخذ بنهشها بأنيابه إلى أن شبع ثم تركها، أخذوها فيما بعد للبرية ورموها للنسور كي تنهشها واحداً تلو الآخر، كانت تنازع وتنازع حتى فارقت الحياة بطريقة بشعة، ماتت الغزالة ميتة شنيعة فقط... لأنها لم ترقص أمام للعظماء!
رمزية القصة جميلة على الرغم من احتواء المتن على هنات لغوية كثيرة...