حث الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند الناخبين الإثنين (24 أبريل/ نيسان 2017) على دعم مرشح الوسط إيمانويل ماكرون في جولة الإعادة الحاسمة بانتخابات الرئاسة الشهر المقبل ورفض زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التي وصف صعودها للإعادة بأنه "خطر" على فرنسا.
ويخوض ماكرون الجولة الثانية والأخيرة ضد لوبان يوم السابع من مايو أيار بعد حصولهما على المركزين الأول والثاني على الترتيب في الجولة الأولى يوم الأحد.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون الذي لم يتقلد من قبل أي منصب عبر الانتخاب سيفوز بالإعادة بنسبة 61 في المئة على الأقل بعد تعهد مرشحين خاسرين بدعمه لإحباط برنامج لوبان المعارض للاتحاد الأوروبي والمهاجرين.
ويقترب هولاند من نهاية خمس سنوات في الحكم شهدت تراجعا كبيرا لشعبيته، وقد ألقى بثقله في خطاب تلفزيوني خلف وزيره السابق للاقتصاد وقال إن سياسات لوبان مثيرة للانقسام ومهينة لقطاعات من الشعب.
وقال الرئيس الفرنسي "وجود أقصى اليمين في الجولة الثانية خطر على البلاد. بناء فرنسا ووحدتها وعضويتها في أوروبا ومكانتها في العالم على المحك الآن".
وأبدت الأسواق العالمية ارتياحها إزاء نتائج الجولة الأولى للانتخابات التي أنهت هيمنة الأحزاب التقليدية ليسار الوسط ويمين الوسط لكنها لا تزال تضع أكثر المرشحين تأييدا للسوق وانفتاحا على العالم أمام اختبار آخر قبل الوصول إلى الإليزيه.
ولامس اليورو أعلى مستوياته في خمسة أشهر وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي اثنين في المئة.
وأشارت استطلاعات للرأي إلى أن الفوز المحتمل لماكرون خفف قلق المستثمرين من تعهدات لوبان بالتخلي عن اليورو وطبع نقود وربما ترك الاتحاد الأوروبي. وكان كثيرون يشعرون بالقلق من صدمة أخرى على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية.
المعركة تبدأ
قالت لوبان في وقت متأخر الاثنين إنها ستحصل على إجازة من قيادة حزب الجبهة الوطنية للتركيز على حملتها.
وقالت المرشحة اليمينية لتلفزيون فرانس2 "سأشعر بحرية أكثر... وفوق كل هذا سأشعر أني فوق سياسات الحزب وهو ما أراه مهما".
وظلت لوبان على مدار شهور تؤكد أنها ليست مرشحة الجبهة الوطنية ولكنها مرشحة تحظى بتأييد الجبهة. ونأت بنفسها منذ فترة طويلة عن والدها جان ماري الزعيم السابق للجبهة ولم تضع اسم الحزب ولا شعاره على لافتاتها الانتخابية.
وافتتحت لوبان معركة الجولة الثانية بالتأكيد على التهديد المستمر للتشدد الإسلامي الذي حصد أرواح أكثر من 230 شخصا في فرنسا منذ العام 2015 وقالت إن أقل ما يقال عن ماكرون ذي التسعة وثلاثين عاما أنه "ضعيف" في هذه المسألة.
ووعدت لوبان بتعليق اتفاقية الحدود المفتوحة للاتحاد الأوروبي وطرد الأجانب المسجلين على قوائم المراقبة بأجهزة المخابرات.
ويدعو برنامج ماكرون للأمن الداخلي إلى نشر عشرة آلاف ضابط شرطة إضافيين وتوفير 15 ألف مكان إضافي بالسجون كما استعان بعدد من الخبراء الأمنيين.
لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن الناخبين أكثر اهتماما بالاقتصاد وبنزاهة السياسيين.
وفي كلمته لأنصاره قال ماكرون وهو يضع نصب عينيه سياسات لوبان "أريد أن أكون رئيسا للوطنيين ضد تهديد القوميين".
وتحتاج لوبان لتجنب تكرار ما حدث مع والدها في عام 2002 عندما وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية قبل أن يتلقى هزيمة ساحقة في نهاية المطاف عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره عنصرية ومعادية للسامية.
وبذلت ابنته جهودا مضنية لتنظيف صورة الحزب ولاقت تأييدا وسط الناخبين الشبان الذين يعاني نحو الربع منهم من البطالة.
وإذا فاز ماكرون فإن أكبر التحديات التي سيواجهها ستكون عندما يحاول أولا ضمان أغلبية برلمانية لحزبه الشاب في يونيو حزيران ثم عندما يسعى لدعم شعبي واسع لإصلاحات عمالية من المؤكد أنها ستلاقي مقاومة.