فرضت الولايات المتحدة أمس الاثنين (24 أبريل/ نيسان 2017) «عقوبات واسعة» على 271 خبيراً كيماوياً وعدد من المسئولين السوريين رداً على هجوم بغاز السارين على مدنيين اتهمت واشنطن دمشق بشنّه في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية.
وفي أحد أكبر الإعلانات عن العقوبات، استهدفت وزارة الخزانة الأميركية مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري الذي قالت إنه مسئول عن تطوير سلاح غاز السارين الذي تتهم واشنطن النظام السوري باستخدامه في هجوم الرابع من أبريل الجاري.
وأمرت الوزارة بتجميد جميع الأصول في الولايات المتحدة التي تعود لـ271 موظفاً في المركز وحظرت على أي فرد أو شركة أميركية التعامل مع هؤلاء الموظفين.
وطبقاً لمركز «مبادرة التهديد النووي» ومقره واشنطن، فإنّ المركز هو جهة رائدة في الأبحاث العلمية في سورية وعلى علاقة وثيقة مع الجيش السوري.
وأضاف المصدر أن الموظفين الـ271 يمتلكون خبرة علمية معينة في البرنامج أو أنهم يشاركون فيه منذ 2012.
بيروت - أ ف ب
دخلت قوات سورية الديمقراطية أمس الاثنين (24 أبريل/ نيسان 2017) مدينة الطبقة التي تحاصرها منذ أكثر من أسبوعين في إطار حملة عسكرية واسعة تخوضها منذ أشهر لطرد الإرهابيين من الرقة، معقلهم الأبرز في سورية.
وتحظى مدينة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ العام 2014 بأهمية استراتيجية مزدوجة، باعتبار أنها تفتح طريق قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن إلى الرقة، معقل الإرهابيين في سورية، وتضم سداً مائياً هو الأكبر في البلاد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن قوات سورية الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، «دخلت الإثنين لأول مرة إلى مدينة الطبقة التي تحاصرها من الجهات كافة، وتمكنت من السيطرة على نقاط عدة في القسم الجنوبي ومن التقدم في أطرافها الغربية».
وتترافق المعارك العنيفة داخل المدينة مع غارات كثيفة للتحالف الدولي بقيادة أميركية على مواقع التنظيم على أطراف المدينة. ويدعم التحالف بالغارات والمستشارين قوات سورية الديمقراطية في عملياتها العسكرية.
وتسببت إحدى غارات التحالف أمس (الاثنين) وفق عبد الرحمن «بمقتل 11 مدنياً من عائلة واحدة، هم سبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و15 عاماً وأربع سيدات، بعد استهداف حافلة صغيرة كانوا على متنها لدى محاولتهم الفرار من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة».
وأكدت قوات سورية الديمقراطية على موقعها الإلكتروني تقدمها في الجبهات «الغربية والشمالية الغربية والجنوبية» في الطبقة، مشيرة إلى سيطرتها على مستديرة ونقاط عدة في غرب المدينة «وتحريرها قسم من حي الوهب في الجبهة الجنوبية».
وتقع الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة.
بدء «المعركة الحقيقية»
وتندرج السيطرة على مدينة الطبقة في إطار حملة «غضب الفرات» التي بدأتها قوات سورية الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي في نوفمبر/ تشرين الثاني لطرد الإرهابيين من الرقة معقلهم الأبرز في سورية.
ومع دخول هذه القوات إلى الطبقة، يعتبر عبد الرحمن أن «المعركة الحقيقية ستبدأ الآن» موضحاً أن مدة «المعركة تتوقف على مدى صمود مقاتلي تنظيم (داعش) في المدينة» باعتبار أنه «لا إمكانية لانسحابهم من المدينة المحاصرة من الجهات كافة».
وأضاف «ليس أمام مقاتلي التنظيم إلا الاستسلام أو القتال حتى النهاية».
وبحسب المرصد، اعتمد التنظيم منذ حصار المدينة على إرسال انتحاريين ومفخخات إلى مواقع قوات سورية الديمقراطية في محاولة لإعاقة تقدمهم، وهو الأسلوب الذي يعتمده في كل الجبهات التي يفقد سيطرته عليها.
وبحسب مجموعة عمل اقتصاد سورية، وهي مركز استشاري مقره دبي، يقيم حالياً في مدينة الطبقة 75 ألف نسمة يضاف إليهم عشرة آلاف من الإرهابيين وعائلاتهم.
وكان عدد سكان المدينة يقدر بـ250 ألف شخص قبل اندلاع النزاع السوري في العام 2011.
وبالإضافة إلى مدينة الطبقة، تسعى قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على سد الطبقة المحاذي لها من الجهة الشمالية، ويعد أكبر سدود سورية. وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سورية بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين وري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.
هدنة خان شيخون
على جبهة أخرى في محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد السوري أمس (الاثنين) عن مقتل «سبعة مدنيين بينهم طفل جراء قصف نفذته طائرات حربية لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية على سوق في مدينة خان شيخون».
ويأتي القصف أمس بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم كيماوي على المدينة تسبب بمقتل 88 شخصاً بينهم 31 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس أن «سورية مستعدة لإعلان تجميد كامل لأعمال قواتها المسلحة وطيرانها ومدفعيتها في هذه المنطقة بهدف ضمان أمن بعثة خبراء في خان شيخون» التي تسيطر عليها فصائل إسلامية ومقاتلة.
وقالت موسكو أمس إن «زملاءنا السوريين أكدوا أيضاً رغبتهم في ضمان الظروف الأمنية اللازمة لعمل بعثة خبراء خاصة في قاعدة الشعيرات».
وعبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف عن أمله في أن ترسل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية «أخصائييها إلى خان شيخون والقاعدة الجوية وأن يكون كل شيء شفافاً» وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأوروبية فيديريكا موغيريني.
في غضون ذلك، فرضت الولايات المتحدة «عقوبات» على مسئولين في الحكومة السورية رداً على هجوم خان شيخون.
وأمرت الوزارة بتجميد جميع الأصول في الولايات المتحدة التي تعود لـ271 موظفاً في مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية وحظرت على أي فرد أو شركة أميركية التعامل مع هؤلاء الموظفين.
وقال وزير الخزانة، ستيفن منوتشين إن «هذه العقوبات الواسعة تستهدف مركزاً قدم الدعم العلمي للهجوم الفظيع بالأسلحة الكيماوية الذي شنه الدكتاتور بشار الأسد على المدنيين الأبرياء من رجال ونساء وأطفال».
العدد 5344 - الإثنين 24 أبريل 2017م الموافق 27 رجب 1438هـ