يفيد الإتحاد العالمي للمكفوفين بأنه يوجد بين كل 200 نسمة كفيف واحد تقريباً، وهو ما يعني وجود 39 مليون كفيف بيننا على وجه الأرض، كما أن 246 مليون نسمة من بقية سكان العالم يعانون من إعاقة بصرية شديدة تحد من قدرتهم على الرؤية.
ووفقاً للتقديرات المتوفرة فإن هؤلاء يطلعون على ما نسبته 10 في المئة فقط من المعلومات المكتوبة والأعمال الأدبية التي يستطيع المبصرون قراءتها، كما ورد في كلمة المدير العام لليونيسكو إيرينا بوكوفا، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف 23 إبريل/ نيسان من كل عام.
هذه المعلومات تجعلنا نتوقف أمام ضرورة توفير البديل الملائم لهذا العدد غير القليل ممن لا يستطيعون قراءة ما هو متوفر لنا نحن المبصرون.
ومع توفر سبل مختلفة اليوم للمكفوفين تمكّنهم من استخدام الإلكترونيات، كالبرامج الناطقة التي تثبت في الحواسيب والهواتف وأجهزة الألواح الذكية فتترجم ما هو مكتوب إلى مقروء وفق ضوابط وشروط، إضافةً إلى الأسطر الإلكترونية التي تحوّل ما في الشاشات إلى لغة «برايل» حتى يسهل قراءتها بواسطة اللمس، وهي اللغة التي يقرأ بها المكفوفون، صار من المهم والضروري والممكن توفير هذه الكتب بشكل يتيح لهم قراءتها.
لا يمكن للبرامج الناطقة أن تقرأ أي ملف ألكتروني، وهو أمر يستوجب التنسيق مع الجهات المصنّعة لهذه البرامج بما يتيح للمكفوفين إمكانية قراءة ما يُباع من كتب ألكترونية؛ إذ تستطيع المكتبات الرقمية أن تراعي بعض الضوابط، ويستطيع مبرمجو هذه البرامج الناطقة أن يصلوا إلى نقطة وسطى بحيث لا يخسر أيٌّ من الطرفين الجانب الأمني الذي يقدم لهما مساحة الخصوصية التي يريدانها، كما يتيح للمكفوفين كتباً رقمية أفضل وبرامج يمكن أن تكون شاملةً في القراءة.
بعض الجهات العربية عمدت إلى تقديم كتب مسموعة، وهو ما فتح مجالاً جديداً للمكفوفين قبل ظهور هذه الأسطر الإلكترونية والبرامج الناطقة، كالمجمع الثقافي ودار المسبار في الإمارات العربية المتحدة، وبعض المنتديات والمواقع الإلكترونية إذا ما غضضنا النظر عن الأخطاء اللغوية التي تشوبها حين تصدر من جهات غير متخصصة في معظم التجارب.
تجربة الكتاب المسموع التي تصدرها الجهات الرسمية أصابها الوهن أو الكسل أو ربما اليأس، إذ قل إنتاجها كثيراً وما زالت تقدّم الكتب التراثية في الغالب، فيما تغفل كثيراً من النتاج الجديد في شتى المجالات، وهو ما يبحث عنه القارئ العربي اليوم.
نحن بحاجة إلى الاطلاع على التجارب الغربية في هذا المجال، إذ تعج المكتبات الإلكترونية بالكتب المسموعة باللغات الأجنبية، فيكفي أن نقول إن موقع أمازون وحده يحتوي ما يقارب 460 ألف عنوان للكتب المسموعة على سبيل المثال.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5343 - الأحد 23 أبريل 2017م الموافق 26 رجب 1438هـ
شكرا أستاذ