أكد رئيس برنامج الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي عودة راشد الجيوسي أن دول الخليج العربي أصبحت محط أنظار العالم للاستثمار في الابتكار في قطاع تقنية المعلومات، والتقنيات الخضراء، وتقنيات البناء الأخضر، وأن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل المساحة المشرقة للابتكار في المنطقة.
وأضاف خلال محاضرة قدمها لجمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية مطلع أبريل/ نيسان الجاري في معهد ا لدراسات المصرفية والمالية بشأن "الابتكار والتقنية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، ان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعتبر محركاً لعجلة التنمية والاقتصاد الوطني، حيث تشير التجربة في الولايات المتحدة الاميركية ان حوالي 50% من كل الابتكارات و94% من الابتكارات الجذرية "Radical Innovation" منذ الحرب العالمية نشأت من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
واستعرض الجيوسي خلال المحاضرة التحولات في اقتصاد البحرين منذ الاعتماد على الزراعة واللؤلؤ وصولاً إلى اقتصاد المعرفة والتقنية والاستثمار المالي. معرجاً كذلك، على جذور الابتكار التي قال إن لها ارتباط وثيق في الحضارة الإسلامية والهندسة. وهناك شواهد كثيرة كابتكار الإسطرلاب، وعلوم الطب، والرياضيات وغيرها.
إلى ذلك، تناول الجيوسي التحولات الصناعية الكبرى بدءً بطاقة البخار، إلى عصر الكهرباء، ثم الكمبيوتر والاتمته، وصولاً إلى ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها حالياً والتي تعتمد على التفاعل بين الانسان والآلة. وبين خلال المحاضرة إن الابتكار يتمثل في تحويل الأفكار الجديدة الى منتجات وخدمات ذات عوائد ربحية، مشيراً إلى أن للابتكار أنماط مختلفة تشمل المنتج، أو التسويق، أو الإطار المؤسسي، أو نماذج العمل. مشدداً أن الابتكار يعتمد على الاستفادة من المعارف المختلفة، وأنه ضروري لكافة القطاعات بما فيها التعليم والخدمات والصحة والتقنية والصناعة.
وقال رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي أنه من الضروري للشركات الصغيرة والمتوسطة ربط ثلاث عناصر لتحقيق الابتكار وتشمل قيادة ذات رؤية واضحة، استراتيجية ضمن مؤشرات واضحة "خارطة طريق"، وإدارة فاعلة لتحقيق الأهداف ضمن خطط واضحة واهداف ومؤشرات.
وتناول الجيوسي الاتجاهات الحديثة في فكر الابتكار معرجاً على الابتكار المفتوح والمرتبط بالمستخدمين، والابتكار الاجتماعي، والابتكار المرتبط بنشاطات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
على صعيد متصل، أكد عوده الجيوسي أن الاستثمار في البحث والتطوير في كل من اليابان والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوربي والصين يتراوح ما بين %2.8 إلى 2.6% من الدخل القومي، في حين أن استثمار الدول العربية في البحث والتطوير من اجل الابتكار دون 0.5% من الدخل القومي. مؤكداً على مدى اهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في توليد فرص عمل حيث يسهم هذا القطاع ما يزيد عن 99% في الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى تجربة المملكة المتحدة التي انفقت 300 مليون باوند على الشراكات البحثية في عام 2012، وانفقت 100 مليون باوند على البحث والابتكار في الجامعات.
كما تطرقت المحاضرة التي قدمها رئيس برنامج الابتكار وإدارة التقنية في جامعة الخليج العربي عودة الجيوسي منظومة الابتكار الوطني والتي تشمل وجود سياسة للابتكار، ومؤسسات للبحث والتطوير، وجهات لتمويل الأفكار المبتكرة، والإطار التشريعي، حاضنات الاعمال، والرأس المال البشري.
وبين ان وجود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعد شرطاً ضرورياً لتحفيز الابتكار وتحويله إلى قيمة مضافة، لافتاً أن هناك عدة مؤسسات صغيرة ومتوسطة واعدة في الخليج العربي مثل مزارع الجزيرة التي توظف تقنيات الزراعة بدون تربة لإنتاج أنواع مختلفة من الخضروات، وشركات مبتكرة مثل طلبات دوت كوم، وسوق دوت كوم.
وأشاد الجيوسي بالجهات الداعمة للابتكار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مملكة البحرين كمؤسسة تمكين. لافتاً إلى ان وجود شبكة إلكترونية فاعلة يساعد على توفير منصات لتحفيز وزيادة أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة، في مجال الخدمات والتجارة الالكترونية.