شارك آلاف العلماء والأشخاص في مسيرات بالولايات المتحدة وخارجها يوم السبت (22 أبريل/ نيسان 2017) تتزامن مع (يوم الأرض) وصفها منظموها بأنها "احتفال" بالعلم في مواجهة التجاهل المتزايد للمعارف القائمة على الأدلة والبراهين.
وشهدت المسيرات إلقاء كلمات لباحثين وخبراء في مجال البيئة فضلا عن عروض موسيقية في متنزه (ناشونال مول) بواشنطن.
وشهدت مئات المدن والبلدات من بوسطن إلى سيدني باستراليا مسيرات واحتفالات حيث حمل المشاركون لافتات مثل "لا يوجد كوكب بديل" و"فلنجعل العلم عظيما مرة أخرى" على غرار تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بأن "يجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى".
وفي حين أشار القائمون على المسيرات إلى أنها غير حزبية احتج كثير من المشاركين على اقتراح ترامب خفض ميزانية العلوم والأبحاث الاتحادية وأيضا على تشكيك إدارته في آثار تغير المناخ والحاجة إلى خفض درجات حرارة الأرض.
ومثلت المسيرات تطورا جديدا لأنشطة يوم الأرض التقليدية وأشار موقع المسيرات على الإنترنت إلى أنها استهدفت أعادة التأكيد على "الدور الحيوي الذي يلعبه العلم في ديمقراطيتنا".
وقال كريس تايلور (24 عاما) "من المهم أن نظهر لتلك الإدارة أننا نهتم بالحقائق". وشارك تايلور الذي حضر مبكرا مع حشد مؤلف من نحو 15 ألف متظاهر في عدة حلقات نقاشية عن موضوعات مثل التغير المناخي ونوعية المياه واستدامة الغذاء.
وقال تايلور الذي يسعى للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الإنسان الآلي من جامعة جورج ماسون في ولاية فيرجينيا "يبدو أنهم لا يهتمون في الحقيقة بالنمو الاقتصادي ولا بابتكار تكنولوجيا جديدة لكن فقط خدمة المؤسسات العملاقة".
وتلك المسيرات هي الأحدث في سلسلة من المظاهرات على مستوى البلاد نظمت منذ تولي ترامب السلطة قبل نحو 100 يوم.
ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق يوم السبت لكن ترامب أصدر بيانا أوضح فيه الخطوات التي ستتخذها إدارته للحماية من التلوث في الوقت الذي تخفف فيه القيود على الصناعة.
وقال ترامب في بيانه "إدارتي تخفف الأعباء غير الضرورية على العمال الأمريكيين والشركات الأمريكية لكن في الوقت ذاته يجب أن تكون هذه الإجراءات تأخذ في الحسبان حماية البيئة".
وأضاف أن العلم أمر "حاسم لجهود إدارتي لتحقيق الهدف المزدوج للنمو الاقتصادي والحماية البيئية".
وفي الماضي وصف ترامب التغير المناخي بأنه خدعة. وتدرس إدارته الانسحاب من اتفاق باريس الذي يهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم.
وتدعو ميزانية ترامب المقترحة لعام 2018 لإجراء خفض كبير لمخصصات الوكالات العلمية الحكومية والتي تتضمن تخفيضا نسبته 31 بالمئة في ميزانية وكالة حماية البيئة.
وقال كيلان بايكر وهو زميل في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة وكان أحد من تحدثوا في الحلقات النقاشية في متنزه ناشونال مول "كعلماء وكبشر مهمتنا واضحة هي أن ندافع عما نعرف أنه صحيح".
وقالت سارة بينكو (22 عاما) وهي مهندسة مدنية جاءت من بونتياك في ولاية ميشيجان لحضور المسيرة في واشنطن "العلم لا يحظى باحترام ويحتاج لأن يكون كذلك... وجودي هنا يمنحني الأمل بالتأكيد في أن هناك أعدادا غفيرة من الناس تؤيد العلم وتدعم التنظير العلمي".