مع الفنان محمود حيدر، القابع في إحدى زوايا معرض «الوسط» للكتب المستخدمة، كانت الوقفة، ومن زوايته يقدم خدمة الرسم الكاريكاتيري المباشر.
وفي محاولة منه لربط الرسم بالمعرض، عمل حيدر على رسم الشخصيات برفقة كتاب. يعلق على ذلك وهو (يقدم وصفة علاجية لمرض عدم القراءة): «حين يرى المرء نفسه وهو يقرأ كتابا، فإن ذلك من شأنه أن يحفزه أكثر على القراءة»، مضيفاً «لكي نخلق مجتمعا قارئا، نحن بحاجة لأن نجعل من أبنائنا يروننا ونحن نمسك بالكتاب، وهي صورة تكفي لحض أبنائنا على القراءة».
ويتواجد حيدر صباحا وعصرا، ليقدم الخدمة بـ 3 دنانير، وهو سعر مخفض على اعتبار أن «السعر في العادة لا يقل عن 5 دنانير ويصل الى 10 وحتى 20 دينارا، لكننا هنا عملنا على التناغم مع فكرة المعرض، ونسبة من الريع تذهب الى المعرض نفسه (تنتهي عند الجهة الخيرية)».
ولحيدر مشوار ممتد مع الرسم، يشرحه بالقول «بدأت الرسم منذ طفولتي، ولعلي أرى في نفسي محظوظاً بما أحاطني من دعم وبيئة فنية، فأخي حسن حيدر رسام، وأخي الثاني حبيب (الكاتب الصحافي) رسام وخطاط»، مضيفاً «هذه البيئة ساعدتني كثيراً، وامتدت للمدرسة، حيث تعهدني مجموعة من المدرسين الأمر الذي ساعدني كثيرا على التطور، وهذه المصادفة واجهتني في الابتدائي ثم تكررت في الاعدادي، وبعد ذلك في الثانوي حين حظيت بمعرفة صديق اخي، والذي رعاني، الى درجة انني حين ذهبت للجامعة كانت كل المقدمات التي أحتاجها موجودة، فكانت جاهزة».
وتابع «وحتى في المعهد التطبيقي في الكويت، تحديداً في امتحان القبول لدراسة التربية الفنية، حينها دخلت ورسمت المطلوب رسمه، حيث تم وضع شكل معين أمامنا فكنت أول من ينجز رسمه، فجاء الأستاذ ورفع الرسمة أمام بقية الطلبة وقال (من يريد ينجح يسوي مثل هذي)».
وأردف «في قصة عمرها 30 سنة أذكرها في سياق الحديث عن التشجيع، كنت وقتها في أول يوم دراسي لي. دخل المدرس فطلب من كل طالب أن يرسم لوحة، وكنت جاهزاً بسبب تعليم أخي لي، فأوقفني الأستاذ وطلب من الطلبة التصفيق لي».
وفي إطار الحديث عن المشوار والتجربة، تطرق حيدر إلى أسلوبه الخاص، فقال «مازلت في فن البورتريه أعمل وأجرب، وأشعر أن المشوار طويل في هذا اللون، ففن الكاريكاتير من اصعب الفنون»، وعقب «كل رسمة هي حالة خاصة، والرسم هنا لا يقتصر على الشخص فقط بل يطال الروح، وهذا اصعب شيء، فالتعامل يتم مع اللحظة للتأمل في الحالة النفسية واستكشاف الروح».
وفي 10 دقائق هي مدة انجاز كل لوحة، يتولى حيدر قراءة أنماط الشخصيات، وفي ذلك يقول «لا شك في أنني اتعجب من كيفية اكتشاف الشخصيات في 10 دقائق، أما العمل فيتم عبر ابراز النمط لكل شخصية من خلال المبالغة، فالكاريكاتير مبالغة مع اضافة مواصفات أخرى يمارسها المرسوم نفسه».
العدد 5342 - السبت 22 أبريل 2017م الموافق 25 رجب 1438هـ