أعلنت جمعية البيارق البيضاء عن إشهارها نفسها أمس السبت (22 أبريل/ نيسان 2017)، والتي تهدف إلى نبذ العنف ومكافحة التطرف والإرهاب، وتجسيد التنوع، ودعم التعايش والتسامح بين أطياف المجتمع، بالإضافة إلى التنمية البشرية المستدامة والانتماء إلى المفهوم الكوني، واعتماد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل.
وستعمل الجمعية على تحقيق أهداف عليا وضعتها من خلال عقد وتنظيم المؤتمرات وورش عمل والندوات ومختلف الفعاليات الاجتماعية الثقافية، بهدف ترسيخ مبدأ السلام والتفاهم والعيش المشترك بين أطياف المجتمع، وللتوعية بقيم التسامح ونشر ثقافة الحوار واحترام الآخر، وتعزيز ودعم التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق وترسيخ قيم السلام والتنوع وقبول الآخر، والتنسيق مع مؤسسات حقوق الإنسان والجمعيات الاجتماعية في مملكة البحرين وفي العالم، بما يساهم في إيجاد جيل مفكر وخلاق وقادر على المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة، وتوثيق أنشطة الجمعيات بإصدارات دورية تبرز الجانب الإنساني والثقافي والاجتماعي لتحقيق السلام للوطن والعالم بأسره.
ويضم مجلس إدارة الجمعية: رئيسها القس هاني عزيز، ونائبة الرئيس نورة الشملان، وبأمانة سر سهام صليبيخ، والأمانة المالية عبدالله خيري، وعضوية: محمد وليد المصري، فخرية ديري، مايكل أنور يادكار، شهناز جابري، هشام عبدالله بدير.
وأسس الجمعية كل من: هاني عزيز مقار صالح، نورة الشملان، محمد وليد المصري، فخرية ديري، صادق سيدمهدي كاظم علوي، عبدالعزيز حمزة، سهام صليبيخ، عبدالله فؤاد خليل خيري، مايكل أنور يادكار، شهناز جابر جابري، هشام عبدالله بدير، محمد سفنديار، وجمانة رعد.
واختصرت الجمعية رسالتها في نص: «إنه ومنذ فجر التاريخ وبداية الكون، كان السلام الهدف والوسيلة ورسالة البشرية الأزلية التي تبني المجتمعات والحضارات وتجعلها متجددة وثرية بقدر ثراء آرائنا ومعتقداتنا وتنوعنا، وهو الذي يشكل الضمان الوحيد لاستمرار البشرية وانتصار المحبة والوئام بين كافة بني البشر وبناء مجتمع مزدهر يسوده التعاون والإخاء، ونبذ الأنانية والتقوقع والتهاوي في بؤر الخلافات والعداوات والتقهقر والتراجع تحت ضربات الجهل والعنصرية ورفض الآخر».
وأكد مؤسسو الجمعية على «التمسك بالسلام وتعزيزه لا يمكن أن يتحقق من دون وجود المجتمعات المدنية التي ترعاه وتعمل جاهدة في سبيل الوصول إليه وتعزيزه بكافة صوره وأشكاله عبر الأطر والقنوات القانونية المحلية والدولية. وإيماناً بضرورة إيجاد وتبني الفكر الحقيقي والجاد في الحفاظ على الحقيقة التي فطرنا عليها، وهي أن الإنسان داعم لأخيه الإنسان في التسامح والعيش المشترك من دون الرجوع إلى دينه وسنه ولونه وقدراته الجسمانية والعقلية وأصله أو فصله، فقد ارتأت الجمعية أن تأخذ على عاتقها تحقيق الأهداف أدناه من منطلق إيمانها بكرامة الإنسان الأصلية فيه وأهمية دور فئات المجتمع كافة في التنمية المستدامة وتحقيق رفاه الإنسان وازدهاره».
وردّاً على استفسارات لـ «الوسط» بشأن مدى حاجة المجتمع البحريني لجمعية تدعو للمحبة والسلام ونبذ العنف والإرهاب، وما إن كان المجتمع المحلي يعاني فعلاً من التطرف، بالإضافة إلى مدى استعانة الجمعية بشخصيات مؤثرة بارزة في المجتمع البحريني، قالت أمينة سر الجمعية سهام صليبيخ: «نحن لا نحتاج إلى شخصيات معروفة، فالسلام موجود فينا جميعاً»، مضيفةً أن «كل مجتمع في دول العالم كافة يوجد فيه بعض الفئات المتطرفة والإرهابية، وليس معنى وجود الجمعية وجود هذا النوع من الإرهاب والتطرف، بل هناك ما يسمى التدابير بحيث تحصن وتؤمن المجتمع نفسه من وجود التطرف والإرهاب. وإن كانت هناك بعض الفئات الإرهابية والمتطرفة موجودة، فنحن نسعى لتفادي انتشار هذا الأمر في البداية».
ومن جهته، قال رئيس الجمعية القس هاني عزيز: «هناك تطرف ديني وسياسي، لكن هناك تطرفاً آخر في التربية والعنف الأسري وغيرها، ولذلك نحن نعالج الموضوع قبل أن يكبر ويتحول لعنف وإرهاب ديني وفكري وغيره، فنحن نحاول محاربته في مهده. ونسعى لأن نسجل الجمعية لدى الأمم المتحدة بعد جهد كبير من البرامج والفعاليات».
وأضاف عزيز: «منذ 7 أعوام أسسنا جمعية التسامح والتعايش بين الأديان، وكنت من المؤسسين، وشغلت منصب نائب الرئيس، وعند التفكير في تأسيس الجمعية فكرنا في ما سيميزنا عن الجمعيات الأخرى، وبالتالي وفرنا نسيجاً رائعاً من مختلف أطياف البحرين لأعضاء مؤسسي الجمعية»، موضحاً «هدفنا الأساسي ليس السلام فقط، بل نهدف إلى تنوع في الأهداف وتجسيدها، بحيث تكون هناك وحدة متنوعة ومتناغمة، وبالتالي نحن ننادي بالوحدة التي تتسم بالتنوع والتناغم والتي لا ترفض الاختلاف والتنوع، بحيث نجمع كل ذلك لتأسيس وحدة متكاملة».
وحول برامج فعاليات الجمعية، قال رئيس الجمعية: «سنركز حتى نهاية العام 2017 على 3 فعاليات منها: وقفة سلام للعالم كله بأن مملكة البحرين بلد السلام والأمن والأمان في موقع أثري. والفعالية الثانية دعوة رجال الدين من العالم للتحدث عن السلام العالمي وكيفية توافق الأديان السماوية كلها في السلام».
ومن جهته، علق عضو مجلس الإدارة وليد المصري بأن «الجمعية تعتمد على أنشطتها، وستقوم بوضع أنشطة وبرامج لتأدية دور الجمعية وفقاً لقرار إشهارها وتحقيقاً لأهدافها، وأعتقد أن الأعضاء والمؤسسين خير مؤثر وعامل للجمعية، وأن التنوع في العمل المهني للمؤسسين شيء جيد، كما أن الجمعية مفتوحة لكل من سيعمل معها لتحقيق أهدافها وأنشطتها، ولم نرغب أن تكون الجمعية ذات نفوذ أو قوة معينة».
نبذ العنف ومكافحة التطرف والإرهاب
هذا وخلال إشهار الجمعية، رأى المؤسسون وأعضاء مجلس الإدارة أن «التطرف إذا حصل نتج العنف، والعنف إذا كمل نتج إرهاب والإرهاب إذا انتشر سادت الفوضى والقتل والدمار، ما يؤدي إلى انعدام السلام. وعليه تؤمن الجمعية أنه لا يتحقق سلام ولا يمكن أن يتم تأسيس جيل جيد جديد مفكر وخلاق من غير دحض لسموم الكراهية وإبعاد كل أفكار الإقصاء والعنف والتطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله. فالعيش بالأمن والأمان وإحلال السلام يقتضي محاربة كل الصور السلبية التي تقف عائقاً بوجه السلام، وعليه تتخذ الجمعية كل ما من شأنه توعية النشء بأهمية السلامة وغرس المبادئ السامية».
تجسيد التنوع
وأكد المؤسسون وأعضاء مجلس الإدارة أن «التنوع يعد أحد أهم ركائز الطبيعة وأحد مقوماتها الجوهرية، وهو شرط لاستمرارية الحياة وتحقيق التوازن في الطبيعة والبيئة، إذ تنعدم الحياة بدونه ويطمس مستقبل البشرية، وبالتالي يسيطر التحكم على البشر والفكر الواحد والرأي الواحد وتغدو الطبيعة بلون واحد يتم فيها إنكار الاختلاف وقراءة الأفكار والرؤى وتنوعها. ومن هنا، فإن التنوع في المجتمع يعد مصدر قوة للبشرية وعامل إثراء لها ويساهم في خلق مجتمع متقدم، وبفضل التنوع الذي يقوم على أساس احترام الآخر والتكاتف والاعتدال والحداثة بجميع أمور الحياة لينعم الأفراد كافة بالسلام والطمأنينة بغض النظر عن الجنس أو العمر أو القدرات الجسمية».
دعم التعايش والتسامح بين أطياف المجتمع
وبحسب المؤسسين والأعضاء، فإن الإنسانية وجدنا خلالها للتعايش في وحدة متنوعة، ليس لإلغاء وإقصاء الآخر، فنحن نستطيع أن نعمر أرضنا معاً ونملأها بالخير والحب والسلام والأمان، وفي تسامح مع بعضنا الآخر ليس عن كبرياء، بل عن تواضع وتعاطف مقدمين بعضنا البعض في الكرامة، فنبني جسور الثقة بيننا، مجتهدين في أن نحفظ وحدتنا برابط السلام، في بيئة متناغمة من التنوع الفكري والثقافي والديني الذي يقوم على أساس بناء المجتمع وتحقيق وحدته، وكل ذلك بهدف حماية مجتمعاتنا من أي تصدع بالتكاتف والتعاون وحفظ الكرامة، لأننا إخوة في الإنسانية، ولا يربطنا سوى التسامح والمحبة والعمل.
التنمية البشرية المستدامة
والانتماء إلى المفهوم الكوني
وشدَّدوا على أنه تعد التنمية البشرية المستدامة ضرورة إنسانية حتمية بمختلف مجالاتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية والبيئية والتكنولوجية لتنمية الاحتياجات والمتطلبات البشرية الحاضرة والمستقبلية، ولضمان مستقبل الأجيال المقبلة، بما يكفل استمرارية عملية تطور الموارد البشرية والمادية والتي أساسها ضمان حقوق الإنسان واعتماد تطبيق واحترام مبادئ المساواة والعدالة وعدم التمييز، والتي تقوم على المفهوم العالمي للمبادئ الإنسانية المشتركة والمستندة إلى وحدة الهدف العالمي ووحدة المصير وتبادل الخبرات والتجارب بين بني البشر.
اعتماد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل
ورأت الجمعية اعتماد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والكرامة الإنسانية والشراكة المتوازنة بالاستناد إلى مفهوم العدالة التي تعد الأساس المشترك لكل القيم الأخلاقية والأسس والمعتقدات بمختلف مصادرها وأطيافها، والعمل على نشر ثقافة المساواة بين المرأة والرجل من أجل مجتمع مزدهر وأسرة مستقرة من دون إقصاء أو تهميش لأي فرد فيها، فالأمومة والتربية مسئولية مشتركة بين المرأة والرجل بما يحقق السلام والطمأنينة داخل الأسرة ويحقق السلام في المجتمع بأكمله.
نشر ثقافة السلام
الأصل في الإنسانية السلام والمحبة وقبول الآخر، والأصل في الإنسانية ديمومة البشرية وحمل الأمانة لتسليمها لأجيال المستقبل، وإن نشر وتحقيق السلام يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة ومبادئ العدل والقانون الدولي والمحلي وتعزيز العلاقات الودية وضمان الحقوق الأساسية كافة كحق التعليم والسكن والصحة والأمن والأمان. ومن هذا المنطلق تدعم الجمعية الدور الحكومي وغير الحكومي الموجود على الساحة لنشر السلام. بالإضافة إلى ترسيخ مبدأ الحوار، حيث تهدف الجمعية إلى ترسيخ مبدأ الحوار المستند إلى المعرفة والعدل والانفتاح والاحترام المتبادل ورفض الكراهية وإقصاء الآخر مع الاعتراف بدور الحوار الفعال والموضوعي في خلق مجتمع متكاتف حتى مع وجود الاختلاف في المعتقد والجنس واللون والرأي.
ودعت الجمعية أصحاب الديانات والحضارات والثقافات والمعتقدات كافة إلى تفعيل مبدأ الحوار الذي يعد القاعدة والأداة الأساسية لترسيخ وحدة الإنسانية بما تتضمنه من تنوع واختلاف، وتتعهد الجمعية بأن تتخذ السبل كافة لتهيئة مناخ الحوار القائم على التعاون الإيجابي البناء بين بني البشر كافة.
العدد 5342 - السبت 22 أبريل 2017م الموافق 25 رجب 1438هـ
لا نحتاج جمعيات تدعو للسلام
نحتاج السلام مع أنفسنا
وكأني ارى المستقبل بضغوط من جهات لاصدار الادانات وتلميع صور وخلق وترويج واقع كاذب للراي العام المحلي والعالمي، اتمنى من كل قلبي ان اكون مخطئ فغالبيه الجميعات هي واجهه فقط لمارب إخرى
الله يوفقكم لخدمة الوطن
ويش هالاسم