لم يكن أحد صائدي الطيور (حبال) يتوقع بعد نشره إعلانا في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «الانستغرام»، يفيد بامتلاكه 5 من طيور العوسق «الشرياص» أن هذا الاعلان كان لصالح هذه الطيور وليس لصالحه، وأن الاعلان سيقوده لفخ ينصبه له رئيس جمعية الرفق بالحيوان محمود فرج، بعد شكوى وصلته من قبل مصوري الحياة الفطرية لإنقاذ هذه الطيور وإعادتها لبيئتها.

فبعد تداول مصوري الحياة الفطرية باستنكار صورة أخذت من صفحة أحد صائدي الطيور يعرض فيها 5 من طيور العوسق للبيع، قام أحد أفراد المجموعة بالتواصل مع جمعية البحرين للرفق بالحيوان وإرسال صورة الإعلان لهم. وبدوره، تواصل رئيس الجمعية مع المعنيين في المجلس الأعلى للبيئة للتأكد من اندراج هذا النوع من الطيور ضمن التي يحظر صيدها والتجارة فيها، وهذا ما تم تأكيده.

وبناء على ذلك يقول فرج: «طلبت من سكرتيرة الجمعية الاتصال بصاحب الإعلان كزبونة تريد شراء الطيور، وتم حجز موعد معه في منطقة قلالي، بعدها تواصلت معه كي استلم الطيور وأسلمه المبلغ، فطلبت منه أن يتبعنا لمدرسة المحرق للفروسية، وهناك عرفته بشخصي، وسألته إن كان يعرف أن هذا النوع من الطيور يحظر ويجرم صيده والتجارة فيه، وقد نفى علمه بذلك».

كان الحوار بين فرج وصائد الطيور وديا وإيجابيا، وقد تقبل الثاني فكرة اطلاق سراحها لإعادتها لبيئتها الطبيعية ووافق عليها. ومن جهته، أشار فرج «أخبرته أن الجمعية تستطيع رفع قضية عليه وعلى من معه، ولكن وبسبب إيجابيته اكتفينا باطلاق سراح الطيور بعد معاينتهم والتأكد من سلامتها».

وكانت «الوسط» حاضرة ووثقت عدستها عملية إطلاق سراح الطيور، والتي بدت هزيلة وغير قادرة على الطيران بشكل مباشر في البداية، قبل أن تأخذ قسطا من الراحة لتستأنف حياتها الطبيعية كما يقول فرج. ويضيف «بقاء أجنحتها لوقت طويل وهي مربوطة جعلها لا تستطيع الطيران مباشرة. لذلك أخذت وقتا حتى تستعيد عافيتها وتطير بشكل طبيعي وهذا ما تأكدت منه قبل مغادرتي».

وشكر فرج مصوري الحياة الفطرية على تواصلهم واهتمامهم موضحا «أتابعهم باستمرار وأتابع صورهم والتي يعكسون من خلالها روعة وجمال بيئتنا بطيورها وحيواناتها وحشراتها. وسأتعاون معهم في الأيام القادمة للحد من نشاط صائدي الطيور الذي يساهمون بشكل سلبي في الإخلال بالتوازن البيئي».