يستمتع زوار مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي يرفع الستار عن دورته التاسعة في مركز إكسبو الشارقة الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي (19 أبريل/ شباط 2017) ويستمر إلى 29 من الشهر الجاري، وذلك عبر خوض تجربة علمية مشوقة في "معرض رحلة عبر الدماغ"، الذي يُنظّم بالتعاون مع المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك.
ويعتمد المعرض، الذي يقدم بصيغة تفاعلية تجمع المعرفة بالترفيه والمتعة، على أحدث البحوث العلمية والتكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين، حيث يوفر للزوار منظوراً جديداً عن الدماغ البشري من خلال الفن الإبداعي، والتصوير الشعاعي والصوتي، والمعروضات الديناميكية، وليزوّدهم بأحدث ما توصل إليه علم الأعصاب، من خلال إبراز قدرة الدماغ على تجديد نفسه والاستجابة للخبرات أو الإعاقات، أو الصدمات النفسية، كما يستعرض التقنيات المختلفة التي يستخدمها الباحثون لدراسة الدماغ البشري لعلاج أمراض دماغية معينة أهمها "داء ألزهايمر" (خرف الشيخوخة)، و"داء باركنسون" (الشلل الارتعاشي).
حول المعرض، وأهميته في تجارب الأطفال المعرفية، قالت المنسق العام لفعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل إيمان أحمد في تصريحٍ صحافي لإدارة المهرجان: "يتناول هذا المعرض تعقيد الدماغ البشري، وتاريخ تكيّفه وتطوره عبر ملايين السنين، وبما أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يعد مهرجاناً يُركّز على تعزيز الكلمة المكتوبة، يُسهم المعرض في توضيح الطرق المهمة التي يُوظّفها الدماغ في معالجة الكلمة المكتوبة، وقراءتها، وفهمها، ويتناول الجانب العاطفي للدماغ، وهو الجانب الذي يسمح لنا بتذوّق الجمال، والاستمتاع بجميع أشكال الأدب، فضلاً عن توفير الفرصة أمام الأطفال وذويهم لفهم آليات عمل الدماغ ومكوناته المختلفة بصورة أعمق وأشمل".
وتبدأ رحلة الأطفال والزوار في معرض "رحلة عبر الدماغ" بمشاهدة دماغ بشري محفوظ، يبلغ وزنه ثلاثة أرطال، ليدخلوا من بعده في "نفق" يحاكي إطلاق الخلايا العصبية داخل الدماغ، يأتي بصورة تمثيلية جمالية من تصميم الفنان الإسباني دانيال كانوجار، الذي عمل على تسليط خطوط من الضوء على مجموعة من الأسلاك المعلّقة داخل النفق، لتمثيل طرق الاتصال داخل الدماغ، ومحاكاة نبضاته الكهربائية.
وتتواصل الرحلة مع مجموعة مثيرة من الرسوم التوضيحية، والصور الشعاعية والصوتية لمسح الدماغ، والأحاجي الدماغية، والمعروضات التفاعلية المصممة لترفيه الزوار من جميع الأعمار، وتنويرهم، وتكتمل رسالة المعرض بمجموعة ورش ينظمها للصغار والكبار لفهم الطريقة التي يدير بها الدماغ، الفضول، والنمو، والعواطف المختلفة.
يشار إلى أن المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي تأسس عام 1869، وهو من أكبر المؤسسات العلمية والتعليمية والثقافية، ويضم 45 قاعة عرض دائمة، من ضمنها مركز روز للأرض والفضاء، وقاعة هايدين بلاتيناريوم للكواكب، إضافة إلى معارض مؤقتة، كما أنه يضم النصب التذكاري الرسمي الذي أقامته ولاية نيويورك لتيودور روزفلت، تكريماً لأعماله في مجال حماية التراث.
ويضم المتحف أقساماً متخصصة في البحث العلمي، ومراكز علمية متعددة التخصصات يعمل فيها حوالي 200 عالم، كما يتضمن مجموعة مقتنيات تشتمل على 33 مليون عينة وتحفة، وواحدة من أكبر المكتبات العامة المتخصصة في التاريخ الطبيعي بالعالم.