يشكل المحيط الشمالي ما يشبه المصب الأخير للنفايات البلاستيكية العائمة في شمال المحيط الأطلسي، بحسب ما جاء في دراسة حذرت من تبعات هذا التلوث على النظام البيئي الفريد من نوعه في جوار القطب الشمالي.
وقال الباحثون في هذه الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" إن النفايات البلاستيكية العائمة صارت منتشرة في المياه شرق غرينلاند وشمال اسكندينافيا، علما أن هذه المناطق قليلة السكان وينبغي أن تكون أنقى من غيرها من البحار.
وتظهر هذه الدراسة وغيرها ضرورة جمع النفايات البلاستيكية قبل أن تلقى في البحار، إذ يصعب بعد ذلك توقع الوجهة التي ستنتهي فيها.
وتعد البحار شبه المغلقة، مثل البحر المتوسط الذي تكتظ سواحله بالسكان، الأكثر تلوثا بالنفايات البلاستيكية.
في العام 2013، تبين لباحثين نفذوا بعثة في المحيط الشمالي أن أجزاء واسعة منه ملوثة بقطع صغيرة من البلاستيك.
إلا أن الدراسة الجديدة أظهرت أن التلوث يتركز قرب غرينلاد وفي بحر بيرينغ شمال النروج وغرب روسيا.
ويقول العلماء إن مئات الأطنان من البقايا البلاستيكية تعوم على وجه المياه، ناهيك عما ترسب في قاع البحر.
وبتحليل طبيعة النفايات خلص أعضاء البعثة إلى أن مصدرها بعيد جدا، مثل السواحل الشمالية لأوروبا وشرق بريطانيا.
ويمكن أن تكون السفن التي تجوب المنطقة مسؤولة أيضا عن جزء من هذا التلوث، وفقا لمعدي الدراسة الجديدة.
وتبين للباحثين أيضا من خلال المراقبة بالأقمار الاصطناعية أن تيارا بحريا يسمى الدورة الحرارية الملحية هو الذي يدفع النفايات إلى الشمال.
ووفقا للدراسة، لا تشكل النفايات البلاستيكية في مياه القطب الشمالي أكثر من 3 في المئة من النفايات البلاستيكية المنتشرة في بحار العالم، لكنها ستزداد بسبب هذا التيار البحري.
ويقدر العلماء الوزن الإجمالي للنفايات البلاستيكية في محيطات العالم بمئة وعشرة ملايين طن منها ما تبتلعه الأسماك ويأكله الإنسان تاليا، وهو ما يؤثر سلبا على صحته.