وصف الناقد السوري أحمد عقيلي تجربة الروائية الإماراتية فتحية النمر بأنها تمثل نموذج (الرواية الحداثية) مفسراً ذلك بأنها تقع خارج إطار الحكاية التقليدية ذات البعد الواحد.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها يوم الأربعاء في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة ضمن الفعاليات الأسبوعية لمنتدى السرد التابع للاتحاد.
وسجل عقيلي في محاضرته ملاحظة تتعلق بالخط البياني المتصاعد لأعمال الروائية النمر، وقال إن الكاتبة لا تقف عند مستوى محدد في كتابتها، وأنها تحاول في أن تضع مع كل عمل لها بصمة جديدة.
وبالتوازي مع النزوع الواقعي في رواية النمر فإنها لا تستغني عن الشعرية كما قال عقيلي، وأضاف بخصوص ذلك: "لو تتبعنا شعرية النص لديها لوجدناها في نوعين: شعرية اللغة، وشعرية الرؤية، أما شعرية الرؤية فهي التي تقدم من خلالها الأحداث والشخصيات وتبرز طبيعة الراوي".
ثم انتقل عقيلي من الجانب التنظيري نحو التطبيقي، مستعرضاً روايات النمر "السقوط إلى أعلى، مكتوب، للقمر جانب آخر، كولاج، سيف" مقدماً خلاصات سريعة لأحداث كل رواية، مع إشارة إلى أبرز ملامحها الفنية، ثم انتهى إلى أن النمر تتميز بقدرتها على دفع القارئ إلى التفكير، وإثارة التشويق والتساؤل لديه، وقد قدمت خلال تجربتها صورة مضيئة للمرأة الإماراتية المبدعة.
وختم عقيلي محاضرته بتساؤلات عن طبيعة التسارع في الإنتاج الإبداعي لدى الكاتبة، وعما إذا كان تفرغها للكتابة هو الذي يسمح لها بتقديم هذا الكم من الأعمال مع المحافظة على المستوى الفني اللائق، كما تساءل عن السبب وراء إحجامها عن خوض سباق الجوائز الأدبية رغم أهليتها لذلك.
وفي ختام المحاضرة قدم القاص محسن سليمان عضو مجلس إدارة الاتحاد شهادة تقدير إلى المحاضر الضيف لمساهمته في إغناء أنشطة الاتحاد.