البحرينية فاطمة شكيب ذات الـ 15 ربيعاً تصدر أول مؤلفاتها «A place to call home»، وعبر معرض «الوسط» للكتب المستخدمة، كان التوقيع عليه.
ومن هناك، من مدرسة جدحفص الإعدادية للبنين التي تحتضن معرض «الوسط» للكتب المستخدمة، كانت الوقفة مع شكيب البنت، للحديث عن قصتها الحقيقية والتي دونت فيها حكاية تبني والدتها وخالتها التوأمين.
تبدأ فاطمة الحديث وهي توضح سبب اختيارها اللغة الانجليزية لكتابة القصة: «طبعت القصة باللغة الانجليزية بسبب سهولتها كلغة وقدرتي على التعبير الأدق بها مقارنة باللغة العربية، لكني في وارد ترجمتها الى العربية». مضيفةً «استغرق انجازها شهرين، حيث البداية التي كانت بكتابة قصة قصيرة عملت بعدها على تطوير القصة في ظل توافر المزيد من المعلومات، على اعتبار أن والدتي وخالتي كانتا في عمر صغير حين وقوع الحدث، وبسبب ذلك لم تتذكرا ما حصل لهما، ما حدا بي للاستعانة بخالاتي الباقيات، وعبرهن حصلت على التفاصيل».
وأضافت «بعد ذلك، توافرت لدي روايتان للحدث من مصدرين بتفاصيل مختلفة، وبعد المزيد من السؤال حصلت على كل التفاصيل التي ضمنتها الكتاب والذي حرصت على أن يكون صادقا، وبالفعل فإن جميع من قرأ الكتاب أبدى إعجابه بمستوى الصراحة التي كتب بها».
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، شرعت فاطمة في كتابة القصة، وكانت وقتها تسائل أمها «إذا كان الكتاب زين، ليش ما نطبعه؟»، وعبر الانترنت تعرفت على المؤسسات التي تتولى طباعة الكتاب وتحدثت مع شخصيات عديدة، وصولاً لوزارة شئون الإعلام. تقول شكيب: «حين توجهنا لوزارة شئون الإعلام للحصول على الترخيص لم نواجه أي تأخير، فخلال يومين فقط صدرت الرخصة».
ورداً على سؤال يتعلق بالهدف من كتابة القصة، قالت: «لا أعرف، فأنا منذ كنت صغيرة كنت أجد نفسي منجذبة دائماً للكتابة، وبالنسبة للقصة فقد كنت أشعر أن الله أعطاني قصة بعد تجربة ووظيفتي هي كتابتها».
وأضافت «حين بحت برغبتي هذه كانت عائلتي في استغراب، لكن رغم ذلك قدموا لي التشجيع ولم يبخلوا بأي دعم»، وتابعت «لم أجد أية ممانعة من قبلهم، وحتى حين سألت العائلة التي كانت تتبنى أمي وخالتي وأكدت لهما أن عدم رضاهم سيعني عدم كتابتي القصة وخصوصا أن أسماءهم مذكورة في القصة، لم يمانعوا».
ومع طرح فكرة تحويل القصة لعمل درامي، لم تظهر فاطمة ممانعة حيال ذلك، وبينت في الوقت ذاته أن عدداً من الاصدقاء طلبوا منها ذات الامر.
القناعة ذاتها عبرت عنها بطلتا القصة، والدة فاطمة (صوفيا) وخالتها (خديجة)، واللتان أظهرتا حماساً لتحويل القصة لعمل درامي، فيما نفت الام وجود أية حساسية تجاه الموضوع باعتباره «حدث قدره الله، وكل من يعرفنا على علم بالقصة، وفي نهاية المطاف لا نرى أي عيب في الموضوع».
أما والد فاطمة، كيان شكيب، فتطرق الى ردة فعل العائلة لحظة حديث ابنته عن فكرتها، فقال: «للوهلة الأولى استغربت، لكن بعد أن فكرت في الموضوع رأيت أن لا مشكلة في الموضوع، فالتبني في النهاية ليس عيباً، وإذا أرادت فاطمة كتابة القصة فلتكتبها وقد عملنا على تشجيعها على ذلك أنا ووالدتها، ورغم ما أخبرنا به البعض من أن استخراج الترخيص من وزارة شئون الاعلام يتطلب وقتا يمتد لأشهر، فقد كانت تجربتنا مختلفة حيث لم يتطلب ذلك سوى يومين، فاجراءاتهم كانت سريعة جداً».
وفي يوم توقيع الكتاب، كان الاحتفاء بفاطمة التي قالت: «حين وصلنا للمكان لم يكن سوانا كعائلة موجود فقلت هذا أفضل لكي أتحدث بارتياح، لكن ما لبث المكان أن امتلأ، حتى ان صديقتي لم تجد مكاناً لها، وهي من شجعتني على الحديث».
وأظهرت فاطمة رغبة في الاستمرار في الكتابة واصدار المزيد من القصص، وقالت «أفكر حالياً في كتابة القصص الخيالية، لكن جاءني عرض من أفراد من عائلتنا لكتابة قصة واقعية أخرى، وهي قصة مشوقة، وتتمحور حول فتاة أصلها من فلسطين وتعرض بيتهم للقصف فخسرت كل عائلتها وبعد ذلك عاشت في ملجأ، والآن هي في البحرين...».
ولاقت تجربة فاطمة اهتماما لافتا من الحضور، حتى قال رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري: «فاطمة كواحدة من بناتي، وهي من تعطينا قيمة للحياة، اذ لا معنى للحياة دون السعي لتفسير ما يجري في حياتنا»، مضيفاً «الانسان مجموعة من المبادئ هي التي تسيره، واليوم لا قيمة للانسان ان لم يكن لديه قيم ومبادئ».
وتابع «نحن أمام أنموذج فاطمة التي ولدت في بيئة معينة، فخرجت بتجربة مفعمة بالامل يقلب كل شيء سلبي لإيجابي، وتتلذذ بكل ظروف يمر بها لانها تستطيع مقاومتها وهذه هي الحياة المبدئية».
أما الكاتب صالح حسين، فخاطب فاطمة ناصحاً وموجها «أنا بدأت مسيرتي مع التأليف بكتاب والآن في رصيدي 25 كتابا. كل شيء في الدنيا بداية، واصلي الكتابة لتري أن كل خطوة تبذلينها في الكتابة تدفعك لكتابة شيء أكبر».
وأضاف حسين وهو يتحدث عن القصة «هذا شي نفخر به، ففاطمة رأت قصة هزتها من ناحية انسانية، وبفضل ذلك أصبح لديها القدرة على تحويل ما استوعبته في قصة، وهذا يعبر عن قمة فهمها للموضوع».
أما الكاتب جاسم الموالي فاختار التعليق على تجربة البنت فاطمة شكيب بالقول «شدت انتباهي لانها طالبة وفي هذا العمر تكتب تجربة مباشرة مرت بها، وهي مبادرة محمودة منها، وحري بالطالبات الاخريات وحتى الشباب ان يحذوا حذوها».
العدد 5340 - الخميس 20 أبريل 2017م الموافق 23 رجب 1438هـ