استعادت القوات العراقية أمس الخميس (20 أبريل/ نيسان 2017) السيطرة على مناطق جديدة في الجانب الغربي لمدينة الموصل، وضيقت بذلك الخناق على معقل الإرهابيين المتحصنين في المدينة القديمة، بحسب ما أفاد قادة عسكريون.
وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان لوكالة «فرانس برس» إن القوات «حررت حي الثورة بالكامل، و60 في المئة من حي التنك» في غرب مدينة الموصل.
وأشار إلى أن «قواتنا حققت 80 في المئة من المهمات المكلفة بها على محورها».
بدوره، أعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي النصر ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
إضافة إلى ذلك، قتل المسئول عن الأسلحة الكيماوية في التنظيم المتشدد في الموصل في هجوم صاروخي على حي الزنجيلي في غرب المدينة بحسب ما صرح قائد الشرطة الاتحادية رائد جودت.
والأربعاء، قال القائد العام للعناصر الميدانيين في التحالف الجنرال الأميركي جوزف مارتن إن الإرهابيين أطلقوا مادة كيماوية على الجنود العراقيين في غرب الموصل الذين يعملون مع المستشارين العسكريين الاستراليين والأميركيين.
وقد تلقى عدد من الجنود العراقيين علاجاً إثر ذلك.
واستعادة كامل مدينة الموصل التي أعلنها زعيم تنظيم «داعش» عاصمة «الخلافة» في ظهوره العلني الأول قبل نحو ثلاث سنوات، ستوجه ضربة قاسية إلى التنظيم في العراق.
وتخوض القوات العراقية منذ أسابيع عدة معارك ضارية حول المدينة القديمة في الموصل لكنها تواجه مقاومة شديدة تبطىء تقدمها.
ولا يزال التنظيم يسيطر على مدينة الحويجة التي تبعد 180 كلم جنوب شرق الموصل، وتلعفر الواقعة غرب الموصل. كما يسيطر على مناطق نائية من محافظة الأنبار.
على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم الخارجية العراقية أمس استدعاء السفير التركي بعد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان ووصفه فصائل «الحشد الشعبي» التي تشارك في محاربة الإرهابيين في العراق بأنها «إرهابية».
وقال المتحدث أحمد جمال في بيان إن وزارة الخارجية «سلمت السفير التركي لدى بغداد احتجاجاً رسمياً بشأن التصريحات الأخيرة للرئيس التركي عن الحشد الشعبي».
وقال أردوغان في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية التي أغلق مكتبها في بغداد العام 2016 «في المعركة ضد داعش في العراق، هناك أمر يشكل صدمة (...) أعلن البرلمان العراقي أن الحشد الشعبي ليس جماعة إرهابية، لكن ما يثير الاهتمام هو من يقف وراء هذه المجموعة الإرهابية».
يذكر أن فاتح يلدز تسلم منصبه سفيراً لتركيا في بغداد في يناير/ كانون الثاني 2017.
وتحاول تركيا الاحتفاظ بنفوذ في أجزاء من شمال العراق. ويثير تقدم الحشد الشعبي هناك ضمن مكافحة الإرهابيين مخاوف إزاء خوض إيران وتركيا حرباً بالوكالة في العراق.
ويتهم الحشد الشعبي أردوغان بدعم الإرهابيين والاستمرار في تشجيع عملياتهم.
ويتعرض رئيس الوزراء حيدر العبادي لضغوط من معسكره بسبب وجود قواعد عسكرية تركية في شمال العراق.
العدد 5340 - الخميس 20 أبريل 2017م الموافق 23 رجب 1438هـ