توقف أكثر من ثلاثة آلاف شخص في منطقتين قريبتين من مدينة حلب في شمال سورية في انتظار إكمال طريقهم إلى وجهاتهم النهائية بعد إجلائهم من بلدات محاصرة.
واستؤنف أمس الأول (الأربعاء) تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إجلاء آلاف الأشخاص من بلدات سورية محاصرة هي أساساً الفوعة وكفريا وتحاصرهما الفصائل المسلحة في إدلب (شمال غرب) ومضايا والزبداني ومناطق أخرى محاصرة من قبل قوات الجيش السوري قرب دمشق.
وتوقفت عملية الإجلاء أربعة أيام إثر تفجير استهدف السبت القافلة الأولى التي خرجت من بلدتي الفوعة وكفريا، بعد وصولها إلى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، ما تسبب بمقتل 126 شخصاً، بينهم 68 طفلاً.
وأكد الموفد الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا أمس (الخميس) أن منفذي الاعتداء ادعوا أنهم موظفو إغاثة، وقال إن «أحدهم ادعى أنه يوزع مساعدات وتسبب بهذا الانفجار الرهيب بعدما اجتذب أطفالاً».
وتم الأربعاء إجلاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل موالين لقوات النظام من الفوعة وكفريا، فيما خرج 300 شخص، غالبيتهم من مقاتلي الفصائل المعارضة من بلدات الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي في ريف دمشق.
وبعد أكثر من 24 ساعة من وصولها إلى منطقة الراشدين لا تزال 45 حافلة تقل أهالي الفوعة وكفريا تنتظر لإكمال طريقها إلى مدينة حلب، فيما تنتظر 11 حافلة آتية من ريف دمشق منذ نحو 15 ساعة في منطقة الراموسة (قرب حلب أيضاً) والتي تسيطر عليها قوات النظام لتتوجه إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة.
وفي منطقة الراشدين، يتجمع أهالي الفوعة وكفريا في ساحة فرضت عليها الفصائل المعارضة طوقاً أمنياً مشدداً، وفق ما نقل مراسل «فرانس برس» في المكان.
ولا يسمح مقاتلو الفصائل المعارضة لأي سيارة بدخول منطقة التجمع، باستثناء سيارة وحيدة للهلال الأحمر السوري توزع المواد الغذائية.
ونقل مراسل «فرانس برس» مشاهدته لأحاديث جانبية نادرة بين مقاتلي الفصائل المعارضة والمقاتلين الموالين للنظام ممن تم إجلاؤهم، وحولهم يلعب الأطفال بين الحافلات المتوقفة.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «تحرك القافلتين مرهون بعملية الإفراج عن معتقلين في السجون السورية»، مضيفاً أن «القافلتين لن تتحركا إلا بعد الإفراج عن 750 معتقلاً ومعتقلة ووصولهم إلى مناطق سيطرة المعارضة».
أتعبنا الانتظار
وأثناء تواجدها في الراشدين، قالت أم سند (50 عاماً) وهي من سكان الفوعة «لا أستطيع أن أصف حزني، اخترنا أن نخرج نتيجة ما رأيناه من حصار وقذائف، اخترنا الخروج برغم الخوف بعد التفجير».
وأضافت «هناك حماية كبيرة حولنا، وقالوا لنا إننا هنا بأمان، ولكننا تعبنا من وضع الانتظار هذا».
وفي منطقة الراموسة، يرغب أيضاً الخارجون من ريف دمشق باستئناف طريقهم. وبالتزامن أيضاً، يفترض أن يتم الإفراج عن 1500 معتقل.
واستؤنفت الأربعاء المرحلة الأولى من عملية الإجلاء بعد التفجير الدموي في الراشدين. وبذلك تكون انتهت تلك المرحلة على أن تنفذ الثانية، بحسب المرصد، في يونيو/ حزيران المقبل.
وبعد خروج الدفعة الأولى الجمعة، دخل الجيش السوري إلى مضايا.
وباتت الزبداني بدورها «خالية تماماً من السكان»، وتم إجلاء من تبقى من المقاتلين الذين كانوا فيها الاربعاء، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
غاز السارين
في لاهاي، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن نتائج فحص «مؤكدة» لعينات من موقع «الهجوم الكيماوي» الذي وقع في خان شيخون في محافظة إدلب في الرابع من أبريل، تظهر أنه تم استخدام غاز السارين أو مادة مشابهة له.
وقال أحمد ازومجو إن هذه النتائج «مؤكدة» وتستند إلى عينات من عشر ضحايا تم تحليلها في أربعة مختبرات.
وقتل في الهجوم على خان شيخون التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة 87 شخصاً على الأقل بينهم العديد من الأطفال. وأثارت صور القتلى والمصابين غضباً دولياً.
ورفضت المنظمة أمس (الخميس) اقتراحاً روسياً وإيرانياً بتشكيل فريق تحقيق جديد في الهجوم.
إلى ذلك، يتوجه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاثنين إلى جنيف للبحث في النزاع السوري، بحسب ما أعلن دي ميستورا.
العدد 5340 - الخميس 20 أبريل 2017م الموافق 23 رجب 1438هـ