التقى وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس اليوم الخميس (20 أبريل/ نيسان 2017) الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة "التعاون العسكري" بيم البلدين في إطار الجولة الاولى التي يقوم بها في الدول الحليفة في الشرق الاوسط.
وتأتي زيارة ماتيس، الذي كان من قبل قائدا للقوات الاميركية في الشرق الاوسط، بعد اسبوعين من زيارة السيسي لواشنطن التي بدا انها طوت صفحة التوتر في العلاقات بين الرئيس المصري وادارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما.
وخلال استقباله السيسي في واشنطن في الثالث من أبريل/ نيسان الجاري اشاد دونالد ترامب بما اسماه "العمل الرائع" للرئيس المصري .
وقال "نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي (...) ونقف بشكل واضح ايضا وراء مصر والشعب المصري"، مضيفا "لديكم، مع الولايات المتحدة ومعي شخصيا، صديق كبير وحليف كبير".
وتابع ترامب "لدينا كثير من القواسم المشتركة".
وتعهدت ادارة ترامب، التي بدأت نقاشا يتوقع ان يكون ساخنا حول الموازنة على خلفية عزمها خفض المساعدات الخارجية بنسبة كبيرة، بان تبقي على مساعدة "قوية" لمصر.
الا انها لم تلتزم برقم محدد.
وكانت ادارة اوباما جمدت المساعدات العسكرية السنوية التي تمنحها الولايات المتحدة لمصر منذ توقيعها اتفاقيات كامب ديفيد مع اسرائيل عام 1978 والتي تبلغ 1,3 مليار دولار سنويا،في العام 2013 بعد اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي من قبل الجيش التي تبعها قمع دام لانصاره.
غير ان دور مصر، اكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، في المنطقة دفع البيت الابيض الى تعديل سياسته في العام 2015 رغم ان العلاقات ظلت باردة.
واكد السيسي الخميس في القاهرة خلال اجتماعه مع ماتيس "قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتميز به من طابع استراتيجي".
واشار، بحسب بيان للرئاسة، الى "صمود" هذه العلاقات "أمام الكثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية، مؤكداً حرص مصر على أن تشهد العلاقات الثنائية انطلاقة قوية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة".
من جهته، اشاد ماتيس بـ "قوة التعاون العسكري القائم بين البلدين والعلاقات الخاصة التي تربط بين وزارتي الدفاع المصرية والأميركية، مؤكداً حرص الولايات المتحدة على تفعيل هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع".
وكان ماتيس قائدا سابقا للقوات الاميركية في الشرق الاوسط ولديه لذلك معرفة جيدة بمصر وقادتها العسكريين.
ويتابع المسئولون الاميركيون عن قرب الوضع في سيناء، حيث تواجه مصر الفرع المصري تنظيم "داعش".
كما يولي مسئولو وزارة الدفاع الاميركية اهتماما كذلك لتأمين الحدود الليبية اذ يخشون من تسلل عناصر تابعة لتنظيم "داعش" الى مصر عبر حدودها الغربية مع ليبيا.
وقال ماتيس ان جولته تستهدف "الاستماع" الى المسئولين في المنطقة في الوقت الذي تحدد فيه الادارة الاميركية الجديدة توجهاتها في الشرق الاوسط على الصعيدين السياسي والعسكري.
ووصل الوزير الاميركي الى القاهرة قادما من الرياض وغادر العاصمة المصرية بعد الظهر متوجها الى اسرائيل في اطار جولة في المنطقة تشمل ايضا قطر وجيبوتي.
وكان وزير الدفاع الاميركي اشاد في الرياض بالدور الذي تلعبه السعودية في الشرق الاوسط مؤكدا عزم الولايات المتحدة على التصدي لجهود ايران لـ"زعزعة استقرار" المنطقة.
وترغب واشنطن في ان تعزز المملكة دورها في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، خصوصا عبر زيادة ضرباتها الجوية وتقديم مساعدات انسانية اكبر.
وقال مسئول في وزارة الدفاع الاميركية الثلثاء ان "الحرب ضد تنظيم "داعش" تبقى الاولوية" بالنسبة الى القوات الاميركية.