كانت البداية يوم الجمعة الماضي، حيث وصلنا خبر وفاة أحد أبناء عمومتنا، وتم الإعلان عن التشييع صباح السبت، وتم الاتصال بالعائلة لمعرفة الأرقام الشخصية لاستصدار رخصةٍ للدخول للمشاركة في واجب التشييع.
ولم يتسنَّ لي المشاركة في اليوم الأول لعدم معرفة الوقت بالتحديد، لكن أحد أقاربنا من الإمارات وصل مبكراً وتوجّه إلى الدراز، لكنه مُنع من الدخول، على رغم الشرح المطوّل لأفراد نقطة التفتيش بالظرف، وأنه مسافرٌ وجاء من بلدٍ بعيدٍ لأداء الواجب، وقيل له: ممنوع الدخول للجنسيات الأخرى... وهكذا عاد.
العائلة نقلت الفاتحة إلى مأتم سار، كما تعمل عوائل الدراز في حالتَي الأفراح والأتراح منذ عشرة أشهر. وفي عصر اليوم الأخير، انتقلتْ إلى داخل الدراز، حيث استقبلتْ المعزّين في مأتمٍ صغير، يحمل اسم الملا أحمد، يزيد عمره على مئة عام. ولفت نظري أحد الحضور إلى وجود منبرٍ صغيرٍ قديمٍ جداً، يحتضنه منبر حديث مصقول، وأن المأتم يفتح أبوابه للقراءة يومياً من دون انقطاع منذ مئة عام، مثله مثل مأتم مدن بالعاصمة المنامة.
حين وصولي لنقطة التفتيش، تم إيقافي، وقال لي رجل الأمن: ارجع! قلت له: عندنا فاتحة لابن عمي واليوم ختامها، فقال: ارجع! قلت له: عندي رخصة، فطلب مني البطاقة السكانية، فأعطاها لزميله ففحص ملفاً يحتوي على الأسماء، ثم أشار عليّ بالدخول.
بعد الانتهاء من مجلس العزاء، توجّه الحضور للمقبرة الواقعة قريباً من جامع الدراز الذي كانت تقام فيه صلاة الجمعة قبل عشرة أشهر، فهذا هو الوداع الأخير كما تقتضي الأعراف. قبور بسيطة، ممتدة على مد البصر، وفي طرفها الجنوبي قبور بعض الشبان أقيمت فوقها قبابٌ مذهبةٌ صغيرة. تشعر بالوحشة تملأ هذا المكان الذي يُودِع فيه الناس أحبابهم في التراب.
بعد انتهاء مراسم التوديع، عدت إلى السيارة، لتأخذني في جولةٍ يقودني فيها فضولي الصحافي، لمعرفة هذه المنطقة التي سُدّت أغلب منافذ دخولها وأُبقِي على مدخلين فقط، حيث يواجه المواطنون رحلة معاناة يومية، وخصوصاً كبار السن والطلبة والمرضى، مع التأخير بسبب طول الطوابير.
كم قطعنا هذه الشوارع الداخلية والأزقة الضيقة، في تغطيات للمناسبات الجميلة أو لتقديم التعزيات. اليوم تتجوّل فيها كغريب، لا تشعر بأنك تمشي داخل قطعةٍ عزيزةٍ من أرض الوطن. أكثر البيوت بسيطة، وتتداخل بينها حظائر صغيرة أو دواليب زراعية. كانت الطرقات شبه خالية، والشمس تقترب نحو المغيب، وسيارات قليلة تتحرّك هنا أو هناك. تشاهد أطفالاً قليلين على درّاجاتهم الصغيرة، وخمسة أو ستة من الصبية الصغار يلعبون الكرة بأقدامٍ حافيةٍ في ساحة رملية.
في بعض الأزقة تشاهد نساءً عجائز أو متوسطات في العمر متلفعاتٍ بالسواد، خرجن توّاً من أحد المآتم النسائية، بعضهن يتوكّأن على عكاز، وبعضهن وقفن يقضمن آخر الأحاديث قبل أن يدخلن منازلهن مع ارتفاع صوت أذان المغرب. تمرُّ في هذه الجولة السريعة على البرادات، حيث يدخلها قليل من المشترين، أغلبهم أطفالٌ يشترون الحلويات والمشروبات، بينما تلاحظ بسهولةٍ همود الحركة في المحلات الأخرى، كمحلات الأجهزة والبوتيكات والمطاعم وسواها.
في هذه المنطقة، تلاحظ بسهولةٍ كثرةً من المساجد والمآتم، فبين كل مأتمٍ ومأتمٍ هناك مأتمٌ آخر، تختلف مساحاتها بين صغيرٍ متواضع، وآخر كبيرٍ ومزخرف. الحضانات والمدارس مغلقةٌ في هذه الساعة من النهار، لذلك لا تعرف حجم الحركة كل يوم، وأوضاع الناس في ذهابهم وإيابهم، غير ما يصلك من شكاوى وقصص المعاناة.
على جدران بعض البيوت والروضات، تقابلك آيات قرآنية أو شعارات تربوية كتبت بخطوط عربية جميلة. وفي نهاية الجولة، تمرُّ على ساحل أبوصبح، حيث أشاهده لأول مرةٍ منذ أكثر من عامٍ أو عامين. عدد كبير من السيارات يمتد على طول الساحل، وشباب يلعبون أو يتريّضون. في آخر الشارع قبل الخروج تشاهد رجلاً أجنبيّاً يمارس رياضة الجري.
آخر ما يكحل عينيك ما كُتب على جدار مدرسة الدراز، حيث تقرأ عبارةً من كلمتين تختزن كل هذا الإرث البحريني الجميل: "أغلى بلد"... طبعاً وأغلى أرضٍ... وأطيب شعب.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5339 - الأربعاء 19 أبريل 2017م الموافق 22 رجب 1438هـ
أه يا بلد
أه يا بلد قربت الغريب وبعدت القريب
وما الله بغافل
الله كريم.
اللهم غير سوء حالنا إلى احسن حال .
زائر 48 حفض الامن فى نظرك ان يحاصر فى الدراز وانت مرتاح فى ديرتك هاده هو حفض الامن فى نظرك انه اقول الك لاتشمت على الناس ترى راح اجيك ضربه من عند الله اللهم احفض اهالي الدراز وفرج عنهم
صبر جميل والله المستعان.
شكلهم يحتاجون فيزا.
تروح السعودية تخلف على اهل المتوفى و ترجع اسرع اليك.
حفظ الله البحرين وقيادتنا الرشيدة بحفظ الامن والامآن في ربوع مملكتنا لحبيبة
اي الله يحفضنا ياااررب
سنة الحصار سيخلدهها التاريخ مثل سنة الطبعة
دخلتنا الديره بلش وطلعتنا بلش وامورنا من سيئ الى أسوأ
عقارات الدراز طبت اسعارها في القاع
أغلب سكان الشقق أخلوا شققهم وانتقلوا الى مناطق خارج الدراز
محلات تجارية تعثرت
هل تعلم ان كل الممارسات الإسرائيلية في فلسطين من قتل الأبرياء ومصادرة وتدمير ممتلكات الناس وغيرها من الجرائم التي تحدث بحجة الأمن و تصف الشعب الفلسطيني بالإرهاب !!
مأتم الملا حسن من اقدم المأتم في الدراز والقراءة اليومية في الثامنة والنصف،صباحا لا تحتاج لمعرفة الوقت عليك ان تسمع صوت السماعة فتعرف انها الثامنة والنصف.. الله يحفظك ياديرتي ياارض الشموخ كل شي،في الدراز غيييير
ساعتان في الدراز،انجان طولت سيدنا الى الليل انجان اتشوف جيف يقطع الانترنت.
اليوم يكمل الحصار ١٠ أشهر
الله يرحم اخي العزيز فقد افجعنا برحيله
اللهم ثبت وقوي صبر اهلنا في الدراز وجميع القرى
بحجة الامن يتم ارهاب وترهيب المجتمع بأكمله
الله يحفظ البلد من الكراسي وما حولها
اللهم احفظ ارض البحرين وشعبها الصابر
الأمن فوق كل شيء اللهم احفظ البحرين من كل شر و مكروه
الامن والامان والاستقرار نعمة الله لا يحرمنا منهم
الكل عارف ان في تجمع غير قانوني
السلام على الدراز واهلها وما شعب ابي طالب عنكم بغريب هنيئا لكم هذه التضحية وما ربكم بغافل.
فقط أريد نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان يعلق على المقال (الدرازي )
وصف دقيق لمنطقتنا الدراز لا يجيده إلا حاذق متمرّس عارف..
سلمت أناملك أستاذ قاسم، ونسأل الله الفرج وأن يديم علينا وأياكم نعمة التواصل
تكلمت عن المعاناة ولا ذكرت الأسباب
يا بختهم الدرازيين. الحراسة عليهم 24 ساعة.
المخدرات مثل عينجكك في فريجنا خل ييجون يحرسونا ولو بدورية واحدة.
انتم تدفعون ثمن وقوفكم مع الحق .
لكم التحية والاحترام والتقدير يا اهل الدراز ، رغم كل شي ما زلتم صابرين ، ببساطه ( انتم شرفاء ) ... تحياتي
وين بيروه..
ساعات تحصل لك واحد يسألك وانت بتروح بيتكم، وين بيروه ؟!!
سنحمل شكوانا لله ونخبره أننا جزء من هذا الشعب حوصرنا في بيوتنا من دون ذنب
ليس يوما او يومين او ثلاثة بل فاقت 300 يوم والحسّابة بتحسب. وسيسجل التاريخ ان مجموعة من شعب البحرين ظلّت تحت الحصار لمدة شارفت على السنة ولا نعلم كم ستطول.
تلك هي الديمقراطية والعدالة والانصاف وحقوق الانسان والحيوان وقيم بني البشر في زمن التقدّم
الله يفرج عن اهالي الدراز فرجا عاجلا بحق محمد وآل محمد
يا بخت الدراز الحراسة عليهم 24 ساعة
هاذي ما صارت الا في الدرة وأمواج!
نبيهم يجون منطقتنا ولو دورية يحطون
لبياعة المخدرات اللي في عيلنا يذبحون
هكذا هو حال أهالي الدراز لله دركم
لن انسى هذه الايام ولن اسامخ هولاء الاشخاص الذين استهدفونا كل يوم . ( الكره يزداد كل يوم لهولاء من افعالهم )
يريدون أن يقتلوا الدراز!! ولكن هيهات ..
تاريخ الدراز من قديم الزمن مليء بالشجاعة والثبات
دراز الشموخ والإباء باقية.
بالفعل اغلى بلد واغلى ارض واطيب شعب.......يافرج الله ياكريم
ويش نقول يالهاشمي .. أصحاب الأرض صاروا اغراب في وطنهم وهم ترابه ومايه وهواه!!! وين كنا ووين صرنا وويش مصيرنا؟!!!! الشكوى لله