منحت جامعة الدول العربية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة «درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي»، وذلك في احتفالية كبيرة أقيمت أمس الأربعاء (19 أبريل/ نيسان 2017) بمقر الجامعة بالقاهرة، تقديراً لدور سموه الرائد في الارتقاء بالمجتمع، وتكريماً لإسهامات سموه في مجال التنمية والتحديث والنهضة الحضارية، ودور سموه في دعم العمل العربي المشترك.
ويُعد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أول قائد عربي يحصل على هذه الجائزة التي استحدثتها الجامعة العربية هذا العام، والتي تمنح للشخصيات العربية الرفيعة ذات الإسهام الفعال في تطوير العمل العربي التنموي.
وتسلم نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الدرع نيابة عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بحضور عدد من كبار المسئولين والشخصيات من رجال السياسة والفكر والثقافة والصحافة والإعلام والدبلوماسيين والأكاديميين العرب.
وبهذه المناسبة، أعرب نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة عن اعتزازه بتكليفه من قبل الوالد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتسلم «درع الجامعة العربية للريادة في العمل التنموي» نيابة عن سموه.
ونقل سموه تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لجامعة الدول العربية وأمينها العام وكل الحضور على هذا التكريم الذي يؤكد مدى تقدير الجامعة العربية لجهود النهضة والتنمية التي تشهدها مملكة البحرين في مختلف المجالات.
ونوه سموه إلى اعتزاز رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بنيل هذا التكريم من جامعة الدول العربية التي تمثل البيت الجامع لكل العرب، مشيراً إلى أن هذا الاحتفاء بصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والحضور الواسع لكبار المسئولين والمفكرين هو دليل محبة وتقدير لدور سموه التنموي ومواقفه في خدمة وطنه والدفاع عن قضايا أمته العربية والإسلامية.
وأكد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن مملكة البحرين في ظل قيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة استطاعت أن ترسي أسس نموذج رائد في التنمية الشاملة والمستدامة الذي يهتم بتنمية الإنسان أولاً وجعله محوراً لكل جهد تنموي.
وأشاد سموه بدور جامعة الدول العربية وما تبذله من جهود لدعم التكامل والتضامن العربي، معرباً سموه عن تمنياته للجامعة وأمينها العام مزيداً من النجاح والتوفيق في تحقيق ما تطمح إليه الدول والشعوب العربية من تطور ونماء يحقق للأمة العربية وشعوبها الرفعة والأمن والاستقرار.
وكان الاحتفال قد بدأ بكلمة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أكد فيها أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رجل صاحب رؤية تنموية وتحديثية متكاملة، وأن هذه الرؤية توافرت لها أسباب النجاح والتحقق بواقع الثقة التي منحها له شقيقه المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حتى صارت واقعاً نفخر به جميعاً.
وأضاف «كان وجود صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة سيسعدنا ويشرفا كثيراً، ولو أن حضور الأمير علي بن خليفة آل خليفة يشعرنا بأن والده العظيم بيننا ومعنا».
وتابع «قليلة هي الشخصيات العربية التي خاضت معترك التنمية والتحديث مثلما فعل الأمير خليفة، وقليلة هي القيادات التي أدركت منذ وقت مبكر أن معركتنا كعرب هي معركة تنمية وعمران وبناء في المقام الأول، تنمية البلدان وبناء الإنسان، تنمية بالناس ومن أجل الناس».
وأكد أن مملكة البحرين أصبحت وهي دولة صغيرة الموارد، مركزاً مالياً وتجارياً في محيطها يشار إليها بالبنان ويقصده المستثمرون من الشرق والغرب.
وأضاف «لقد أدرك الأمير خليفة أن مشروع بناء الدولة الحديثة يستند في الأساس إلى اقتصاد قوي ومتنوع، وانطلقت رؤيته التنموية من تصور واقعي لعناصر القوة في موقع البحرين وسكانها، فراوده حلم مبكر بتحويل بلده إلى مركز مالي في المنطقة، وقد كان الحلم حصيلة دراسة ورصد لتاريخ البحرين تحت الحماية البريطانية وما هو معروف من اهتمام بريطاني بالنشاط المصرفي في البحرين، حيث تم افتتاح أول مصرف بالبحرين العام 1920 وهو البنك الشرقي المحدود، وتوالى افتتاح المصارف حتى بلغت 10 مصارف في العام 1971 ووجد الأمير خليفة أن بلاده مهيأة بحكم الموقع والكوادر البشرية والتجربة التاريخية أن تكون مركزاً لاستقطاب المصارف والمؤسسات العالمية».
وقال: «من هذا المنطلق صاغ الرجل خطته لتنمية البنية الأساسية سواء في المجال العمراني أو البشري فكان الإنجاز المتفرد الذي شهد له القاصي والداني، ولا يظننا أحد أن هذا الجهد، كان يجري في بيئة سهلة ومواتية أو أن هذه الخطة كانت تسير من دون تحديات إقليمية أو معوقات خارجية، فالأطماع في أرض البحرين قديمة ومعروفة، والطامعون كانوا ومازالوا للأسف يتحينون الفرص للانقضاض ويتربصون بالمملكة مضمرين كل نوازع الهيمنة والسيطرة، لكن نواياهم لن تتحقق، ومساعيهم ستكلل بالخيبة والخسارة، ومن أراد البحرين بسوء أو ظنها لقمة سائغة عليه أن يواجه عمقها العربي ممثلاً في هذه الجامعة العتيدة».
وأكد أن البحرين التزمت رؤية العمل التنموي في الداخل بحكمة التحرك السياسي في الخارج، فرأينا مملكة البحرين في الموقف الصحيح على طول الخط وعهدناها دوماً في جانب العروبة وفي صف العمل العربي الجماعي، ركناً لا غنى عنه في النظام الاقليمي، وعامل وحدة لا فرقة أو تشرذم، وما كان لهذه الرؤية السياسية أن تصير واقعاً إلا إذا توافر لها عزم القيادة وحنكة رجل الدولة وإرادة أصحاب الرؤية، ونحن اليوم نكرم في شخص الأمير خليفة هذه الرؤية وتلك الإرادة وذلك العزم على التحديث ومجابهة تحديات التنمية.
وأضاف أن «أدبيات السياسة الدولية مليئة بالاستراتيجيات التي تتبعها الدول الصغيرة بسكانها ومساحتها الجغرافية من أجل أن تجد لها موطأ قدم تحت الشمس والحق أن البحرين قد حفرت لنفسها مكاناً وسط هذه الدول التي شقت صعودها وسط تهديدات صعبة ومطامع محدقة، لقد صارت مملكة البحرين بواقع الإنجاز وعزيمة البشر كبيرة ورائدة».
بعدها، عُرض فيلم وثائقي عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وإنجازاته في مجال التنمية والتحديث في مملكة البحرين، حيث نجحت البحرين في وضع منهج متوازن للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأصبحت مركزاً اقتصادياً وصناعياً وعاصمة مالية تجذب الكثير من المؤسسات العالمية والعديد من البنوك الدولية، وتطرق الفيلم إلى أن الإنجازات العديدة التي حققتها مملكة البحرين في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، بالإضافة إلى برامج المساواة الاجتماعية المتزامنة مع تطور البنية التحتية الاقتصادية.
ثم ألقى وزير شئون مجلس الوزراء محمد إبراهيم المطوع كلمة، أعرب فيها عن سروره أن يشارك في هذه الاحتفالية بمناسبة منح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي، متوجهاً بالشكر والتقدير إلى الجامعة وأمينها العام على هذه المبادرة النبيلة بتكريم سموه لدوره القيادي والريادي في نهضة البحرين الحديثة.
وأكد أن المتتبع لتاريخ البحرين يدرك أنها شأنها شأن بقية دول العالم مرت ولاتزال بتحديات وصعوبات كثيرة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولكن سيدرك أيضاً أنها استطاعت أن تقف متماسكة وقادرة على المضي في مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات شعبها وأن تحتل مكانة مرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية على رغم صغر حجمها ومحدودية مواردها وإمكانياتها.
وأضاف أن هذه المسيرة التنموية الشاملة والنهضة التي تشهدها البحرين متلازمة بشكل وثيق مع مسيرة حياة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومراحل ارتقائه سلم المسئوليات، حيث إن سموه ومنذ بداية تولي سموه المسئولية، فقد وضع في قائمة أولوياته تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية التي تكفل الحياة الكريمة لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية والتنمية البشرية وغيرها.
وقال إن البحرين حققت إنجازات كبيرة في هذه المجالات مما أهلها لتبوء مكانة متقدمة في المؤشرات التي تصدرها العديد من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات التي تحققت بقيادة سموه لفتت انتباه الكثير من الدول والمنظمات الدولية، فتوالى تكريمه كرجل دولة ورجل سلام وتنمية بالأوسمة والقلادات والدروع، وعلى سبيل المثال فقد تم منح سموه جائزة الشرف للإنجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» العام 2007 لدوره الرائد في التنمية الحضرية والإسكان، وجائزة تحقيق الأهداف الانمائية للألفية من الأمم المتحدة العام 2010 والتي قلده إياها الأمين العام السابق بان كي مون، وميدالية ابن سينا الذهبية من اليونسكو تقديراً للجهود التي يبذلها سموه في مجال دعم الثقافة والتراث الإنساني، ودرع الاتحاد الإفريقي لإسهامات سموه في مجال الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى منح سموه جائزة شعلة السلام من جمعية تعزيز السلام في النمسا وغيرها من القلادات والأوسمة.
وأضاف أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع دائماً إلى تحقيق المزيد من الإنجازات للبحرين وشعبها مرتكزاً على رؤية تتسم بمزيد من الإنجاز وتستوعب كل الطموحات مردداً دائماً في كل مناسبة «إن الآمال لا تنتهي ومادمنا نعمل فإن الآفاق ستبقى أمامنا رحبة للعمل».
وقال المطوع: «إن ما يسعدنا هو أن يأتي هذا التكريم العربي مُكملاً ومُعززاً لما حظي به سموه من تكريم على المستويين الإقليمي والدولي، وهو التكريم الأغلى والأقرب إلى قلب سموه كونه يأتي من بيت العرب ممثلاً في جامعة الدول العربية، ويؤكد سموه أنه يؤسس لتقليد جديد في مجال العمل العربي المشترك، ويعتبره تتويجاً لكل جوائز التكريم التي نالها من قبل».
وأكد أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع إلى أن تسهم هذه المبادرة في دفع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية وتعزيز دور الجامعة العربية في هذا المجال.
بعدها، ألقى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمر موسى كلمة، أكد فيها أن رئيس وزراء مملكة البحرين صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، يعد واحداً من الشخصيات العربية المحترمة التي عملت الكثير لتحقيق التقدم لوطنها ولحماية مصالح الوطن العربي الكبير، وأن تكريم سموه هو تكريم مستحق.
وقال: «إن الذي يطلع على تاريخ البحرين يعلم مقدار ما قام به سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان في تحديث هذا البلد وتحقيق نموه وفيما أصبح عليه من تقدم وحداثة وجمال».
وأضاف أن «دور الأمير خليفة دور يجب أن يسجل، فليس الأمر أمر مدح لرئيس وزراء دولة عربية وإنما هو تأريخ لشخصيات عربية أسهمت بكل ما هو إيجابي يتعلق بعالمنا العربي، فحين نعلم أن البحرين أصبحت صاحبة المرتبة الثانية عشرة بين كل الدول من حيث دخل الفرد، والثامنة عشرة باعتبارها حكومة إلكترونية بين كل دول العالم، نعلم مقدار التقدم الذي احرزته البحرين، بقيادة هذه الحكومة الفاعلة والتي أظهرت كفاءة عالية في حكم ذلك البلد».
وأكد أن الثقة التي أولاها ويوليها ملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والكفاءة التي يظهرها سمو رئيس الوزراء تطرح مثالاً يحتذي لكيفية تقدم الأمم.
ورأى أن الأدوار التنويرية والسياسية والادارية والوطنية كلها أدوار توضح كيف يمكن أن تتشكل كفاءة الحكم وكيف يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية تحقق التقدم.
وقال: «ما يعلمه عن الأمير خليفة بن سلمان من يعرفونه مثلي عنده من الود الكثير ومن الجدية ما هو أكثر وعنده من المرونة ما هو واضح في كيفية إدارته للأمور، وعنده من الحزم ما يضع كل خطوة وكل سياسة في مكانها السليم».
وختم قائلاً: «ود ومرونة وجدية وحزم وكفاءة ووطنية تجعل من درع العمل التنموي هدية مستحقة لسموه، إضافة إلى التكريم الذي تلقاه الأمير خليفة بن سلمان من مختلف المنظمات الدولية والقارية والعربية هو أمر نفخر به جميعاً وأهنئ صاحب السمو عليه».
ثم ألقى رئيس الحكومة الأسبق ورئيس مجلس الأعيان السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية عبدالرؤوف الروابدة، أعرب فيها عن شكره لجامعة الدول العربية وأمينها العام لتكريمها قيادة عربية على دورها وإنجازاتها في المجال التنموي والتحديث الشامل والنهضة الحضارية، مؤكداً أن التكريم هو صناعة للقدوة والتأسي وإضاءة على الجوانب المشرقة في سيرة المكرم حتى تبقى في وجدان القيادات الواعدة وهي تعبير عن نبل الوفاء الذي لا يعرفه إلا الأوفياء.
وقال: «إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هو شخصية مبدعة آسرة تثور كالسيل العرم حين تحزم الأمور وترق كالنسيم في كل حين، رفع المجد كابراً عن كابر في أسرة ميزتها العراقة والوفاء والبناء والإنجاز».
وأكد أن سموه حفظ الأمن والاستقرار لمملكة البحرين وحقق التنمية والنماء ولم يتردد في قيادة مبادرات التطوير في كل ميدان، وكان سموه على الدوام عروبياً حتى النخاع ويسهم في كل جهد عربي خير، وينتشى لكل نصر عربي ويألم لأي ألم طال أرضاً عربية، كما أن سموه إسلامي الهوية بوعيه وفهمه يبرز وجه الإسلام الصافي في مواجهة كل دعاة الفتنة والتفتت والتشويه.
وأضاف أن سموه إداري حازم خبر كل المواقع، والتنمية والإبداع والتطوير ديدنه، وقطفت البحرين ثمار وطن أصيل يفخر بإنجازات حضارية متميزة وبنهضة تعليمية عريقة وخدمات عامة يتمتع بها الجميع، قائلاً: «إن هذا التكريم يفي فقط ببعض حق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة».
بعدها، قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بتسليم هدية تذكارية بهذه المناسبة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
ثم قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بجولة في معرض الصور الذي أقيم على هامش الاحتفالية واشتمل على مجموعة من الصور التي ترصد جهود مملكة البحرين التنموية فيشتى القطاعات ودور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في التنمية بمملكة البحرين.
كما شهدت الاحتفالية تدشين كتاب «خليفة بن سلمان... زعامة صنعت تاريخاً»، من إعداد عمر الحسن الصادر عن مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، والذي يستعرض إنجازات مملكة البحرين على صعيد التنمية والتطوير في القطاعات كافة، والجهود التي قامت بها القيادة من أجل تقدم ونهضة البحرين، وهو ما أسهم في أن تصل مملكة البحرين إلى ما بلغته اليوم من تقدم في الميادين كافة.
ويُعد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أول قائد عربي يحصل على هذه الجائزة التي استحدثتها الجامعة العربية هذا العام، والتي تمنح للشخصيات العربية الرفيعة ذات الإسهام الفعال في تطوير العمل العربي التنموي.
وتسلم نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الدرع نيابة عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بحضور عدد من كبار المسئولين والشخصيات من رجال السياسة والفكر والثقافة والصحافة والإعلام والدبلوماسيين والأكاديميين العرب.
وبهذه المناسبة، أعرب نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة عن اعتزازه بتكليفه من قبل الوالد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتسلم «درع الجامعة العربية للريادة في العمل التنموي» نيابة عن سموه.
ونقل سموه تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لجامعة الدول العربية وأمينها العام وكل الحضور على هذا التكريم الذي يؤكد مدى تقدير الجامعة العربية لجهود النهضة والتنمية التي تشهدها مملكة البحرين في مختلف المجالات.
ونوه سموه إلى اعتزاز رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بنيل هذا التكريم من جامعة الدول العربية التي تمثل البيت الجامع لكل العرب، مشيراً إلى أن هذا الاحتفاء بصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والحضور الواسع لكبار المسئولين والمفكرين هو دليل محبة وتقدير لدور سموه التنموي ومواقفه في خدمة وطنه والدفاع عن قضايا أمته العربية والإسلامية.
وأكد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن مملكة البحرين في ظل قيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة استطاعت أن ترسي أسس نموذج رائد في التنمية الشاملة والمستدامة الذي يهتم بتنمية الإنسان أولاً وجعله محوراً لكل جهد تنموي.
وأشاد سموه بدور جامعة الدول العربية وما تبذله من جهود لدعم التكامل والتضامن العربي، معرباً سموه عن تمنياته للجامعة وأمينها العام مزيداً من النجاح والتوفيق في تحقيق ما تطمح إليه الدول والشعوب العربية من تطور ونماء يحقق للأمة العربية وشعوبها الرفعة والأمن والاستقرار.
وكان الاحتفال قد بدأ بكلمة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أكد فيها أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رجل صاحب رؤية تنموية وتحديثية متكاملة، وأن هذه الرؤية توافرت لها أسباب النجاح والتحقق بواقع الثقة التي منحها له شقيقه المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حتى صارت واقعاً نفخر به جميعاً.
وأضاف «كان وجود صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة سيسعدنا ويشرفا كثيراً، ولو أن حضور الأمير علي بن خليفة آل خليفة يشعرنا بأن والده العظيم بيننا ومعنا».
وتابع «قليلة هي الشخصيات العربية التي خاضت معترك التنمية والتحديث مثلما فعل الأمير خليفة، وقليلة هي القيادات التي أدركت منذ وقت مبكر أن معركتنا كعرب هي معركة تنمية وعمران وبناء في المقام الأول، تنمية البلدان وبناء الإنسان، تنمية بالناس ومن أجل الناس».
وأكد أن مملكة البحرين أصبحت وهي دولة صغيرة الموارد، مركزاً مالياً وتجارياً في محيطها يشار إليها بالبنان ويقصده المستثمرون من الشرق والغرب.
وأضاف «لقد أدرك الأمير خليفة أن مشروع بناء الدولة الحديثة يستند في الأساس إلى اقتصاد قوي ومتنوع، وانطلقت رؤيته التنموية من تصور واقعي لعناصر القوة في موقع البحرين وسكانها، فراوده حلم مبكر بتحويل بلده إلى مركز مالي في المنطقة، وقد كان الحلم حصيلة دراسة ورصد لتاريخ البحرين تحت الحماية البريطانية وما هو معروف من اهتمام بريطاني بالنشاط المصرفي في البحرين، حيث تم افتتاح أول مصرف بالبحرين العام 1920 وهو البنك الشرقي المحدود، وتوالى افتتاح المصارف حتى بلغت 10 مصارف في العام 1971 ووجد الأمير خليفة أن بلاده مهيأة بحكم الموقع والكوادر البشرية والتجربة التاريخية أن تكون مركزاً لاستقطاب المصارف والمؤسسات العالمية».
وقال: «من هذا المنطلق صاغ الرجل خطته لتنمية البنية الأساسية سواء في المجال العمراني أو البشري فكان الإنجاز المتفرد الذي شهد له القاصي والداني، ولا يظننا أحد أن هذا الجهد، كان يجري في بيئة سهلة ومواتية أو أن هذه الخطة كانت تسير من دون تحديات إقليمية أو معوقات خارجية، فالأطماع في أرض البحرين قديمة ومعروفة، والطامعون كانوا ومازالوا للأسف يتحينون الفرص للانقضاض ويتربصون بالمملكة مضمرين كل نوازع الهيمنة والسيطرة، لكن نواياهم لن تتحقق، ومساعيهم ستكلل بالخيبة والخسارة، ومن أراد البحرين بسوء أو ظنها لقمة سائغة عليه أن يواجه عمقها العربي ممثلاً في هذه الجامعة العتيدة».
وأكد أن البحرين التزمت رؤية العمل التنموي في الداخل بحكمة التحرك السياسي في الخارج، فرأينا مملكة البحرين في الموقف الصحيح على طول الخط وعهدناها دوماً في جانب العروبة وفي صف العمل العربي الجماعي، ركناً لا غنى عنه في النظام الاقليمي، وعامل وحدة لا فرقة أو تشرذم، وما كان لهذه الرؤية السياسية أن تصير واقعاً إلا إذا توافر لها عزم القيادة وحنكة رجل الدولة وإرادة أصحاب الرؤية، ونحن اليوم نكرم في شخص الأمير خليفة هذه الرؤية وتلك الإرادة وذلك العزم على التحديث ومجابهة تحديات التنمية.
وأضاف أن «أدبيات السياسة الدولية مليئة بالاستراتيجيات التي تتبعها الدول الصغيرة بسكانها ومساحتها الجغرافية من أجل أن تجد لها موطأ قدم تحت الشمس والحق أن البحرين قد حفرت لنفسها مكاناً وسط هذه الدول التي شقت صعودها وسط تهديدات صعبة ومطامع محدقة، لقد صارت مملكة البحرين بواقع الإنجاز وعزيمة البشر كبيرة ورائدة».
بعدها، عُرض فيلم وثائقي عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وإنجازاته في مجال التنمية والتحديث في مملكة البحرين، حيث نجحت البحرين في وضع منهج متوازن للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأصبحت مركزاً اقتصادياً وصناعياً وعاصمة مالية تجذب الكثير من المؤسسات العالمية والعديد من البنوك الدولية، وتطرق الفيلم إلى أن الإنجازات العديدة التي حققتها مملكة البحرين في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، بالإضافة إلى برامج المساواة الاجتماعية المتزامنة مع تطور البنية التحتية الاقتصادية.
ثم ألقى وزير شئون مجلس الوزراء محمد إبراهيم المطوع كلمة، أعرب فيها عن سروره أن يشارك في هذه الاحتفالية بمناسبة منح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي، متوجهاً بالشكر والتقدير إلى الجامعة وأمينها العام على هذه المبادرة النبيلة بتكريم سموه لدوره القيادي والريادي في نهضة البحرين الحديثة.
وأكد أن المتتبع لتاريخ البحرين يدرك أنها شأنها شأن بقية دول العالم مرت ولاتزال بتحديات وصعوبات كثيرة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولكن سيدرك أيضاً أنها استطاعت أن تقف متماسكة وقادرة على المضي في مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات شعبها وأن تحتل مكانة مرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية على رغم صغر حجمها ومحدودية مواردها وإمكانياتها.
وأضاف أن هذه المسيرة التنموية الشاملة والنهضة التي تشهدها البحرين متلازمة بشكل وثيق مع مسيرة حياة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومراحل ارتقائه سلم المسئوليات، حيث إن سموه ومنذ بداية تولي سموه المسئولية، فقد وضع في قائمة أولوياته تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية التي تكفل الحياة الكريمة لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية والتنمية البشرية وغيرها.
وقال إن البحرين حققت إنجازات كبيرة في هذه المجالات مما أهلها لتبوء مكانة متقدمة في المؤشرات التي تصدرها العديد من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات التي تحققت بقيادة سموه لفتت انتباه الكثير من الدول والمنظمات الدولية، فتوالى تكريمه كرجل دولة ورجل سلام وتنمية بالأوسمة والقلادات والدروع، وعلى سبيل المثال فقد تم منح سموه جائزة الشرف للإنجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» العام 2007 لدوره الرائد في التنمية الحضرية والإسكان، وجائزة تحقيق الأهداف الانمائية للألفية من الأمم المتحدة العام 2010 والتي قلده إياها الأمين العام السابق بان كي مون، وميدالية ابن سينا الذهبية من اليونسكو تقديراً للجهود التي يبذلها سموه في مجال دعم الثقافة والتراث الإنساني، ودرع الاتحاد الإفريقي لإسهامات سموه في مجال الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى منح سموه جائزة شعلة السلام من جمعية تعزيز السلام في النمسا وغيرها من القلادات والأوسمة.
وأضاف أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع دائماً إلى تحقيق المزيد من الإنجازات للبحرين وشعبها مرتكزاً على رؤية تتسم بمزيد من الإنجاز وتستوعب كل الطموحات مردداً دائماً في كل مناسبة «إن الآمال لا تنتهي ومادمنا نعمل فإن الآفاق ستبقى أمامنا رحبة للعمل».
وقال المطوع: «إن ما يسعدنا هو أن يأتي هذا التكريم العربي مُكملاً ومُعززاً لما حظي به سموه من تكريم على المستويين الإقليمي والدولي، وهو التكريم الأغلى والأقرب إلى قلب سموه كونه يأتي من بيت العرب ممثلاً في جامعة الدول العربية، ويؤكد سموه أنه يؤسس لتقليد جديد في مجال العمل العربي المشترك، ويعتبره تتويجاً لكل جوائز التكريم التي نالها من قبل».
وأكد أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع إلى أن تسهم هذه المبادرة في دفع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية وتعزيز دور الجامعة العربية في هذا المجال.
بعدها، ألقى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمر موسى كلمة، أكد فيها أن رئيس وزراء مملكة البحرين صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، يعد واحداً من الشخصيات العربية المحترمة التي عملت الكثير لتحقيق التقدم لوطنها ولحماية مصالح الوطن العربي الكبير، وأن تكريم سموه هو تكريم مستحق.
وقال: «إن الذي يطلع على تاريخ البحرين يعلم مقدار ما قام به سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان في تحديث هذا البلد وتحقيق نموه وفيما أصبح عليه من تقدم وحداثة وجمال».
وأضاف أن «دور الأمير خليفة دور يجب أن يسجل، فليس الأمر أمر مدح لرئيس وزراء دولة عربية وإنما هو تأريخ لشخصيات عربية أسهمت بكل ما هو إيجابي يتعلق بعالمنا العربي، فحين نعلم أن البحرين أصبحت صاحبة المرتبة الثانية عشرة بين كل الدول من حيث دخل الفرد، والثامنة عشرة باعتبارها حكومة إلكترونية بين كل دول العالم، نعلم مقدار التقدم الذي احرزته البحرين، بقيادة هذه الحكومة الفاعلة والتي أظهرت كفاءة عالية في حكم ذلك البلد».
وأكد أن الثقة التي أولاها ويوليها ملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والكفاءة التي يظهرها سمو رئيس الوزراء تطرح مثالاً يحتذي لكيفية تقدم الأمم.
ورأى أن الأدوار التنويرية والسياسية والادارية والوطنية كلها أدوار توضح كيف يمكن أن تتشكل كفاءة الحكم وكيف يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية تحقق التقدم.
وقال: «ما يعلمه عن الأمير خليفة بن سلمان من يعرفونه مثلي عنده من الود الكثير ومن الجدية ما هو أكثر وعنده من المرونة ما هو واضح في كيفية إدارته للأمور، وعنده من الحزم ما يضع كل خطوة وكل سياسة في مكانها السليم».
وختم قائلاً: «ود ومرونة وجدية وحزم وكفاءة ووطنية تجعل من درع العمل التنموي هدية مستحقة لسموه، إضافة إلى التكريم الذي تلقاه الأمير خليفة بن سلمان من مختلف المنظمات الدولية والقارية والعربية هو أمر نفخر به جميعاً وأهنئ صاحب السمو عليه».
ثم ألقى رئيس الحكومة الأسبق ورئيس مجلس الأعيان السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية عبدالرؤوف الروابدة، أعرب فيها عن شكره لجامعة الدول العربية وأمينها العام لتكريمها قيادة عربية على دورها وإنجازاتها في المجال التنموي والتحديث الشامل والنهضة الحضارية، مؤكداً أن التكريم هو صناعة للقدوة والتأسي وإضاءة على الجوانب المشرقة في سيرة المكرم حتى تبقى في وجدان القيادات الواعدة وهي تعبير عن نبل الوفاء الذي لا يعرفه إلا الأوفياء.
وقال: «إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هو شخصية مبدعة آسرة تثور كالسيل العرم حين تحزم الأمور وترق كالنسيم في كل حين، رفع المجد كابراً عن كابر في أسرة ميزتها العراقة والوفاء والبناء والإنجاز».
وأكد أن سموه حفظ الأمن والاستقرار لمملكة البحرين وحقق التنمية والنماء ولم يتردد في قيادة مبادرات التطوير في كل ميدان، وكان سموه على الدوام عروبياً حتى النخاع ويسهم في كل جهد عربي خير، وينتشى لكل نصر عربي ويألم لأي ألم طال أرضاً عربية، كما أن سموه إسلامي الهوية بوعيه وفهمه يبرز وجه الإسلام الصافي في مواجهة كل دعاة الفتنة والتفتت والتشويه.
وأضاف أن سموه إداري حازم خبر كل المواقع، والتنمية والإبداع والتطوير ديدنه، وقطفت البحرين ثمار وطن أصيل يفخر بإنجازات حضارية متميزة وبنهضة تعليمية عريقة وخدمات عامة يتمتع بها الجميع، قائلاً: «إن هذا التكريم يفي فقط ببعض حق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة».
بعدها، قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بتسليم هدية تذكارية بهذه المناسبة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
ثم قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بجولة في معرض الصور الذي أقيم على هامش الاحتفالية واشتمل على مجموعة من الصور التي ترصد جهود مملكة البحرين التنموية فيشتى القطاعات ودور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في التنمية بمملكة البحرين.
كما شهدت الاحتفالية تدشين كتاب «خليفة بن سلمان... زعامة صنعت تاريخاً»، من إعداد عمر الحسن الصادر عن مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، والذي يستعرض إنجازات مملكة البحرين على صعيد التنمية والتطوير في القطاعات كافة، والجهود التي قامت بها القيادة من أجل تقدم ونهضة البحرين، وهو ما أسهم في أن تصل مملكة البحرين إلى ما بلغته اليوم من تقدم في الميادين كافة.
العدد 5339 - الأربعاء 19 أبريل 2017م الموافق 22 رجب 1438هـ