عندما يُعاملك البعض بعنف وبألفاظ قبيحة فقط لأنّهم من أهلك، فإن هذا لا يُسمّى حباً، وعندما يقوم أحد الوالدين بضربك ضرباً مُبرحاً بحجّة تأديبك فلا يُسمّى هذا حبّاً، وعندما يتجاهلك الصديق وأنت تتكلّم وكلّه آذان صاغية للآخرين فهذا أيضاً لا يُسمّى حبّاً!
كثير منّا يتعلّق بالآخر، وقد يكون هذا الآخر سبباً في شقائه وحزنه، بل هو ما يجعل الحياة سوداء لا طعم فيها ولا لون، وللأسف لا نعرف بأنّ هذا ليس حبّاً، بل نعتقد بأنّ الغيرة المفرطة حب، والقسوة دلال، والعنف غيرة! اسمحوا لنا هذا ليس حبّاً أبداً، وهو بعيد كلّ البعد عن صفة الحب والود.
الحب في أية علاقة، سواء علاقة الوالدين مع الأبناء أو علاقة الأخوة مع بعضهما البعض، أو علاقة الأصدقاء، علاقة تسودها المودّة والرحمة والألفة والاحترام، ولابد أن نفرّق بين الحب والاهتمام والخوف على المحب، وبين العنف والإهمال والكره والحقد.
بعض الأطفال يتم ضربهم بعنف ويُسبّب لهم إيذاءً جسدياً، ناهيك عن الإيذاء النفسي، وهم يجهلون سبب هذا العنف المفرط، ولو جلسوا في الصباح الباكر لرأيتهم يتوقون إلى قبلةٍ من الأم أو الأب! هذا بالطبع في أحلامهم الوردية، لأنّ الحقيقة الواضحة والمرّة هي القسوة والعنف والبخل بالمشاعر على الأبناء، وصدّقونا هناك بشرٌ ليسوا بشراً، ولا يحملون صفة الآباء إلاّ بالاسم، يبتعدون عن أبنائهم ويُغلّظون الصوت عندما يرونهم، وينهرونهم في كلّ صغيرة وكبيرة! ناهيك عن أولئك الذين لا يدرون عن أبنائهم شيئاً، متى أكلوا أو شربوا، أو بكوا أو فرحوا! إهمال مع سبق الإصرار والترصّد! وحين يتكلّمون عن أبنائهم أمام الآخرين نظنّ بأنّهم ملاك هبط من السماء! كيف يُعقل هذا؟
أيضاً عندما يتم الاعتداء بالضّرب على الزوجة باسم الحب، فهذا ليس حباً يا أحبّتي، لا تجعلوا أحداً يكذب عليكم ويهينكم باسم الحب! ولا (تطبطبوا) عليه، غداً سيكون أفضل، غداً لن يضربني، وغداً لن يأتي أبداً من دون علاج، فالعنيف إنسان مريض ويحتاج إلى العلاج، ولا تنتظري الفرج لأنه لن يقدّم من دون علاج.
أمور تحوير الحب أمور عجيبة، فهناك المُحب لمصلحة، وما إن تنتهي المصلحة انتهى الحب، وتجد الحبيب المتمصلح في كل مكان، في العمل ومع الأصدقاء وغيرهم، هو يتمصلح من أجل تحقيق غاية يُريدها، وما إن تعطيه مراده أو لا تستطيع ولّى ونساك!
ليس حبّاً يا سادة، ولا تقنعوا أنفسكم بأنّ الحب يأتي مع الألم. لا وألف لا، الحب يأتي بالعلاقة التبادلية، تعطي وتُعطى، تُحِب وتُحَب، تحترم وتُحترم، لا تنسوا الحب الحقيقي يخرج من القلب ويدخل القلب.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5337 - الإثنين 17 أبريل 2017م الموافق 20 رجب 1438هـ
الله يحفظك ويوفق كل خطوات قلمك فيما كتبتيه فقد لامستي لب الحقيقه كلمة حق وليست مجامله ..
كان ابوي قبل مايطلع يشتغل الساعة اربع الفجر لازم يجيني وانا نايم في عز نومي ويحبني على وجهي بعض الاوقات اكون بين صاحي ونايم واحس فيه.كان عمري 7سنين والحين انا 27 سنة اتذكرها زين مازين حباته.لكن كبرت وعرفت ناس حبيتهم وردو ليي المحبة اذية والله يشهد.صح لسانش استاذة مريم.
ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب
الإمام علي (ع):
إذا وضعت أحدًا فوق قدره
فتوقع منه أن يضعك دون قدرك.
أحسنتي أختي العزيزة مريم, يؤذوننا ويعاملوننا بجفاف ويعيروننا لأغلاطنا ويسلقوننا بألسنة حداد بحجة أنهم يريدون مصلحتنا! وبحجة أنهم وكلاء الله على خلقه! كل من هب ودب صار يزعم أنه وكيل الله ويؤذي العباد!
مقال جميل من دانة الحد
القسوة في التعامل مع الأقرباء هذا امّا ان يكون أنانية او يكون سوء خلق خارج عن السيطرة ويحتاج لأن يقف الشخص مع نفسه ويعالجها
الله يصلح لك زوجج. صبري على ولد عمج ابرك لش.
هذه هي الحقيقه ونحن نغيش دنيا المفاهيم المقلوبه شكرا يادرة الحد الكبيرة