انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الاثنين) المراقبين الدوليين الذين شكَّكوا في نزاهة الاستفتاء على توسيع صلاحياته، واحتفل بفوزه مع الآلاف من أنصاره في أنقرة.
وفوز أردوغان في الاستفتاء لن يكسبه تعزيزاً لصلاحياته الرئاسية فحسب، بل سيتيح له أيضاً، أقله نظريّاً، البقاء في الحكم حتى 2029.
من جانب آخر، خرجت مظاهرات مساء أمس في إسطنبول ضد أردوغان على خلفية الاستفتاء الذي تشكك أطراف من المعارضة في نتائجه، حيث احتشد الآلاف في عدة مدن تركية، مردِّدين هتاف: «لص، قاتل، أردوغان».
وطرق المحتجُّون على أوانٍ كنوع من الاحتجاج.
ويخشى معارضو أردوغان أن يؤدي فوزه في الاستفتاء إلى حكم الرجل الواحد.
إسطنبول - وكالات
خرجت مظاهرات مساء أمس الاثنين (17 أبريل/ نيسان 2017) في إسطنبول ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على خلفية الاستفتاء الذي تشكك أطراف من المعارضة في نتائجه حيث احتشد نحو ألفي شخص في حي بشكتاش وسط إسطنبول وذلك حسبما أفادت مراسلة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وردد المتظاهرون هتاف: «لص، قاتل، أردوغان».
وطرق المحتجون على أوان كنوع من الاحتجاج.
كما احتشد متظاهرون آخرون في حي قاضي كوين على الناحية الآسيوية من إسطنبول.
وأفاد شهود عيان بأن عدد هؤلاء المتظاهرين وصل عدة آلاف.
ورفع المحتجون لافتات كتبوا عليها في إشارة للفارق الضئيل الذي فاز به المعسكر المؤيد للتعديلات الدستورية «لا لم تنته بعد، لقد بدأت لتوها».
ورفعت مجموعة «لا بشكتاش» شعاراً «نحن هنا ضد الغش والظلم والأسواق المسروقة».
كما دعا معترضون على نتيجة الاستفتاء في العاصمة أنقرة والجزء الغربي من مدينة إزمير لمظاهرات ضد الحكومة.
من جانبه سخر أردوغان من المتظاهرين قائلاً في كلمته أمام القصر الجمهوري مساء أمس: «بينما أرضت نتيجة استفتاء السادس عشر من أبريل شعبنا وأسعدته خذلت آخرين بدون أدنى شك... كما أرى فإن أصحاب الأواني والمقالي قد ظهروا من جديد».
وأكد المراقبون الذين أوفدتهم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة الاستفتاء التركي وجود العديد من المخالفات في الاستفتاء التركي.
وجاء في التقرير المبدئي للبعثة أمس (الاثنين) أن «استفتاء السادس عشر من أبريل تم في ظل ظروف غير عادلة».
وأضافت البعثة: «لم تتوافر نفس الفرص لأصحاب الحملتين، لم يحصل الناخبون على معلومات مستقلة عن جوانب محورية للإصلاح الدستوري».
كما رأت البعثة أن حريات أساسية تعرضت للتقييد في ظل حال الطوارئ «وهي حريات أساسية بالنسبة للعملية الديمقراطية».
وأوفدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا مراقبين دوليين إلى تركيا للإشراف على الاستفتاء.
وبلغ إجمالي هؤلاء المراقبين وفقاً لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا 63 مراقباً من 26 دولة.
ولكن هؤلاء المراقبين الدوليين لم يستطيعوا مراقبة هذا الاستفتاء سوى من خلال عينات عشوائية.
كما انتقد المراقبون «إساءة استغلال مقدرات الدولة» لصالح معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكذلك «المشاركة النشطة للرئيس» التي رأى المراقبون أنها جعلت المعركة الانتخابية غير متوازنة. وأعلنت لجنة الانتخابات في تركيا، مساء الأحد، فوز معسكر «نعم» في الاستفتاء على التعديلات الدستورية حول تطبيق نظام رئاسي وفقاً لنتائج مؤقتة، بحسب ما أعلنه رئيس اللجنة سادي جوفن.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة «الأناضول» التركية الرسمية ذكرت في وقت سابق أنه بعد فرز كافة الأصوات في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فإن نسبة من صوتوا بـ «نعم» بلغت 51,3 في المئة، مقابل 48,7 في المئة صوتوا بلا.
وفي تطور آخر، قال مجلس الأمن القومي التركي في بيان أمس إنه قدم توصية لمجلس الوزراء بتمديد حالة الطوارئ في البلاد ثلاثة أشهر.
وسيعقد مجلس الوزراء اجتماعاً في وقت لاحق ومن المتوقع أن يعلن قراره بشأن المسألة.
من جانبها، دعت الولايات المتحدة القادة الأتراك أمس (الاثنين) إلى احترام آراء المعارضة وحرية التعبير بعد فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في الاستفتاء على توسيع صلاحياته الرئاسية.
ولم تشكك واشنطن في نتيجة الاستفتاء الذي جرى الأحد، إلا أنها أشارت إلى المخاوف التي عبّر عنها مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ودعت أنقرة إلى احترام حقوق جميع المواطنين «بغض النظر عن تصويتهم».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بالإنابة، مارك تونر إن «الديمقراطيات تكتسب القوة من احترام الآراء المختلفة خاصة بشأن المسائل الصعبة».
وأضاف أن «الولايات المتحدة تواصل دعم التطور الديمقراطي في تركيا التي يظل الالتزام بحكم القانون والإعلام الحر والمتنوع من أهم أركانها».
ويخشى معارضو أردوغان أن يؤدي فوزه في الاستفتاء إلى حكم الرجل الواحد، وتتزايد التوترات بعد فوزه في الاستفتاء الذي لم يكن كاسحاً رغم حملة القمع لإعلام المعارضة. وطعنت المعارضة في نتيجة الاستفتاء وأعرب مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن قلقهم بشأن الحملة التي سبقت الاستفتاء.
وقال تونر إن واشنطن أخذت علماً بهذه المخاوف التي اشتملت على «مخالفات في يوم الاقتراع وعدم تكافؤ الفرص خلال الحملة الانتخابية الصعبة التي جرت في ظل حكم القانون».
وأضاف أن الولايات المتحدة تتطلع إلى الحصول على تقرير المنظمة الكامل الذي قد يستغرق إعداده أسابيع عدة.
العدد 5337 - الإثنين 17 أبريل 2017م الموافق 20 رجب 1438هـ
يجب أن يقوم الجيش التركي بدوره كما فعل في التسعينات وينقذ تركيا ومستقبل تركيا من نظام الافاعي