تحفة فنية من الرسام البوهيمي جورج إيمانويل أوبيز، رسمت حوالي 1805-1825، من المقرر أن ترسخ سجلاً للفنان في المزاد العلني عند عرضها في سوذبيز لندن في 25 أبريل 2017. يقدر سعرها بمبلغ 800 ألف – 1,2 مليون جنيه استرليني، وصول رحلة المحمل الضخمة والفخمة لموسم الحج السنوي إلى واحة في طريقها لمكة. أما الأعمال الكبيرة التي نفذها أوبيز فهي نادرة، وهذه اللوحة الكبيرة التي تبلغ مساحتها 165.5 × 253 سم هي لوحة رائعة خاصة للموضوع من قبل فنان غربي، يعود تاريخها إلى الفترة التي كان فيها للسلطان العثماني سلطة عليا في الأماكن المقدسة بما فيها مكة المكرمة.
تفخر اللوحة بمكانة متميزة، بعد ضمها وشرائها في معرض فنون المستشرقين البارز، "لقاءات شرقية"، في جمعية الفنون الجميلة في لندن في عام 1978. وسوف يتصدر العمل الضخم لأوبيز أعمال مزاد سوذبيز لفن المستشرقين والذي أطلق كحدث سنوي في عام 2012، والآن في موسمه السادس. يجمع المزاد بين اللوحات وفنون النحت التي تمثل المناظر الطبيعية والناس والعادات في شمال أفريقيا ومصر والمشرق العربي والجزيرة العربية والعالم العثماني خلال القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
لودفيج ديوتش (نمساوي، 1855-1935)، موكب المحمل عبر شوارع القاهرة، (لوحة زيتية قماشية تقدر بـ 250 – 350 ألف جنيه إسترليني)
موكب المحمل عبر شوارع القاهرة هو جولة حقيقية للقوة من قبل ديوتش، سواء من حيث تعقيد الموضوع وحجم العمل الهائل. وقد سافر ديوتش بانتظام إلى القاهرة، وهذه اللوحة تستند بوضوح إلى مشاركة الفنان الشخصية في حدث عام في القاهرة الإسلامية، وهو موكب المحمل أثناء مغادرته العاصمة المصرية. مع البخور المتصاعد، والطوف بالرايات، والنار المشتعلة في النحاسيات المحمولة، والآلات الموسيقية، وتجميع وتوجيه الحشد، وأعطي ديوتش الحياة للاحتفال الرئيسي في الحياة الإسلامية.
ديفيد روبرتس (1796-1864)، أطلال المعبد الكبير في الكرنك وقت الغروب، (لوحة زيتية قماشية، تقدر بـ 300 -500 ألف جنيه إسترليني)
اشتهر ديفيد روبرتس خلال حياته بأنه أهم من وثّق آثار العالم القديم. وعرض في العام 1845 عندما كانت سمعته قد وصلت إلى الآفاق، لوحته الشهيرة أطلال المعبد الكبير في الكرنك، وهي إحدى أكبر لوحاته التي عُرضت في الأكاديمية الملكية. أنجز رسم هذه اللوحة خلال الفترة التي أعقبت عودته إلى لندن من رحلته إلى مصر وبلاد الشام في العام 1839، ويصوّر فيها البوابة الشرقية لمجمّع المعبد وبجنابها إلى اليسار البحيرة المقدسة، والمعبد العظيم لآمون إلى اليمين.
جان جوزيف بنجامين كونستانت (فرنسا 1845-1902) الحارس، (لوحة زيتية قماشية تقدر بـ 120 ألف و150 ألف جنيه إسترليني)
تستحضر لوحة "الحارس" للرسام جان جوزيف بنجامين كونستانت مجد الماضي الإسلامي الأندلسي، وتقدم مشهد من الحياة اليومية فيما يعرف بنظام الحكم الغربي في الإسلام. وكانت الأندلس والمغرب وإلى مضيق جبل طارق، وهي المناطق التي زارها جان جوزيف، المصادر الرئيسية لإلهامه. وركّزت أساسيات كونستانت الاستشراقية على تدريب أكاديمي صارم ومهارة في تقديم التشريح البشري. ويظهر الحارس في اللوحة بشكل دقيق وبارع، حيث يمكن ملاحظة بروز جميع عضلات جسمه. ويمكن ملاحظة تفاصيل عديدة مثل الزجاجة المملوكية على الحائط بتفاصيلها الدقيقة. تعرض اللوحة ضمن إطار مذهب مطرز ونقش عليه باللغة العربية عبارة (لا غالب إلا الله)، وهو شعار مملكة غرناطة وبنو نصر.
أوغين غيرارديت (فرنسي 1853 -1907)، قافلة الصحراء (لوحة زيتية على قماش، تقدر بـ 100-150 ألف جنيه إسترليني)
رؤية غيرارديت السينمائية والمستنيرة لحياة البدو الرحل حيث يصور قبيلة من البربر خلال عبورهم الصحراء، متبعين مسار واد أو نهر جاف في طريقهم لمخيمهم المقبل أو مكان به ماء، وتصور اللوحة قدر كبير من الرزانة والكرامة التي عليها رجال ونساء القبيلة المكتفيين ذاتياً، ويرعون قطيعهم خلال الترحال، كما هو الحال في ضوء الصحراء الكبرى وشدة شمسها، ينحدر غيرارديت من عائلة هوغوينت السويسرية الفنية، واستلهم حبه للسفر من أعمامه كارل وإدوارد والذين سافروا إلى مصر ورسموها، وايضاً من والده بول والذي نقش مشاهد الحرب الاستعمارية في الجزائر، بعد أوراس فيرنيه، وفي عام 1874 اتجه غيرارديت إلى المغرب ومنها سافر إلى تونس والجزائر شكلت ولع خاص له.
هرمان كورودي (إيطالي 1844-1905) قبة الصخرة، القدس (لوحة زيتية قماشية تقدر بـ 80-120 ألف جنيه إسترليني)
قبة الصخرة، وهي واحدة من أقدم الأعمال المعمارية الإسلامية القائمة، وهي ضريح إسلامي على جبل الهيكل في البلدة القديمة من القدس، ووفقا للتراث الإسلامي يعد هو المكان الذي عرج منه النبي محمد إلى السماء. تصور لوحة كورودي وجهة النظر من المسجد الأقصى القريب من الجنوب، ويظهر في مقدمته نافورة الوضوء الرئيسية، المعروفة باسم الكاس (الكأس). هنا، في شمس المساء، يظهر المصلين أثناء الوضوء، وطقوس غسل اليدين والذراعين والساقين والقدمين والوجه قبل الدخول إلى المسجد.
رودلف أرنست (نمساوي، 1854-1932)، العرَاف، القاهرة (لوحة زيتية تقدر بـ 80– 120 ألف جنيه إسترليني)
لوحة العراف، القاهرة، والتي تظهر في مزاد علني لأول مرة، واقتنيت من قبل أجداد مالكها الحالي في نيويورك ما بين 1888 و1898، وخلال إعدادها استلهم أرنست اللوحة من بوابة مسجد السلطان حسن في القاهرة، والذي يعتبر أعظم المساجد في العالم الإسلامي في القرون الوسطى، وصور فيها أرنست بوابة جانبية للمسجد، مع أبوابه الكبيرة النحاسية والمحراب المزين بمقرنصات، وعلى المدخل يجلس العراف أو المتصوف يمنح حكمته لرجل يرتدي قبعة التركية المصرية المعروفة بالطربوش، ويصطف عشرات الرجال في شمس بعد الظهر الحارقة في انتظار دورهم لنيل المباركة. وبدأ انبهار أرنست بالثقافة الإسلامية من خلال رحلاته إلى الأندلس، والإمبراطورية العثمانية ومصر في ثمانينات القرن التاسع عشر، وتعكس لوحاته مهارته كفنان بالإضافة إلى سعة علمه بثقافات البلاد التي زارها. ولوحات أرنست شديدة الدقة والتي تم العمل عليها من الرسومات والصور ودعائم التصوير والأزياء التي جلبها معه من رحلاته إلى باريس، والاقتصاص المقرب في هذا العمل وخاصة المنظر على يمين الصورة، يعود فضله بشكل واضح على التصوير، ويمنحها لمحة خاطفة عن الحياة اليومية.
أوغين بوغنيس (فرنسي 1842-1891)، لوحة الذكر (لوحة زيتية قماشية تقدر بـ 80 ألف و120 ألف جنيه إسترليني).
تعتبر جلسات الذكر شكل من أشكال التفاني وترتبط بشكل أساسي بالصوفية، حيث يتم يسترسل المتعبدون في التكرار الإيقاعي لاسم الله أو صفاته، وفي كثير من الأحيان بمرافقة الموسيقى. يصور بوغنيس هذه الجلسة الصوفية بقدر كبير من التفصيل، فتضم مجموعة من الرجال يجلسون بشكل نصف دائري على حصير من القش في فناء المسجد، ويمارسون الذكر بقيادة شيخ صوفي وبمشاركة الناي والدف.
ألفونس ميليتش (نمساوي 1863-1929)، لوحة بائع السجاد (لوحة زيتية قماشية تقدر بـ 60 ألف و80 ألف جنيه إسترليني)
قدمت لوحات ميليتش الفاخرة عن أسواق وبازارات ومقاهي القاهرة للجمهور المعاصر وجهة نظر غريبة وصادقة لحياة الشارع المصري. يظهر في اللوحة ثلاثة تجّار يقفون أمام مسجد في حي حارة اليهود في المدينة، ويظهر خلفهم شعار الهلال والنجوم على ألواح خشبية، ويتفاوض التجّار على شراء مجموعة من السجاد المغربي. وأبرز الفنان على الجانب الأيسر من اللوحة قرب المدخل لوحة حريرية مزخرفة من أوزبكستان تحمل زخارف هندسية منمقة وأرضية زرقاء وإطار بني داكن. سافر ميليتش النمساوي المولد أول مرة إلى مصر في العام 1889، وعاود زيارتها في عدة مناسبات إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى. وتؤكد دقة تصويره للمشهد في لوحة بائع السجاد على فهمه الحساس للثقافة التي يصورها.