دفعت الأحداث التي شهدتها أورلاندو وسان برناردينو وباريس، الخبراء إلى فهم الإشارات التي تسبق أي عمل إرهابي، من خلال تتبع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها "تنظيم داعش". وتوصل الفيزيائي في جامعة ميامي نيل جونسون، إلى معادلة من شأنها أن تفسر نشاط المتعاطفين مع داعش، بعد أن أسس فريقا لإنشاء نموذج رياضي بهدف دراسة وتدقيق تأييد الإرهاب الفوضوي عبر الإنترنت.
بعد حدوث مآسي أورلاندو وسان برناردينو وباريس، برزت حاجة ملحة لفهم الإشارات التي تسبق أي عمل إرهابي، من خلال تتبع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الدواعش بكثرة، مما جعل خبراء الإرهاب من المسؤولين الحكوميين وعلماء الفيزياء يكثفون محاولاتهم للبحث عن أي مُشاركات أو رسائل في تويتر من شأنها أن توضح نوعية دوافعهم.
وفي هذا الصدد، توصل الفيزيائي في جامعة ميامي نيل جونسون، إلى مُعادلة من شأنها أن تُفسر نشاط المُتعاطفين مع داعش عبر الإنترنت، الذين ربما يُسهمون في هذه الأعمال الإرهابية التي قد تحدث في المستقبل. ويقود جونسون، منذ أشهر عدة، فريقاً أسسه لإنشاء نموذج رياضي بهدف دراسة وتدقيق تأييد الإرهاب الفوضوي عبر الإنترنت.
التطرف عبر الإنترنت
في الدراسة التي نشرت أول من أمس، في مجلة جورنال ساينس، بحث جونسون وبعض زملائه في جامعة ميامي عن المُشاركات المؤيدة لداعش يوميا، وذلك خلال الفترة من مُنتصف عام 2014 وحتى أُغسطس 2015، مُركزين على قطع الرؤوس وعمليات الإرهاب الدموية في عدة لغات على موقع فكونتاكتي، وهو موقع تواصل اجتماعي روسي شبيه بالفيسبوك.
وقال جونسون إن الهدف هنا هو "علم كمّي مُناسب للتطرف عبر الإنترنت لاستبدال طريقة سرد الأسباب المُستخدمة حاليا".
وأكد خبراء الإرهاب المهتمين بالتواصل عبر الإنترنت، أن هذا البحث الجديد مدّهم بمعلومات مُفيدة، لافتين في الوقت ذاته إلى أنه يصعب جداً توقع تصرفات المجموعات الإرهابية، موضحين أنهم ما زالوا بحاجة إلى معلومات أكثر، وخصوصاً لإثبات مدى صحة التوقعات المُستنتجة من المُعادلة التي وضعها الفريق.
المجموعات الذكية
بدلاً من التركيز على مجموعات التواصل الاجتماعية الكبيرة التي تُحاول أن تتبع ملايين المُستخدمين الأفراد، فإن الباحثين ركزوا على الصغار منها، المجموعات الذكية، لأنها تعكس ولادة أي نشاط جديد، وإذا تم مُتابعتها فإنه يمكن أن تُشير إلى مكان حدوث هذا النشاط.
ورغم أن التتبع وحده لن يمنع من الأفعال الفردية مثل هجوم أورلاندو وسان برناردينو، فإن من الممكن أن يُساعد على تحدد مواعيد نضوج هذه الأفعال الإرهابية، وفقا لفريق البحث.
ويرى جونسون وزملاؤه أن تتبع الإرهابيين على وسائل التواصل الاجتماعي لا بد أن يكون مثل تتبع أي شيء في الطبيعة، ، مؤكدين أن "نمط التحولات يحدث كسربٍ من الطيور أو مجموعة من السمك، والأسماك لا تتفق على نمط اجتماعها أو مكان تنقلها".
يشار إلى أن الباحثين الذين يتحدثون باللغة العربية والصينية والفرنسية والألمانية والروسية والإسبانية، قاموا بتحليل نشاط حدث على موقع فكونتاكتي، بسبب أن مناقشات داعش كانت محجوبة على فيس بوك حينئذ. وبسبب تنوع مستخدمي فكونتاكي البالغ عددهم 350 فردا، ومنهم أعضاء من الشيشان الذين يستهدفون "داعش"، فإن الباحثين تتبعوا هذه المجموعات واكتشفوا وجود تشابهات واختلافات للأنشطة عبر الإنترنت التي تدعم الدواعش.
الله يلعن داعش ومن اسس ومول داعش