تصاعدت في الفترة الأخيرة حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بصورةٍ متسارعةٍ ومخيفةٍ، حتى كأنك تشاهد فيلم رعب.
هذا التصعيد يثبت أن الوضع العالمي وضع هش، وملغّم، وقابل للاشتعال، خصوصاً حين يوجد قادة متهوّرون ومستعدون لافتعال المشاكل والصدام في أية لحظة.
المفارقة أن الصدام الذي يلوح في الأفق، بين دولةٍ مغلقة من بقايا الحقبة الشيوعية القديمة، يحكمها شابٌ لا يتجاوز الثلاثين ورث الحكم عن أبيه عن جدّه؛ وبين دولةٍ أوجعت رأس العالم بالحديث 24 ساعةً عن القيم الديمقراطية، منذ سبعين عاماً، ولكنها كانت تتصرف دائماً كدولة استعمارية من ورثة الامبراطوريات الغابرة، البريطانية والفرنسية، والبلجيكية والبرتغالية.
البداية كانت مع إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بالتعامل مع كوريا الشمالية إذا تطلب الأمر، متجاوزاً الصين. وكان رد الفعل مباشراً بإعلان رئيسها الشاب كيم جونغ يون الإشراف على مناورةٍ للوحدات الخاصة.
بعدها أرسلت واشنطن وحدة بحرية ضاربة مكونة من حاملة الطائرات «كارل فينسن» ترافقها ثلاث سفن قاذفة للصواريخ، يوم السبت قبل الماضي. وهي خطوة قابلتها كوريا الشمالية بالإعلان عن جاهزيتها للحرب!
يوم السبت الماضي، وفي الذكرى الـ105 لمولد مؤسس الدولة، كيم إيل سونغ، جد الرئيس الحالي، استعرضت كوريا قواتها في استعراض عسكري ضخم، كشفت فيه عن صواريخ جديدة. وظهر زعيمها بين قادة عسكريين وهو يراقب مناورة عسكرية منتشياً ضاحكاً، وقال: «يبدو أن للرصاص عيوناً»، كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية. في المقابل نقلت «إذاعة صوت أميركا» عن مسئولين أميركيين لم تسمّهم، أن «كوريا الشمالية وضعت على ما يبدو قنبلة نووية في نفق»!
ما يحدث الآن هو أول دليلٍ على صحة حسابات الرئيس السابق باراك أوباما وتوقعاته، بانتقال محور الصراع الدولي من الشرق الأوسط إلى شرق آسيا، ويكون مركزه الصين، أحد أكبر قطبين منافسين للقوة الأميركية في القرن الجديد.
مع كل تصعيد في التهديدات الأميركية كانت يأتي الرد الكوري فورياً، فبعد إرسال حاملة الطائرات، تحدّث ترامب عن إرسال أسطول يشمل غواصات إلى شبه الجزيرة الكورية. وهي خطوة اعتبرها الجيش الكوري تهديداً، فتوعّد بتدمير الولايات المتحدة «بلا رحمة»، في حال قرّرت مهاجمة بلاده. بل إن الرجل الثاني في النظام قال: «نحن مستعدون للردّ على حرب شاملة بحرب شاملة، وللرد على أيّ هجوم نووي بهجوم نووي على طريقتنا».
الأميركيون لمحوا إلى إمكانية قيامهم باغتيال الرئيس الكوري، وقابلته كوريا بإعلان الاستنفار، ودعوة 600 ألف من سكان العاصمة للنزوح منها تحسباً لخطوة قادمة، فسّرها الكثيرون باحتمال ضربة نووية. وهي تراهن بإيقاع أكبر حجم من الخسائر في صفوف القوات الأميركية وضرب قواعدها العسكرية المنتشرة في المنطقة، من اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية، وصولاً إلى الفلبين واستراليا.
هذه المنطقة كانت حتى عهد قريب مثلاً يضرب في استقرار أغلب دولها وتفرغ شعوبها للعمل ومضاعفة الإنتاج، فتحوّلت فجأةً إلى وضع متفجر، حيث يمارس ترامب وعدوه أون لعبة حافة الهاوية. وهي لعبةٌ خطرة، أكثر الأطراف ابتهاجاً بها الروس والصينيون، حيث يرون خصمهم الأكبر يتورّط في مزيد من المغامرات، ويرتكب المزيد من الحماقات.
لا أحد يتمنى الحروب وسفك دماء الشعوب في أية بقعة من العالم، فكلنا بشر من لحم ودم، لكننا في هذه المنطقة من العالم، التي اكتوت بحروب مازال يشتعل أوارها، كان للأميركيين الدور الأكبر في تأجيجها لعقود، نتمنّى أن يكون هذا النطاح فرصةً لإشغال الأميركيين وفكّ قبضتهم عن عنق دول وشعوب الشرق الأوسط.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5336 - الأحد 16 أبريل 2017م الموافق 19 رجب 1438هـ
تبا لكم كنتم تمجد ون أوباما والن انقلبتم على اعقابكم .الرجال قال رأيه فاصابتكم لوثه من ذلك بس لأن ترامب ضرب حبيبكم بشار.انتم وين وأمريكا وين .
كلُ ذي نعمةٍ محسود!
لا ينطبق هذا المثل العربي في يومنا هذا كما ينطبق أمريكا ... فلا أحد يُشتم ويُسب كما تُشتم وتُسب أمريكا!
هناك ظاهرة ليست بغريبة لقدمها، هي ظاهرة التطبيل لكل غوغائي سب أو شتم او تحدى أمريكا، هذه الظاهرة كانت منتشرة في معاشر الشيوعية (أفراخ حلف وارسو)، ثم انتقلت إلى القوميين العرب (الناصريين ونكهاتهم المختلفة من البعثية)، ثم أخذ اللواء الإسلاميين أيضا بنكهاتهم المختلفة (الصنف الإيراني منهم و الصنف الإخونجي منهم)... أمريكا من عالي لأعلى وأعداؤها في الحضيض!
ما ورثنا من امريكا الا القتل وتدمير بلداننا. انزر من العراق وسوريا واليمن وليبيا وحتى مصر. هذا امريكا التي يدافع عنها المغفلون.
المخ ضارب يبين. ما دخل الحسد. الموضوع سياسي يناقش سياسات امريكا وتهور رئيسها وانت تتكلم عن الحسد. من اي كهف طالع:
ما باقي الا تقول: لا اله الا امريكا.
امريكا انهزمت في العراق وافغانستان وانت تقدس عظمتها.
أمريكا مرت عليها هذه الأشكال كثيراً، ولكن إذا جدَّ الجِّد فإنها تعصف بهم كما تعصف الريح بالأكواخ الخاوية. نصيحة لا تختبروا صبر أمريكا فللصبر حدود كما قالت أم كُلثوم.
شكرا للرئيس الشاب اكل ترامب تبن وخلاه يتأدب ويسكت.
انا بصراحة اتمناها حرب وتدور احداثها بأن تصل كل الصواريخ الفتاكة و النووية الكورية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسلام وتضرب كل مصالحها في الداخل والخارج وتشغلها بنغسها عن تدمير العالم .
أبو خدود فرخ الصين قبل أن يستطيع لمس شعرة من طفل في أمريكاسيكون هو وبلاده أطلالاً تذروها الرياح، أمريكا لم تعجزها اليابان الإمبراطورية و لا ألمانيا النازية، تطبيلكم لكل غوغائي أرعن لا ينبع إلا من حسدكم لأمريكا وعظمتها.
هم مب ضد امريكا بل هم ضد ترامب لانه ما يلاعب إيران فى مخططاتها الإرهابية ما شفناهم أيام أوباما تكلمو ضد امريكا و دفاع عن أبو خدود لأنه حليف إيران لأن اثنينهم دول الشر
ترامب حتى لو حارب كوريا أو الجن سيجعل العرب يدفعون الفاتورة
فعلا
لعبةٌ خطرة، أكثر الأطراف ابتهاجاً بها الروس والصينيون، مستانسين حدهم
حيث يرون خصمهم الأكبر يتورّط في مزيد من المغامرات، ويرتكب المزيد من الحماقات.
لو تصير ترى حتى فاتوة هالحرب بياخذها ترامب من دولنا
تحويل الرد
هذا تعليقي جاء بالخطأ صوب السيد، سو له transfer لهاني الفردان ، تسلم حبيبي.
Not True
ما عليك من هذا الكلام يا هاني ، الأرقام المميزة وزعت قبل مزادهم المزعوم وهذا الفتات فقط !!! مشكلتكم سريعي الذوبان (قصدي سريعي التصديق! )
اشرب حليب وايد علشان تذهب مفعول الشي اللي شربته
الجنون لا يرده الا الجنون
والحديد لا يفله الا الحدبد
أمريكا مهما بالغت في اظهار عضلاتها على الدول الغير عربية والإسلامية فهي تعي جيدا ماقد تواجهه من قوة مضادة لهجومها على تلك الدول.ولكنها تعلم علم اليقين بأنها مهما تعمقت في حرق منطقتنا العربية والإسلامية فالرد لن يكون موجودا الا ماندر من قبل محور بات معروفا بالمقاومة لاغير
ههههههههههههههه الله يشفيك
لا سيد هذه أمنية كبيرة لن تتحقق قريباً
فترامب عاقد العزم علي تأديب إيران وقطع أذرعها الارهابية في المنطقة مهما كلف الأمر .
زمن يحكمه المجانين
صدقت من إيران الي العراق الي سوريا الي روسيا ومنها الي أمريكا مروراً بكوريا الشمالية
إلى تركيا اردوغان وأصدقاءه المتحالفين معه اسرائيل وغيرها
قول آمين