شارك آلاف من المسيحيين في احتفالات عيد الفصح اليوم الأحد (16 أبريل/ نيسان 2017) في كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وهذا أول فصح منذ إعادة افتتاح "قبر المسيح"، بحسب الاناجيل، امام الزوار الشهر الماضي. وبلغت تكاليف ترميمه 3.7 ملايين دولار.
وقام خبراء يونانيون بترميم القبر الذي تضرر على إثر نشوب حريق في المكان، ليكشفوا لونه الأصلي الاصفر المائل إلى الأحمر. تحتفل الكنائس التي تتبع التقويمين الشرقي والغربي بالفصح في وقت واحد كل فترة زمنية معينة.
وبدأت القداديس منذ صباح الاحد في الكنائس التي تتشارك إدارة كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وتدير كنيسة القيامة ست جهات هي: الروم الارثوذكس ورهبنة الفرنسيسكان والارمن الارثوذكس والاقباط الارثوذكس والاثيوبيون الارثوذكس والسريان الارثوذكس. وتتسلم كل كنيسة من هذه الكنائس قسما محددا داخل كنيسة القيامة.
وكان المسيحيون يمثلون أكثر من 18في المئة من سكان الاراضي المقدسة في العام 1948 إلا أنهم باتوا اليوم اقل من 2 في المئة غالبيتهم من الارثوذكس.
وتدفق "المؤمنون" من مختلف الطوائف إلى زيارة المكان. بينما قام حجاج من العديد من أماكن عدة حول العالم بوضع هواتفهم وحتى قطع من القماش والملابس للمس موقع القبر.
وتعتبر كنيسة القيامة التي دشنتها الملكة هيلانة والدة الامبراطور الروماني قسطنطين الكبير العام 335 ميلادية، من أقدس الاماكن بالنسبة للمسيحيين.
ويؤكد مايكل حنا (64 عاما) القبطي من أصول مصرية والمقيم في استراليا منذ العام 1980، "هذا أمر رائع. لا يمكنكم تخيل شعور تلمس الاماكن التي لمسها المسيح. لا يمكنني وصف الشعور". وأعرب حنا ايضا عن اسفه على مصير الاقباط في مصر بعد الاعتداءين على كنيستين في أحد الشعانين اسفرا عن 45 قتيلا وعشرات الجرحى.
وقام الشاب تين نغين (24 عاما) وهو فيتنامي يعمل في مركز زراعة جنوب إسرائيل، بتسجيل القداس باستخدام هاتفه المحمول لإرساله لأصدقائه في بلاده.
من جهته، أعرب وجيه نسيبة (67 عاما) وهو من العائلتين المسلمتين اللتين تحتفظان تقليديا بمفتاح الكنيسة عن خيبة امله لقلة عدد الزوار هذا العام.
والقى نسيبة باللوم على الظروف الاقتصادية الصعبة بالإضافة إلى الأوضاع في الشرق الاوسط، حيث يعاني المسيحيون من تهديدات خصوصاً في العراق وسورية. واضاف "نأمل ان يكون هناك سلام العام المقبل وان يتقبل الجميع الاخر".
وتقع الكنيسة في الشطر الشرقي من القدس الذي تحتله إسرائيل منذ العام 1967.
وبحسب التقليد المسيحي فان جثمان المسيح وضع في مكان محفور في الصخر بعد أن صلبه الرومان في العام 30 او 33 ميلادية.
ويؤمن المسيحيون بحسب الاناجيل بان المسيح قام من الموت، وان نسوة قدمن لدهن جثمانه بالزيت بعد ثلاثة ايام على دفنه وجدن القبر خاليا.