لقد كتبت مقالتي هذه لما رأيته لدينا من عادات وثقافات يشيب لها الرأس، ويقشعر منها البدن، لذا أقول "عمار يا البحرين في الستينات والسبعينات ".
يا سبحان الله تبدلت الأحوال وتحولت الثقافات وبت تشاهد مواقف يومية ممن حولك تشمئز منها، فبينما تنتظر في سيارتك عند الاشارة الضوئية تجد من هو أمامك يفتح باب سيارته، بدم بارد، ويلقي بقمامته المتراكمة في السيارة لتتطاير في الهواء وتتناثر في الشارع وتتساقط على الأرض. وهناك من يفتح نافذة السيارة ويلقي بعلبة محارم الورق وزجاجات المشروبات الغازية من خارج سيارته لتتلقفها إطارات السيارات الخلفية وتدوسها .
كل ذلك يحدث وبشكل يومي لا رادع له، ونحن الذين نناشد بالنظافة ليل نهار في كل أمورنا الحياتية، النظافة المنطلقة من مباديء ديننا الحنيف.
ما شجعني لكتابة هذا المقال هو سفري إلى اليابان، ومن لم يسافر إلى اليابان لابد له من السفر إلى هذا البلد العجيب، وهذه نصيحة من القلب إلى القلب والقلوب شواهد.
تلك السفرة جعلتني أصحو من نوم عميق، وأتساءل هل نحن بإمكاننا أن نعلــو ونزدهــر ونتفــوق ؟ كيف إلى ذلك سبيل ؟ ومعايير التقدم والرقي لدينا معدومة بالكامل.
ففي الوقت الذي تنازلنا فيه عن ثقافتنا وضربنا بها عرض الحائط، كان اليابانيون قد تمسكوا بها منذ زمن بعيد وحافظوا عليها وعبروا عنها أخلاقا وأمانة وصدقا .
لذا فإنني أقول " عمار يا البحرين في الستينات والسبعينات " .
تجد في اليابان الثقافة والأخلاق قد تعانقتا مع حب الخير والإخلاص، فشعارهم المرفوع " هذا الشارع شارعي، وهذا الشاطىء شاطئي، وهذا المنتزه منتزهي وهذه المحطة محطتي"، شعار غاية في الروعة، فهم يعملون من أجل نظافة وتطوير بلدهم المتطور، يكدحون ليل نهار ولا يكلون أبداً .
في اليابان لم أر أي قصاصة ورق مرمية على الأرض على رغم قلة سلة المهملات في شوارعها ، فإن كنت تحمل في يدك ورقة من أوراق المحارم، وجب عليك حملها ساعات وساعات لتجد لها حاوية قمامة أو سلة مهملات تضعها فيها .
في الجانب الآخر تجد لدينا العجب، ففي أزقة مدن البحرين العتيدة تتراكم الزبالة في شوارعها وبشكل كبير لتكوّن معلما من معالمها، على رغم وجود الحاويات، ولكن بسبب كسل المواطن وعدم تكليف نفسه المشي أربعة أمتارأو خمسة للوصول إليها فإنك تجد تلك الحاويات فارغة ؟!
لقد كنت وزوجتي بعد مرور أسبوع واحد على إقامتنا في اليابان، ننتظر قطارنا المتجه إلى مدينة كويوتو في إحدى محطات القطارات ، عندما لفت نظري وباستغراب شديد وجود قطعة صغيرة من الورق مرمية على الأرض ، فأشرت بإصبعي لكي تنظر زوجتي إليها، وإذا هي ثوان كالبرق ومع وصول أحد القطارات ووقوفه، فإذا بالأبواب تفتح ويخرج من غرفة القيادة سائق القطار بزيه الرائع وكأنه قبطان أضخم الطائرات، وأمام مرآى الجميع يرى قصاصة الورق فينحني بجسمه ويلتقطها، ويضعها في جيبه العلوي ويواصل سيره، فأي ثقافة إبداعية أممية يحمل شعارها هؤلاء القوم ؟ ! فعامل النظافة في اليابان يسمى ( مهندسا صحيا )، إنها تربية منذ الصغر على الأخلاق الحميدة والنظافة الرفيعة .
لذلك فأنا أقول "عمار يا البحرين في السبعينات والثمانينات" ، ظاهرة أعظم انتشرت في شوارع البحرين الحبيبة، وهي عدم الالتزام بخط السير المروري، ثقافة لم نرها في الستينات ولا في السبعينات ولا حتى في الثمانينات، بل وجدناها في ما بعد .. فترة التسعينات ومابعدها، كنا في الماضي ونحن صغار نتغنى بأبيات الشعر لأحمد شوقي " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا "، هل نحن فعلا اضمحللنا واندثرنا وأصبحنا نكرة في الوجود ؟!! فهناك من لا صبر له على النظام، فيتعدى بسيارته على عشرون سيارة واقفة أمامه ليأتي من الخط الثاني ويدخل بكل تفاخر واعتزاز بالنفس على خط اليسار لكي يصل إلى نقطة دخول المجمع أو السوق أو غيره، والأغرب من هذا والأعجب أن هناك من يركن سيارته في الشارع ويقف أمام مطعم أو كفتيريا لمدة طويلة ليطلب وجبته، بينما خلفه عدد كبير من السيارات الواقفة في انتظار أن يحرك السائق سيارته !
أيــن نحن من مزرعة بنـاء القيـم ( المنزل )؟ أين الجيل الجديد من الشباب منها ؟
لهذا ومن اليوم لنبدأ بالتدريس يا وزارة التربية والتعليم، وبالاعلام يا وزارة الاعلام، وبالتثقيف يا هيئة الثقافة، وبالقراءة يا رؤساء تحريرالصحف والمجلات، وفي المنازل يا أمهات وآباء، وهبوا جميعا لنربـي جيلا يحمل المسئولية ويحتفظ بروحها للقضاء على هذه الظاهرة الخطيــرة التي تفشــت في مجتمعنــا، ولنكن أناســا نملــك المبادرة ونرفع شعــار" كــل مرفــق من مرافــق مملكــة البحرين هــو ملكــي وأقــوم بالمحافظـــة عليـــه ".
فوزي عبدالعزيز عاشير
عجبني جدا موضوعك.. وانا اتفق معك.. يجب علينا ان نغير من ثقافتنا.. ولا يجب أن نكون سلبيين و نضع العقبات و الصعوبات.. و يجب على الانسان ان يبدأ بنفسه و لا ينتظر تزكية من اللأخرين.
و الله ساعات غصبا عليك الشارع وزحمة السيد تطلعك من الخط و تضطر تدخل يسار او تعطل السيد المتجه يمين
خنكون واقعيين شوي. احنا وياك يالاخ الكريم ونطمح ولكن مايصير نطالع فوق والاساس خربان من أساس! هذي يبي ليها نقلة نوعية في الاخلاق والتوعية وبعديين يصير خير
اليابان عاد.....!!!!!!
رحم الله امرءً عرف قدر نفسه، خلنا ننافس إللي على گدنا أول تالي ننافس الكبار، للأسف احنا إللي دينا يأمرنا بالنظافة وهم إللي يلتزمون، عجايب
تفوقتم على اليابان في المعرفة مفتاح التقدم الأول ، و هو تحقيق نسب نجاح خيالية في كل المستويات ، و خاصة في نسب الثانوية العامة بما يفوق 97% ، فلا عجب أن تفوقوهم في ما عدا ذلك .... بل إن اليابان تريد أن تستنسخ تجربتكم .
انافس اليابان اكيد تحلم
كل ما نروح ساحل او حديقة شفنا الوصخ مرمي في كل مكان
درسة في مدرسة السنابس الإبتدائية للبنات، عندما نصل إلى بوابة المدرسة تستقبلنا معلمة غالية ،كانت تعممل تمارين باليدين وتدب فينا الحماس،
في الفسحة كانت معلمة زكية و عدد من المعلمات لا تستحظرني الذاكرة لتذكر أسمائهن تدور من أجل تنظيف الساحة بمساعدة وتربية الجيل على النظافة
ليس مجبرين ولكن متعة العمل والتعاون من الجميع يجعل المكان راق ونظيف
سلام من القلب لمدرسة كنت وما زلت أكن لها كل الشوق والإحترام "معلمة الرياضيات حميدة" مدرسة زينب الإعدادية للبنات ومعلمة نرجس مدرسة جدحف الثانيو للبنات
كلام رائع و نستشعر جداً ما تحكيه في كل مكان .. ولكنك مُغرق في التفاؤل .. فهذه الأمور غالباً تكون فطرية ولا تحتاج الا لتوجيه بسيط، فضلا عن ان يجب ان تكون ثقافة عامة وليس الا تعليمات.
كنا من أحسن الناس في هالسوالف ، بس من أتو الجنسيات الأخري وسطنا صرنا نتطبع بطبعهم .