مجتمعنا في أمس الحاجة إلى الكثير من برامج الترفيه التي تساهم في تخفيف الضغوط النفسية على الأفراد، وتعزّز من حركة التواصل الاجتماعي واللقاءات المتبادلة. طوال فترة إجازة الربيع أقيمت في مختلف مدن المملكة العربية السعودية العشرات من المهرجانات الشعبية ذات الطابع التراثي والترفيهي، واستطاعت أن تستقطب مئات الآلاف من الزوار بين مواطنين ومقيمين. الأبرز فيها أنها جميعها تستقطب طاقات شبابية من المتطوعين من أبناء وبنات المجتمع، وتساهم في توجيههم نحو خدمة مجتمعهم وتنمي بذلك قدراتهم وكفاءاتهم.
زرت بعض المهرجانات خلال هذه الإجازة، كان من أبرزها مهرجان الوفاء بمدينة سيهات بمحافظة القطيف في نسخته التاسعة، والذي تشرف عليه جمعية سيهات الخيرية للخدمات الاجتماعية. هذا المهرجان يعتبر نموذجاً للفاعلية والشراكة المجتمعية، ومجمعاً لاحتواء واستقطاب الشباب والشابات وتوجيههم في اتجاهات بناءة وفاعلة، وخاصة مع التنسيق القائم بين إدارة المهرجان ومؤسسات متخصصة في إدارة وتنظيم وتقييم العمل التطوعي والمتطوعين على مستوى المملكة.
مختلف الأركان يديرها ويشرف عليها الشباب والشابات بكل ما لديهم من حماس ورغبة في العمل والعطاء دون مقابل، فالكل يبدي رغبته في تقديم ما لديه من معرفة ليشاركك بها، والبعض بذل من ماله الخاص كي ينظم ركناً معيناً يخدم الزائرين. تنوعت الأركان بين التثقيف الصحي والرياضي والخيمة التراثية وخيمة خاصة بالأطفال والعروض السينمائية، والنشاط الثقافي وغيرها الكثير. ومن خلال متابعاتي، فإن معظم المهرجانات التراثية تواجه بعض المصاعب في التنظيم تسبب لها الإرباك والضعف أحياناً، من بينها تأخر صدور الموافقات على مواعيد إقامتها ونوعية أنشطتها. وكذلك ضعف التنظيم الإداري والمالي أحياناً، الذي يؤدي إلى مصاعب في تسديد الالتزامات المترتبة عليها، وغياب وسائل الإعلام كالقنوات التلفزيونية عن تغطية فعالياتها.
المهرجانات التراثية من أهم قنوات الترفيه العائلي المنسجم مع طبيعة المجتمع وثقافته وتراثه، وبالتالي فإن التفاعل معها يأتي طبيعياً، خاصة مع توجهها لإحياء الموروث الشعبي وإعطائه حلة حديثة. ومن هنا فإن تفعيلها والاهتمام بإنجاحها وتسهيل إجراءات إقامتها سيساهم بكل تأكيد في توسيع رقعة الترفيه وخاصة مع التوجهات الجديدة التي تدعم ذلك.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"العدد 5334 - الجمعة 14 أبريل 2017م الموافق 17 رجب 1438هـ