اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلةٍ مع وكالة «فرانس برس» أمس الخميس (13 أبريل/ نيسان 2017) في دمشق، دول الغرب والولايات المتحدة «بفبركة كل القصة»، في إشارة إلى الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون، تمهيداً لشن ضربة أميركية ضد جيشه.
وأكد الأسد أن نظامه لم يعد يملك أي أسلحة كيماوية منذ تدمير الترسانة السورية في العام 2013.
هذا، وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا أمس على دعم تحقيق لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في الهجوم بأسلحة كيماوية الذي وقع في سورية الأسبوع الماضي.
وأضافت المصادر أن أردوغان أكد أثناء محادثة هاتفية مع بوتين أن استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة ضد الإنسانية.
وعوداً على بدء، ففي مقابلة في مكتبه في وسط دمشق، هي الأولى بعد الهجوم الكيماوي الذي اتهمت واشنطن قواته بتنفيذه في خان شيخون في إدلب والضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في حمص، قال الأسد «بالنسبة لنا الأمر مفبرك مئة في المئة».
وأضاف «انطباعنا هو أن الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة كل هذه القصة كي يكون لديهم ذريعة لشن الهجوم».
واعتبر الأسد أن «المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة» في إشارة إلى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر مع فصائل إسلامية ومقاتلة على كافة محافظة إدلب.
وأوضح أن «هناك الكثير من مقاطع الفيديو المزورة الآن (...) نحن لا نعرف ما إذا كان أولئك الأطفال القتلى قد قتلوا في خان شيخون، بل إننا لا نعرف ما إذا كانوا أمواتاً في الأساس.
وسأل الأسد «إذا كان هناك هجوم، فمن الذي قام به؟»، نافياً أي علاقة لقواته بالهجوم، مؤكداً أنه «لم يصدر أي أمر بشن أي هجوم».
وقال «لا نمتلك أي أسلحة كيماوية» مضيفاً «في العام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا (...) وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنا لنستخدمها».
وقال الأسد «بحثنا مع الروس خلال الأيام القليلة الماضية بعد الضربة إننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهاً».
وأضاف «يمكننا أن نسمح بأي تحقيق فقط عندما يكون غير منحاز وعندما نتأكد أن دولاً محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية».
ورغم التصعيد الأميركي غير المسبوق ضد قواته، قلل الأسد من تداعيات الضربة الأميركية. وقال «منذ الضربة، لم نتوقف عن مهاجمة الإرهابيين في سائر أنحاء سورية» مؤكداً أن «قوتنا النارية وقدرتنا على مهاجمة الإرهابيين لم تتأثر بهذه الضربة».
وقال الأسد إن «الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل إلى أي حل سياسي»، مضيفاً «يريدون استخدام العملية كمظلة للإرهابيين».
هذا، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله لنظيره السوري وليد المعلم في موسكو أمس إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على أن الضربات الجوية الأميركية على سورية ينبغي ألا تتكرر. وقال إن ذلك «تم التوصل إليه» خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو الأربعاء.
كما صرح لافروف أمس بأن روسيا لن تدعم أية محاولات لتمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الحكومة السورية دون دليل دامغ أو تحقيق في الحادث الذي وقع في خان شيخون مؤخراً.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس أن المعلومات عن وقوع هجوم كيماوي في الرابع من أبريل في خان شيخون هي «ذات صدقية» بحسب التقييم الأولي الذي أجراه خبراء المنظمة.
وذكر الوفد البريطاني لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن عينات أخذت من موقع الهجوم المزعوم أثبتت وجود غاز السارين.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي في بيان أذيع تلفزيونياً «نعتقد أن من المرجح بشدة أن الهجوم نفذه نظام الأسد... وبعيداً عن أي شيء آخر نعتقد أن النظام وحده هو الذي لديه القدرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم».
من جانبٍ آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس أن ضربة جوية للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» بقيادة أميركا قتلت بطريق الخطأ 18 مقاتلاً من قوات سورية الديمقراطية.
وجرى توجيه الضربة بصورة خاطئة الثلثاء جنوب مدينة الطبقة. وقد طلبت «قوات مشاركة» في القتال ضد داعش في سورية توجيهها، وحددت موقع الهدف مشيرة إلى أنه موقع قتالي لـ «داعش».
وذكر البيان أن الهدف كان موقعاً قتالياً متقدماً لقوات سورية الديمقراطية. وأعرب البيان عن «أحر التعازي» لأفراد قوات سورية الديمقراطية وعائلاتهم.
وأضاف البيان أن قوات سورية الديمقراطية «أعربت عن رغبتها القوية في استمرار تركيزها على الحرب على داعش، رغم الحادث المفجع».
وأكدت قوات سورية الديمقراطية حدوث الضربة الجوية. وقالت: «قبل يومين وخلال سير المعارك التي تهدف إلى عزل مدينة الرقة وتحريرها، وقع حادث أليم نتيجة لخطأ»، دون أن تذكر أي تفاصيل.
وأضاف البيان أن الحادث أسفر عن مقتل وإصابة عدد من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية. وتابع البيان: «تجري القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي تحقيقاً في الحادث لمعرفة الأسباب، والظروف التي أدت إلى وقوع الحادث ومنع تكراره في المستقبل».
إلى ذلك، نفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» أمس تقريراً للجيش السوري ذكر أنه نفذ ضربة جوية أصابت مستودعاً للمواد السامة يخص التنظيم ما أسقط مئات القتلى.
وكان بيان للجيش السوري أوردته وسائل الإعلام الرسمية ذكر أن الحادث المزعوم يؤكد «امتلاك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيماً داعش وجبهة النصرة للأسلحة الكيماوية وقدرتها في الحصول عليها ونقلها وتخزينها واستخدامها بمساعدة دول معروفة في المنطقة».
ورداً على بيان الجيش السوري أمس، قال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يشن أي ضربات جوية بالمنطقة المذكورة في ذلك الوقت.
العدد 5333 - الخميس 13 أبريل 2017م الموافق 16 رجب 1438هـ