اختتمت اليوم الخميس (13 أبريل/ نيسان 2017) فعاليات مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالميّ، والذي أقيم برعاية كريمة من ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وبتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وقدمت خلال اليوم الأخير ست محاضرات تناولت الآثار الإسلامية في الأناضول، وشبه الجزيرة الإيبيرية، وأثيوبيا والقرن الأفريقي، والسودان، وشرق وغرب أفريقيا. قدمها عدد من المحاضرين العالميين منهم: تيموثي إينسول، آندرو بيكوك، خوسيه كارفاخال، إنتصار صغيرون الزين، ستيفاني جونز، توم فيتون، وآن هاور.
وتطرق آندرو بيكوك في محاضرته إلى الآثار الإسلامية في الأناضول، حيث تناولت محاضرته انتشار المواقع الأثرية الكلاسيكية وتلك التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتركيز الباحثين على هذه العصور عن غيرها، فيما لم يتم التركيز على الآثار الإسلامية إلا في الآونة الأخيرة، حيث جاءت أولى التحقيقات التي تمت بشكل منهجي على بعض المواقع الإسلامية في إطار أعمال الدراسات الأثرية الإنقاذية التي رافقت إنشاء السدود في جنوب شرق الأناضول في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.
ولفت في محاضرته إلى بعض أعمال التنقيب والمسح في الموقع الإسلامي الأثري الأبرز في تركيا وهي مدينة حصن كيفا المدمرة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر إلى الخامس عشر والتي يهددها حالياً خطر الغمر الكامل. كما تطرق إلى الآثار العثمانية في الأناضول، والتي تضم عمارة عسكرية ومدنية ودينية وآثار مادية لا تزال باقية.
من جانبه تطرق خوسيه كارفاخال في محاضرته إلى الآثار الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الأندلس كما عرفت لاحقاً. حيث استمر العهد الأندلسي نحو 800 سنة ولا تزال آثاره الثقافية ملموسة إلى يومنا هذا. إذ كانت نقطة البداية لتلك الفترة كانت في العام 711 مع فتح المسلمين لشبه الجزيرة الأيبيرية وانتهت بحدثين رئيسييين، أولهما سقوط غرناطة من قبل القشتاليين، ثم طرد الموريسكيين، أحفاد المسلمين.
وكما قدم تيموثي إينسول محاضرة عن الآثار الإسلامية في أثيوبيا والقرن الأفريقي، وذلك لأن تلك الآثار لم تُبحث وتُستكشف كما يجب، ما يعدّ إغفالاً مهماً في ظل الروابط التي سجّلها التاريخ بين المجتمع الإسلامي الناشئ ومملكة أكسوم (الحبشة).
واستعرضت المحاضرة الآثار الموجودة في الصومال، حيث تشير إلى انتشار الإسلام في منطقة المرتفعات الشرقية، والمشاركة الفاعلة في شبكات التجارة في البحر الأحمر والمحيط الهندي من قبل المدن الحجرية المهجورة في سهل الصومال. بالإضافة إلى مدينة هَرَر، مدينة الأولياء والعلماء المسلمين الواقعة في المرتفعات الشرقية، وذلك من خلال تقييم الآثار الكائنة في المواقع المحيطة بها، لاسيما موقع Harlaa الذي كان مركزاً تجارياً هاما.
هذا وقدمت إنتصار صغيرون الزين محاضرة بعنوان "الآثار الإسلامية في السودان" بما ينعكس من خلال الفنون والهندسة المعمارية، وذلك عبر الإسلام الأصولي والصوفي ومدارسهما. هذا وتعمل الدكتورة انتصار صغيرون الزين أستاذاً في قسم علم الآثار بجامعة الخرطوم وهي أيضاً المدير الميداني مساعد والمدير المشارك لبعض مشاريع قسم الآثار ومدير مشروع مدينة الخندق.
فيما قدم كل من ستيفاني جونز وتوم فيتون محاضرة عن "الآثار الإسلامية في ساحل شرق إفريقيا"، خصوصاً في الصومال وموزمبيق، حيث اشتهرت الموانئ التجارية، وبنيت فيها المساجد والمقابر من قبل السكان الأصليين والمهاجرين العرب خلال القرنين السادس والسابع للميلاد.
وذكرا أنه شيد أولى مساجد زنجبار والساحل الشمالي لكينيا في القرن الثامن الميلادي ومن المحتمل أنها شيدت من قبل التجار الوافدين إلى المنطقة، لكن سلسلة التغيرات الاجتماعية والمعمارية الآثارية التي حدثت في المدن السواحلية أثناء القرون التالية تشير إلى انتشار الإسلام على نطاق واسع، الأمر الذي أسهم في تأسيس تقليد حضري فريد من نوعه.
وفي محاضرة الآثار الإسلامية في غرب أفريقيا التي قدمتها آن هاور، تم تناول الآثار الإسلامية الممتدة من جنوب الصحراء الكبرى إلى الساحل الأطلسي ومن السنغال إلى بحيرة تشاد. كما تطرقت إلى المستوطنات التي سكنتها المجتمعات الإسلامية من 900 ميلادية حتى القرن التاسع عشر ميلادي.