شهد سوق الضيافة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي انقسامًا متساويًا بين نمو وتراجع مؤشرات الأداء الرئيسية في فبراير 2017 بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، حيث سجلت نصف أسواق دول المجلس ارتفاعاً في متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة، وهذه الأسواق هي الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر؛ فيما سجل النصف الآخر في أسواق المملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عُمان تباطؤًا في الأداء. ومن بين مُدن دول مجلس التعاون التي شملتها الدراسة، سجلت الفنادق الموجودة ضمن المدينة في دبي أعلى معدلات إشغال بنسبة بلغت 89.1%، فيما سجلت الفنادق الشاطئية في دبي أعلى متوسط إيرادات للغرفة بواقع 399 دولار أميركي. وفي دولة الإمارات أيضاً، شهدت مدينة أبوظبي أعلى ارتفاع في متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة مقارنة مع شهر فبراير 2016.
وسجل سوق الضيافة في أبوظبي ارتفاعاً في جميع مؤشرات الأداء الرئيسية في فبراير 2017. وخلال الشهر الماضي، ارتفع متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بنسبة 21.7% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ويرجع ذلك بسبب رئيسي إلى ارتفاع متوسط السعر اليومي من 139 دولار أميركي في فبراير 2016 إلى 163 دولار أميركي في فبراير 2017، إلى جانب ارتفاع متوسط معدل الإشغال بنسبة 3.1% في فبراير 2017 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي فبراير 2017، شهد سوق الضيافة في دبي زيادة في متوسط معدل الإشغال بنسبة 4.0% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وقد تكون الزيادة في معدلات الإشغال نتيجة لإقامة العديد من الفعاليات والمعارض خلال شهر فبراير، بما فيها مهرجان طيران الإمارات دبي لموسيقى الجاز، ومعرض الخليج للأغذية (جلفود)، ومعرض عروس دبي.
وبالمثل، سجل سوق الضيافة في الكويت نمواً بنسبة 8.0% في معدلات الإشغال، حيث ارتفع من 46.6% في فبراير 2016 إلى 54.6% في فبراير 2017، مما أدى إلى ارتفاع في متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة من 119 دولار أميركي في فبراير 2016 إلى 122 دولار أميركي في فبراير 2017. ويمكن إرجاع النمو في معدلات الإشغال إلى احتفالات مهرجان "هلا فبراير"، التي شملت فعاليات مهرجات تسوق وحفلات مختلفة.
وخلال الشهر الماضي، تمكنت الدوحة من المحافظة على أدائها على مستوى متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة عند 138 دولار أميركي. وعلى الرغم من أن الفنادق قد شهدت انخفاضاً في متوسط السعر اليومي من 207 دولار أميركي في فبراير 2016 إلى 189 دولار أميركي في فبراير 2017، فقد نجحت في رفع معدلات الإشغال بنسبة 6.4% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. ويمكن القول بأن انعقاد معرض الدوحة للمجوهرات والساعات الذي يستقطب زواراً من مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان له دور في تشجيع هذا النمو.
وفي المملكة العربية السعودية، شهدت سوق الضيافة في الرياض وجدة تراجعاً في متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بنسبة 26.0% و24.4% على التوالي مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. ويمكن أن يُعزى الانخفاض في أداء الفنادق في المدينتين إلى تراجع أعداد المؤتمرات والمعارض بسبب خفض الإنفاق ضمن شركات القطاعين العام والخاص.
كما سجل سوق الضيافة في مسقط انخفاضاً في إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة من 167 دولار أميركي في فبراير 2016 إلى 147 دولار أميركي في فبراير 2017، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض متوسط السعر اليومي بنسبة 19.7% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. ومع ذلك، ارتفعت معدلات الإشغال بنسبة 7.8% لترتفع إلى 87.0% في فبراير 2017 مقارنة مع 79.2% في فبراير 2016.
ومن المتوقع أن تواصل سوق الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسجيل أداء أدنى من المعتاد، بالرغم من أن بعض المدن سجلت تحسناً طفيفاً بسبب انعقاد المعارض والفعاليات والمهرجانات السنوية، التي تُقام عادةً خلال الربع الأول من العام".