أكثر ما أثار استغرابي في الحوادث الجماهيرية بالمباراة النهائية الثانية على لقب دوري زين البحرين لكرة السلة وما تبعها على وسائل التواصل الاجتماعي كان التفنن في مداواة الغير بدل مداواة النفس.

ففي وسط الأحداث المؤسفة كانت فئة من الجماهير والإداريين في الجانبيين تسعى لتهدئة جماهير الفريق المنافس وهو ما يزيد من افتزازها بدل تهدئتها.

إذ إن المفترض أن تحاول هذه الفئة تهدئة جماهيرها أولاً ومنعها من الخروج عن النص بدل البحث عن الجماهير المنافسة لممارسة دور التهدئة عليها.

كل جمهور ومن ينظمه يجب أن يبدأ بنفسه ويترك الجمهور المنافس، فالأولى إيجاد العلاج لنفسك بدل وصف العلاج للآخرين.

هذه التصرفات باعتقادي زادت من سخونة الوضع بدل تهدئته فلا داعي للذهاب لجماهير المنافس لطلب الهدوء منها في الوقت الذي جماهير فريقك تقوم بالفعل نفسه.

الأمر المستغرب الآخر أيضاً هو تحميل كل جمهور للجمهور الآخر مسئولية الأحداث، وكأن القصة فقط في من أطلق الشرارة، متناسين أن كل فعل غير أخلاقي ومتهور هو منفصل بذاته مهما كانت المبررات التي سبقته.

والأجدى من إنزال الفيديوهات والصور التي تنقل جزءاً من الأحداث وتحاول تحميل المنافس المسئولية، الأجدى من كل ذلك اعتراف كل جهة بنصيبها من الخطأ ومحاولة منع تكراره لأنه يسيء للجميع.

أن نستمر في البحث عن الحوادث السابقة وتبيان خطأ المنافس لن يجدي في حل المشاكل برياضتنا الجماهيرية التي تمثل الجماهير فيها أكبر متعة رياضية، ولابد من الحفاظ على هذا الجمهور بروح رياضية عالية وبتعلم تقبل المنافس مهما كان وتقبل النتيجة مهما كانت، لأن الرياضة تقرب ولا تبعد.

الأمر الأخير المهم يجب ألا يتم تبرير أي فعل خاطئ بحوادث سابقة مماثلة أو بكونه ردة فعل، لأن كل فعل خاطئ هو فعل في حد ذاته مهما كانت الاستفزازات أو الأخطاء التي سبقته، لأن الخطأ لا يبرر بالخطأ، والأجدى أن يقدم كل جمهور أحسن ما لديه وليس أسوأ ما لديه.

تصريح رئيس رابطة المحرق سعد محبوب بعد نهاية اللقاء مثل قمة ما نصبو إليه عندما قال: «أن يخرج الجميع سالماً من الملعب أهم من أي لقب رياضي، وأفضل أن يخسر فريقي المحرق اللقب على أن يصاب أحد من جماهير المنامة».

هذا ما يجب أن نعززه ونؤكد عليه ونبحث عنه وليس سياسة التبرير والبحث في الماضي أو الهروب من مواجهة الحقيقة.