السلمانية ـ جامعة الخليج العربي
أجمع المشاركون في «يوم ريادة الأعمال» الذي نظمته جامعة الخليج العربي بالتعاون مع المركز العربي الدولي لريادة الإعمال والاستثمار التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» على أن عنصر الابتكار بات هو المحرك الرئيس للمشاريع الريادية المعاصرة، ومن دونه لا يمكن أن يتحقق لها النماء والانتشار.
وأكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد بن عبدالرحمن العوهلي خلال افتتاحه فعاليات يوم ريادة الأعمال أن الابتكار هو مصدر القوة المحركة للدول المتقدمة، وأصبح يتصدر قائمة القضايا الرئيسية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أولت الابتكار أهمية بالغة في رسم الاستراتيجيات المستقبلية حتى العام 2030، في ضوء ما تمليه رؤى التجديد والابداع والابتكار، معتبراً الابتكار «عنصر التمايز بين الدول الأكثر تنافسيةً وازدهاراً».
واستشهد العوهلي بتجربة الصين الرائدة في التنمية والمرتكزة على الابتكار في كل المجالات وهو ما جعلها من أكثر الدول تنافسية واستقلالية على المستوى الاقتصادي عالمياً، مُعزياً نمو اقتصادها إلى الاعتماد الكلي على الابتكار، مرحباً في الوقت ذاته بالشراكة مع «اليونيدو»، وبالمبادرات التي يمكن أن تنطلق من الجامعة لتخدم القضايا الاستراتيجية في دول الخليج وتسهم في إيجاد حلول مبتكرة للقضايا الصحية والبيئية والتعليمية، لطالما عملت الجامعة طوال العقود الماضية على تعزيز ونشر ثقافة الابتكار من خلال برامجها الاكاديمية الريادية.
وأكد أن الجامعة سيكون لها دور قيادي في مجال الابتكار في المستقبل القريب لكونها صرح علمي غني بالعقول العلمية القادرة على تزويد المجتمع الخليجي بمشاريع وأبحاث واختراعات واكتشافات وتقنيات مبتكرة. وأشار على حرص الجامعة على بناء شراكات استراتيجية على كافة الأصعدة من أجل تعزيز الابتكار، مستشهداً بنجاح شراكات الجامعة الدولية مع أهم المنظمات الدولية والمؤسسات والجامعات على مستوى العالم من أمثال جامعة «إيسك» الفرنسية وجامعة بوسطن، وSPI الدوائية، و»ديلافوريت»، وغيرها من المنظمات.
من جانبه، بيّن رئيس قسم ادارة التقنية والابتكار بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي عودة الجيوسي أهمية توفير ملايين الوظائف للشباب بحلول العام 2030، داعيا الشباب إلى البحث عن تخصصات ومجالات عمل ريادية وابتكارية لرفد خطط التنمية وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية، مشيراً إلى سعي الجامعة لتأسيس مركز للابتكار وريادة الأعمال بالتعاون مع «اليونيدو»، موضحاً أنه لا يمكن للقطاع الحكومي توفير وظائف لكافة الخريجين، لذا تعتبر ريادة الأعمال الوسيلة الأنجع للتصدي للبطالة في أوساط الشباب حديثي التخرج، موضحا أن الابتكار في طرق التعليم وانماط العمل المستقبلية في ظل العولمة وثورة المعلومات يمثل مرتكزاً أساسياً لزيادة الإنتاجية وتحقيق التنافسية وتوليد فرص عمل جديدة تتعدى السوق المحلية إلى السوق العالمية.
ومن جانبه، استعرض رئيس برنامج ترويج الاستثمار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» هاشم حسين جهود الأمم المتحدة التي أدرجت برنامج رواد الأعمال كأداة مهمة للتنمية، مشيداً بتجربة مملكة البحرين الرائدة في مجال ريادة الأعمال، واصفاً أيها بأنها «تمثل نموذجاً فريداً للريادة». وقال ان نتائج دراسة حديثة شملت أربعة دول هي البحرين ولبنان ومصر والأردن أكدت نجاح النموذج البحريني في ريادة الأعمال على المستوى العربي؛ وهذا يعود إلى الاعتماد على الابداع والابتكار والتجديد في نماذج الأعمال الريادية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، لافتاً إلى أن جهود جذب الاستثمار الخارجي تكللت بالنجاح طوال الفترة الماضية بالمقارنة مع استقطاب الاستثمار المحلي، وهو ما دعانا لدراسة المعوقات والإشكالات التي تحول دون توأمة رواد الأعمال في المنطقة.
ولفت إلى حاجة الشباب إلى فرص عمل تتضاعف بشكل لافت، مرجحا حاجة الوطن العربي إلى حوالي 150 مليون وظيفة مع حلول العام 2030، جازماً إن تلك الوظائف لا يمكن لها أن تتوفر بمعزل عن ريادة الاعمال المبدعة والمبتكرة، داعيا في الوقت ذاته إلى التجديد في هيكلية المناهج الاكاديمية لإنشاء جيل واعد يبدع في توليد الأفكار الريادية، مشيداً بتبني جامعة الخليج العربي لتخصص الابتكار على مستوى درجة الماجستير والدكتوراه كتخصص محوري يرفد سوق العمل، إلى جانب سلسلة التخصصات الفريدة التي تطرحها الجامعة منذ أنشاءها.
بعدها عرض رواد الأعمال قصص نجاحهم وتفاصيل تجاربهم الريادية التي بدأوها بحلم، ثم تحولت إلى مشاريع تجارية ذات عوائد مجزية بفضل دعم وتوجيهات «اليونيدو»، إذ تم استعراض قصة نجاح الدكتورة أمل الجودر في مجال الاستثمار الصحي، وسيدة الأعمال هدي جناحي في مجال النقل والشحن ، وفواز البنمحمد في مجال الاستثمار في التدريب الرياضي، ثم استعرضت فريال ناس جهود جمعية سيدة الأعمال البحرينية في دعم المشاريع الريادية وتطوير بيئة الأعمال، بعدها أوردت رائدة الأعمال نهلة المحمود تجربتها في مجال تنسيق الزهور وبيع الحلويات، فيما عرض خليفة المناعي تجربته في مجال التدريب عن بعد وتقنيات التعليم.
وفي السياق، استعرضت الهام الوطني من وزارة التجارة والصناعة الخدمات التي يقدمها مركز البحرين للمستثمرين، وتحدثت عن جهود تشجيع الاستثمارات الصغيرة لتنمية الاقتصاد الوطني والتسهيلات التي تقدم لرواد الأعمال داخل البحرين وخارجها، فيما استعرض مدير مركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة يوسف مفيز دور بنك البحرين للتنمية في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مبيناً شروط الحصول على تمويل المشاريع الصغيرة، وطرق تقدير المخاطر ودراسات الجدوى.
العدد 5331 - الثلثاء 11 أبريل 2017م الموافق 14 رجب 1438هـ