العدد 2496 - الإثنين 06 يوليو 2009م الموافق 13 رجب 1430هـ

أما آن للأميركان أن يفرجوا عن أسرانا

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

الرئيس الأميركي السابق -سيئ الذكر- بوش كان «بلطجيا» -كما يقول إخواننا المصريون- بكل معنى الكلمة، إنسان لا يهمه القانون، ولا العرف الدولي، ولا قواعد حقوق الإنسان، ولا الشرائع الدولية، ولا أي شيء آخر، يفعل ما يمليه عليه عقله المريض، ثم يبرر أفعاله الشنيعة، لا يهمه من اقتنع بها أم من لم يقتنع.

في عمده السيئ أسر عددا من أبناء المسلمين، بعضهم كان يقيم في أميركا بشكل نظامي، وبعضهم استدرجه ثم خطفه، ثم وضعه خلف القضبان ظلما وعدوانا!!

لا أريد أن أتحدث عن خطفه لبلاد بأكملها مثل العراق وأفغانستان وقتله لعشرات الآلاف من أبنائها، وتشريد الملايين، فهذا ما فعله، وهذا ما تشدق به، وهذا ما ادعى أنه من أهم إنجازاته!!

ولا أريد أن أتحدث عن سجونه الرهيبة في العراق، وغوانتنامو، والسجون السرية الأخرى هنا وهناك، هذه السجون التي فاقت سجون «الباشيل» الرهيبة التي كنا نقرأ عنها صغارا، ونعجب مما يجري فيها، ونظنه من نسج الخيال حتى جاء هذا الـ«بوش» ففعل أفعالا تفوق كثيرا ما كان يفعله الفرنسيون في الباشيل الرهيب!!

ولا أريد أن أتحدث عن مساجينه الذين كان يرسلهم لهذا البلد أو ذاك لكي يتم تعذيبهم ومن ثم إعادتهم له لكي يواصل مسيرته التعذيبية معهم حتى يحصل منهم على كل ما يريده هو وزبانيته!! أقول: كل ذلك حصل، وحصل أشنع منه بكثير، ولكن أن يخطف البعض، وأن يلفق تهما لمن لا يقبل أن يكون جاسوسا له، وأن يلفق تهما لأشخاص أبرياء -عمدا- ويلقي بهم في سجونه حتى الموت ولا يهم لهم بمحاكمة عادلة فهذا ما يصعب تصديقه، وهذا ما يجب على الرئيس الحالي «أوباما» أن يصححه وبسرعة؟ هذا إذا كان ما يقوله عن رغبته في تحسين صورة أميركا حقا.

أول هؤلاء المظلومين السيد «حميدان التركي» الشاب السعودي الذي يمتلئ علما ودينا وأخلاقا، والذي كاد يحصل على «الدكتوراه» ثم يعود لوطنه يؤدي دوره الفعال فيه.

طلبوا من السيد «حميدان» أن يعمل جاسوسا عندهم، وعندما رفض ذلك وجهوا له تهمة بذيئة، التحرش الجنسي بخادمته، وأحالوه لمحكمة ظالمة حكمت عليه بالسجن ثمانية وعشرون عاما، وادعوا -كذبا- أن هذا الحكم يتطابق مع قوانينهم!!

هذه القوانين لم تحكم بمثل هذا الحكم ولا أقل منه بكثير على الذين اغتصبوا العراقيات، ولا على الذين قتلوا العشرات في العراق أو أفغانستان، بل إن الغالبية العظمى منهم لم يحالوا إلى المحكمة أصلا... ولا أدري كيف تجاهلوا قوانينهم، ولا كيف طبقوها -اعتباطا- على المخالفين لهم فقط.

الأميركان وبتعاون الألمان خطفوا الشيخ محمد المؤيد ورفيقه «اليمنيان» وكل تهمهم في ذلك أن هذا الشيخ الجليل يساعد «حماس» وهي في عرفهم العقيم منظمة إرهابية!!

عذب الشيخ، وبقي في السجن ولايزال، وكأن خطفه وتزييف التهم له قضية أخلاقية أو قانونية!!

السيد «مفيد عبدالقادر» الأخ غير الشقيق للسيد خالد مشعل لم يسلم من الانتهاكات الشديدة التي كانت تمارس على سواه.ز4

تهمة السيد «مفيد عبدالقادر» أنه كان يجمع تبرعات لـ»حماس»، وأنه كان يمول الإرهاب، ومع أن هذه التهمة -وهي ليست تهمة- لم تثبت عليه إلا أنه حكم عليه بالسجن عشرون عاما!!

الأميركان يعرفون أن «حماس» ليست منظمة إرهابية، وأنها تدافع عن مقدساتها بحق ولكنهم يتجاهلون كل ذلك في الوقت الذي يدفعون فيه مئات الملايين للصهاينة الإرهابيين حقا، ويتحدثون عنها بكل إعجاب بما يفعلون!!

السيد «غان العشي» رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأرض المقدسة سابقا كان -هو الآخر- ضحية الأحكام الجائرة التي كان الأميركان يقومون بها بكل فجاجة، خمسة وستون عاما يجب أن يقضيها في السجن مع آخرين من أمثاله لأنهم -حسب الأميركان- أرسلوا مساعدات لـ»حماس»!! ومع أن المحامين أثبتوا كذب هذه الأقاويل، وأن المساعدات كانت تجمع بشكل نظامي وأنها كانت ترسل لفقراء فلسطين بشكل عام إلا أن المحكمة الظالمة أيدت على أن يقضي هؤلاء بقية أعمارهم في سجون أميركا.

وسؤالي الآن: هل يقوم السيد «أوباما» بإصلاح ما أفسده سلفه؟ هل يستطيع أن يفرج عن هؤلاء الأسرى!!

أجزم أن السعوديين جميعا، ومثلهم اليمنيين، يكونون في غاية السعادة إذا أطلق سراح أسراهم.

وأجزم أن الفلسطينيين جميعا، ومثلهم جميع المسلمين سيكون سعداء إذا تم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

هل يفعلها أوباما ويكسب سمعة بلاده، أم يصمت ويحكم عليه التاريخ كما حكم على سلفه... لا أدري!!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2496 - الإثنين 06 يوليو 2009م الموافق 13 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً