العدد 5333 - الخميس 13 أبريل 2017م الموافق 16 رجب 1438هـ

(رسالة مواطن)... كيف تجد "مؤذن الأمس" حينما يعتلي ويصدح صوته بالأذان وما بين "مؤذن اليوم" الذي بات عمله مدخلاً للترزق بالأموال؟

المؤذن.. أيام زمان كان ذو هيبة ووقار وسداد وقد يكون منزلته في نظر المأمومون بعد إمام الجماعة ترتيباً في الخلق الرفيع والأمانة والنزاهة، وقد يكون أيضاً هو الذي يقوم بمهام وواجبات القيَم، وقد يقدمه المأمومون لصلاة الجماعة في حال تغيب إمام الجماعة لنزاهته وطهارة قلبه، واطمئنان الناس إليه، أو لأنه انسان تقي ورع لا يكذب في قول، ولا في فعل، وأمين على خلق الله وأسرارهم، خصوصاً أيام زمان حيث يعتلي المأذنة العالية وقت أذان الظهيرة والفجر، فيكشف بيوتات الحي والتي أغلبها من طابق آنذاك، وأغلبهم ينامون فوق السطوح، وليس في غرف مهيأة كما هو اليوم، ويطلع على أسرارهم وما يتركه المأمومون من مقتنيات كالهواتف والساعات والمصوغات كالخواتم وما شابه ذلك، فتراه يحتفظ بهم أو يسلمهم لإمام الجماعة بارئاً ذمته، وكان الناس تلجئ إليه في قضاء حوائجهم وتسيير أمورهم، كشاهد حق في عقود الزواج، وحل النزاعات ذات البين، أو أحياناً يستعان به كشاهد في الاستهلال أي رؤية هلال شهر رمضان وبقية الشهور، خصوصاً حينما يكون قادراً على القراءة والكتابة إلى الحد الذي تساعده امكاناته في الحياة، اليوم كما نشاهد أن وظيفة المأذن أو القَيم تصدروا لها شبان أو ذو أعمار فوق الثلاثين واتخذوها وظيفة لهم، إن ما يهمنا في الدرجة الأولى هي الأمانة وحسن الخلق وطهارة القلب واللسان، وهي التي كانت من كنوز أجدادنا وآبائنا السابقين، والذين يتمتعون بها طيلة حياتهم التي قضوها، أما ان يأتي شاب ويمسك مسئولية جامع أو مسجد وهو متقاعس حتى عن الآذان، ويتركه لغيره أو تخلو صفاته من تلك الأخلاق فتراه أمام المأمومون إمام، وفي الخارج بذاءة لسان مع أهله ومع الناس كما يقال "لسانه بريء منه" فوضوي السلوك ، وقد يكون غير أمين ولا صادقاً في قول ولا فعل!                                                                      

أحبتي القراء.. في رسالة مواطن هذه أطالب من الشباب الذين تصدروا أو مسكوا وظيفة المؤذن أو القيَم أن ينهجوا من سلوك رسول البشرية محمد (ص)، حينما يقترب وقت الأذان كان يقول لبلال وليس  "ارحنا يا بلال"  ..اليوم نحن لا نطالب من المؤذن أن يكون سلوكه وأخلاقه كبلال ،لكن لن أقبل أن يكون القيم والمأذن متسكعاً في الطرقات ومدمن على السهر والطرب!

مهدي خليل





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:40 ص

      أحسنت! هذا النوع من المؤذنين يعكس النفاق والرياء لدى البعض في مجتمعنا المريض

    • زائر 4 | 3:54 ص

      الأذان إشعار لقدوم وقت الصلاة وليس للإزعاج وكثير من المؤذنين يصيبون الناس بالإزعاج من أصواتهم الغير مناسبة والأفضل إن تعذر إيجاد مؤذن شجي الصوات أن يستعان بصوت مسجل من قبل ولا ارى مشكلة في الأمر .

    • زائر 2 | 11:50 م

      احسنت الموضوع ونشكرك لهذا الطرح… المؤذن يجب ان يحظى بصوت مقبول وعربية صحيحة بعض الشئ حتى يتقبله الناس والمصلين اثناء ادائه للاذان

اقرأ ايضاً