العدد 5333 - الخميس 13 أبريل 2017م الموافق 16 رجب 1438هـ

حرب بين شركات تصنيع السيارات على تقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون

تستعر حرب لتقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في قطاع السيارات بما يشمل تحسين نوعية المحركات وابتكار حلول جديدة مراعية للبيئة، وذلك مع اقتراب المهل القانونية وعقب فضائح شهدها القطاع اخيرا.
ويسعى منظمو معرض جنيف للسيارات، إلى الترويج للسيارات التي تصدر انبعاثات تقل عن 95 غراما من ثاني اكسيد الكربون للكيلومتر، وهو مستوى الانبعاثات الذي يجب على السيارات الاوروبية بلوغه في المعدل مطلع العام 2021 في مقابل 130 غراما في 2015.
وفي حال لم ينجح المصنعون في بلوغ مستوى 95 غراما هذا، وهو ما يوازي استهلاكا لـ 4.1 لترات من الوقود او 3.6 لترات من الديزل لكل مئة كيلومتر، سيتعين عليهم دفع 95 يورو لكل غرام اضافي من ثاني اكسيد الكربون ما سينعكس غرامات محتملة بعشرات ملايين الدولارات.
وقد شكلت فضيحة "فولكسفاغن" بشأن التلاعب بالمحركات لتغيير مستويات انبعاثات ثاني اكسيد الكربون مؤشرا الى تشديد في اليات التوأمة الاوروبية لكن ايضا لتراجع مبيعات سيارات الديزل "بشكل اسرع طبعا مما كان يعتقد المصنعون"، على ما اكد نائب رئيس شركة "فوريسيا" لتجهيزات السيارات المكلف شؤون استراتيجيات التكنولوجيا لوكالة فرانس برس.
وأشار الى ان "سيارة ديزل تصدر انبعاثات لثاني اكسيد الكربون بنسبة اقل بحوالى 15 في المئة في الكيلومتر. ومع بيع كميات اقل بـ 30 في المئة من سيارات الديزل، فإن ذلك يعني تسجيل معدل عام للانبعاثات الاضافية يبلغ 5 في المئة".
ولفت مدير مرصد "سيتيليم" لقطاع السيارات فلافيان نوفي الى ان "كل غرام يتم توفيره من ثاني اكسيد الكربون يعني استثمار مبالغ مالية طائلة" وهو امر يرتدي "صعوبة متزايدة".
وأكد المدير العام لمجموعة "موفيو" الفرنسية المتخصصة في مكافحة الاحتكار في قطاع السيارات مارك شاليه أن "الحلول باتت باهظة اكثر فأكثر"، مضيفا "ثمة بعد تنافسي حقيقي مع منافسة محتدمة".
وتسجل النفقات على البحوث والتطوير في القطاع ازديادا كبيرا. وكشف ريمي كورنوبير من مجموعة "ايه تي كيرني" أن اكثر من 50 في المئة من النفقات على هذا الصعيد "مفروضة بموجب المعايير" المرعية في القطاع.

مبادرات مبتكرة

غير ان المدير العام لشركة "بلاستيك اومنيوم" للتجهيزات لوران بوريل يؤكد أن "ثمة الكثير من الانبعاثات الواجب البحث عنها من خلال الالكترونيات والمعدات والتصميم والتحريك الهوائي".
التفاؤل عينه يسجل لدى غيوم دوفوشيل مدير الابتكار والبحث العلمي في شركة "فاليو" لتجهيزات السيارات التي رفعت اخيرا اهدافها خصوصا بفعل نجاح منتجاتها الرامية الى تقليص الانبعاثات. وهو يقول لوكالة فرانس برس "مصادر الربح لا تنتهي نظريا".
وتعمل "فاليو" على غرار شركات اخرى على تطوير منتجات هجينة عبر ضواغط هواء كهربائية تساعد على تفادي الاستخدام الكبير للمحركات الحرارية خارج الظروف التشغيلية القصوى كما الحال في حالات الازدحام المروري او خلال مرحلة تسريع القيادة.
وتعمل شركة "فوريسيا" من ناحيتها منذ عشر سنوات على تقليص حجم المقاعد ولوحات التحكم في السيارة من خلال تحسين هندسة القطع وطرق تلحيمها او عبر استخدام معدات مبتكرة مثل المركبات التي تسعى الشركة جاهدة الى تقليص ثمنها.
ويؤكد اخصائيون في القطاع ان التحدي يكمن في معرفة هل الزبائن مستعدون لدفع اموال اكثر في مقابل تقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.






التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً