من يتأمل في الحوادث الساخنة التي مرت بها الرياضة البحرينية خلال الموسم المنتهي، نجد أن هناك اتحادات رياضية قدمت موسما لم يحالفه النجاح أو التوفيق، دفعت ضرائب فشله بعض الأندية الرياضية وجماهيره. فالموسم الرياضي لألعاب كرة القدم والسلة واليد خرج عن المألوف على رغم أنه يمثل السنة الأولى بعد الانتخابات الرسمية التي تقام كل أربع سنوات. وكان أسوأ المواسم قاطبة، الموسم الكروي الجاري، إذ كان الأطول (بدأ في أغسطس/ آب 2008 بمشاركة البسيتين والمحرق في البطولات الآسيوية، ويكاد أن ينتهي قبيل شهر أغسطس 2009). وهو أمر يعرفه كل من يعمل في الرياضة سواء مدربا أو مشرعا بأنه لا يجوز، ويدل على ضعف في التنفيذ ولن أقول في التخطيط، فالموسم الجاري لم يدم بصورة مستمرة شهرا واحدا، وخصوصا لو علمنا أن عدد أسابيع البطولة (18) موزعة على 56 أسبوعا في العام الواحد. وهذه السقطة لم تحدث في لعبة كرة القدم فقط بل تكررت - أيضا في كرة السلة!
والضريبة باهظة الثمن لم تدفعها بعض الأندية فحسب، بل كانت لها انعكاسات سلبية - أيضا - على مسابقات ألعاب كرة القدم والسلة واليد، وكانت سببا رئيسيا في بعثرت الأوراق الفنية للكثير من الفرق، كما استفادت منها بعض الأندية ووصلت إلى مراكز متقدمة على حساب فرق أخرى.
والأمر الغريب أن من تسبب في لخبطة هذه الأمور وجعلت الأندية وجماهيره تدفع الضرائب هم أعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية المنتخبين من قبلهم، بعد أن وجدت فيهم خير معين يعينها على عملها المضني في الأندية، إلا أن لسان حال المثل الشعبي القائل «جيبتك يا عبد المعين تعيني...» يكاد ينطبق عليها. لذلك - وهو ما أتمناه - أن تكون لكل الاتحادات الرياضية والأندية وقفة مع النفس، تتأمل حال ما وصلت إليه أوضاع الرياضة من تدهور بسبب عدم تعاون الطرفين مع بعضهما بعضا في حل جميع المشكلات التي تواجهها وخصوصا أن كلا الطرفين يعلمان بأنهما يركبان سفينة واحدة تمخر في بحر عاصف، متغير وسريع، وأن باقي السفن المنافسة تسعى جاهدة إلى التقدم عليها!
لذلك أطالب بفتح القلوب في صفحة جديدة بعيدا عما حدث في الموسم المنتهي، وأن تتعامل الأندية والاتحادات الرياضية كفريق واحد يكمل بعضه بعضا، بعيدا عن التصريحات الساخنة التي تحاول بعض الأقلام منها صب الزيت على النار من أجل الإثارة والفبركة الصحافية!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2496 - الإثنين 06 يوليو 2009م الموافق 13 رجب 1430هـ