عندما تنطلق منافسات دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يتجدد الصدام بين حامل اللقب ريال مدريد الإسباني وبطل ألمانيا بايرن ميونخ، كما يلتقي برشلونة الإسباني يوفنتوس الإيطالي الذي سبق وأن اصطدم به في نهائي البطولة العام 2015.
وتقام منافسات جولة الذهاب غدا الثلثاء، إذ يستضيف يوفنتوس فريق برشلونة ويلتقي بوروسيا دورتموند الألماني الفائز باللقب العام 1997 مع ضيفه موناكو الفرنسي المتوج بالبطولة العام 2004، وبعد غد الأربعاء، حيث يحل الريال ضيفا على بايرن ميونخ ويستضيف أتلتيكو مدريد الإسباني فريق ليستر سيتي الإنجليزي.
ويتطلع ريال مدريد إلى التقدم خطوة جديدة نحو تحقيق إنجاز غير مسبوق، حيث أنه في حالة التتويج سيكون أول فريق يحافظ على لقب دوري الأبطال منذ انطلاقها بالمسمى الحالي، لكنه يواجه عقبة صعبة تتمثل في بايرن ميونخ الذي يدربه المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي كان قد قاد الريال للتتويج بدوري الأبطال العام 2014.
وكان الريال قد فاز بلقب دوري الأبطال في 2014 و2016، على حساب جاره أتلتيكو مدريد.
ويخوض ريال مدريد، الذي تعادل مع أتلتيكو في ديربي مدريد 1/ 1 أمس الأول السبت، المواجهة رقم 23 له أمام بايرن على مستوى المنافسات الأوروبية.
وربما يكتسب الفريق الملكي الإسباني ثقة هائلة من ذكريات زيارته الأخيرة لملعب "أليانز أرينا" في ميونخ في البطولة الأوروبية، إذ تغلب الريال تحت قيادة أنشيلوتي على بايرن تحت قيادة جوسيب غوارديولا 4/ صفر في إياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال عالام 2014، قبل أن يواصل مشواره حينذاك نحو اعتلاء منصة التتويج.
ولكن بايرن حقق بعدها رقما قياسيا بتحقيق 16 انتصارا متتاليا على ملعبه في البطولة الأوروبية، كان آخرها أمام أرسنال الإنجليزي 5/ 1 في دور الستة عشر من النسخة الحالية.
ويتطلع أنشيلوتي إلى التتويج بلقب البطولة الأوروبية للمرة الثالثة، مع فرق مختلفة، إذ سبق له قيادة ميلان الإيطالي والريال للقب الأوروبي، وربما يعلق أمال على الدفعة المعنوية الهائلة التي اكتسبها البايرن بفوزه على غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند 4/ 1 أمس الأول السبت ضمن منافسات البوندسليغا.
وقال أنشيلوتي في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا): "سيكون إنجازا من نوع خاص أن أفوز بالبطولة مجددا، خاصة مع هذا النادي" مشيرا إلى أن الفريق كان قد اقترب بشكل كبير من اللقب في الأعوام الأخيرة، وهذا ما يحفزه أكثر للتتويج معه هذا الموسم.
وقال النجم الهولندي آريين روبن جناح بايرن ميونخ، والذي كان يلعب مع زميله الحالي لاعب خط الوسط تشابي الونسو في ريال مدريد: "علينا منذ البداية أن نحرم المنافس من أي فرصة، وأن نثبت عزمنا على الفوز".
وعلى الجانب الآخر، قال لاعب وسط ريال مدريد توني كروس، ولاعب بايرن السابق، في تصريحات لموقع اليويفا: "نحن جميعا نتطلع إلى مثل هذه المباريات. سنخوض مباراتين رائعتين. هذه المواجهة ربما تكون بمثابة المواجهة الحاسمة لدوري الأبطال".
ويفتقد الريال في مباراة الأربعاء جهود نجم دفاعه بيبي بينما يفترض ببايرن إيجاد حلول بديلة لمركز قلب الدفاع في ظل غياب ماتس هاميلز.
أما لاعب بايرن ميونخ روبرت ليفاندوفسكي، والذي سجل أربعة أهداف لدورتموند في شباك الريال في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال العام 2013، فبات لائقا للمشاركة في مواجهة الأربعاء بعد أن حامت الشكوك حوله بسبب إصابة في الكتف تعرض لها خلال مواجهة دورتموند أمس الأول السبت.
أما برشلونة، فيتطلع إلى التخلص من أثار هزيمته المفاجئة أمام ملقة صفر/ 2 أمس الأول السبت، عندما يحل ضيفا على يوفنتوس الإيطالي مساء الثلثاء.
ويغيب سيرخيو بوسكيتس عن صفوف برشلونة بسبب الإيقاف، كما يغيب رافينيا وأليكس فيدال ولاعب خط الوسط أردا توران بسبب الإصابات.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكم البولندي شيمون ماركينياك، الذي كان قد أدار مباراة ذهاب دور الستة عشر التي خسرها برشلونة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي صفر/ 4، سيدير مباراة الغد.
ويعلق يوفنتوس وجماهيره الآمال بشكل كبير على غونزالو هيغواين في مباراة الغد التي تشهد أيضا عودة ميراليم بيانيتش وماريو ماندزوكيتش من إصابات طفيفة.
وقال المدير لفني ليوفنتوس ماسيميليانو أليغري: "نكن الكثير من التقدير لبرشلونة ولكننا سنخوض المواجهة ونحن واثقون من أن لدينا فرصة كبيرة في التأهل. إنها مواجهة من مباراتين، وعلينا تقديم أفضل مستوياتنا على الجانبين الدفاعي والهجومي".
أما ليستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز والذي فجر مفاجأة بالوصول إلى دور الثمانية في أول مشاركة له بدوري الأبطال، فسيواجه اختبارا صعبا أمام أتلتيكو مدريد عندما يحل ضيفا عليه في العاصمة الاسبانية مساء الأربعاء.
وكان أتلتيكو قد حقق الفوز في مواجهتيه السابقتين أمام ليستر سيتي على مستوى المنافسات لأوروبية، وذلك في كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) العام 1997 وكاس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في موسم 1961/ 1962.
وتأتي مباراة أتلتيكو، بعد الهزيمة التي مني بها ليستر سيتي أمام إيفرتون 2/ 4 في الدوري الإنجليزي والتي قطعت سلسلة من ستة انتصارات متتالية حققها ليستر تحت قيادة مدربه الجديد كريج شكسبير الذي حل مكان كلاوديو رانييري.
وقال شكسبير الذي سيفتقد جهود قائد الفريق ويس مورجان بسبب إصابة في الظهر "سننفض غبار الهزيمة وسنكون مستعدين لمباراة الأربعاء".
وعلى الجانب الآخر، قال المدير الفني لأتلتيكو مدريد دييغو سيميوني: "هذا الفريق (ليستر سيتي) استطاع التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لذلك لن نتهاون أمامه. نعرف أن المباراة ستكون صعبة، بين فريقين متقاربين".
أما بوروسيا دورتموند، فيأمل استعادة توازنه بعد الهزيمة الثقيلة أمام بايرن، عندما يستضيف موناكو غدا.
وقال سيبستيان رود لاعب خط وسط دورتموند: "ستكون مباراة كبيرة. لقد تخلصنا من الانشغال بمباراة البايرن، وسنقدم أداء مختلفا (أمام موناكو)".
