دعا استشاري الباطنية في مستشفى الكِندي التخصصي أشرف العباسي لنشر الثقافة الصحية بين الناشئة لتكون أول أسوار الحماية لصحتهم ضد أمراض العصر السائدة وعلى رأسها داء السكري.
وقال المتخصص في علاج داء السكري والغدد الصماء أن مبدأ الوقاية هو أساس التطبيب، ويمكن لنا كأطباء أن نحد من انتشار داء السكري بالعمل مع بقية مكونات المجتمع في صد انتشار داء السكري عبر تحويل أنماط الحياة العصرية لأنماط صحية.
ولفت إلى أن داء السكري له العديد من التبعات على صحة المصابين به، وعلى الأخص الذين لا يستطيعون السيطرة عليه في مستوياته الطبيعية فيؤثر على العين والأطراف، والشرايين والقلب.
وأكد في لقاء مع "الوسط الطبي" ضرورة التعرف على داء السكري وهي القاعدة الأساس ليتعايش المريض مع هذا الداء المزمن، وقال: "يعرف داء السكر من النوع الثاني أنه ارتفاع معدلات السكر في الدم عن المستوى الطبيعي. ويؤثر هذا الارتفاع على أعضاء الجسم المختلفة من ضمنها القلب والشرايين التي تتضيق فيتهدد القلب بالاصابة بالذبحة الصدرية أو أن يصاب بضعف عضلته".
وأوضح: "أفضل الطرق التي نستطيع فيها حماية قلب مريض السكر هي إبقاء السكر في معدلاته الطبيعية، والمواظبة على الفحوص الدورية. وثبت بالدليل الطبي أن التحكم بمستويات السكر في حدود المعدلات الطبيعية يحسن من وظائف القلب".
وأكد أن الترابط بين داء السكر وأمراض القلب لا يعني بالضرورة تلازم الإصابة في مدة زمنية واحدة.
وبيّن: "قد تحدث الإصابة بأمراض القلب - لا قدر الله – في مريض السكري بعد مدة تطول أو تقصر. وقد يحدث العكس فقد يأتي شخص يشكو من آلام في القلب فيتضح أنه مصاب بداء السكري".
ودعا العباسي مرضى السكر إلى الحرص على إجراء فحوص شاملة عند التشخيص الأول للإصابة للتعرف على الحالة الصحية العامة ومدى تأثير الداء على بقية الأعضاء، والتي يدخل في جملتها القلب.
ولفت إلى أن الفحوص الدورية بشكل عام ممارسة ممتازة تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض – إن وجدت لا قدر الله – وبالتالي التدخل المبكر قبل حدوث أي مضاعفات.
وقال "إن الفحص يتعاظم دوره إذا شعر الفرد بأعراض السكري ككثرة التبول، والشعور بالعطش وغيرها من العلامات التي تلزم بمراجعة الطبيب فوراً، بالإضافة إلى ذلك، إذا كان في العائلة سجل مرضي وننصح هؤلاء بالحرص على إجراء الفحوصات بشكل دوري".
وأضاف "يجب أن تشمل الفحوص الدورية للمصابين بالسكر مستوى السكر التراكمي في الدم، وتحليل الزلال في الأبوال، وتحاليل لرصد وظائف الكلى والكبد، وتخطيط القلب، وكذلك فحوصات قاع العين، وفحوص أخرى للتأكد من سلامة الغدد الدرقية".
وحذر استشاري الأمراض الباطنية في مستشفى الكندي التخصصي مرضى السكر من علامات تشير لتضرر القلب أو الاشتباه في الإصابة به من قبيل آلام الصدر، وصعوبة التنفس، والتعرق، والقيء أو الميل
للقيء، وكذا لو تورمت القدمان أو أُصيبتا بانتفاخ.
وأوضح أن هذه العلامات قد تأتي مجتمعة وقد تظهر إحدى العلامات.
وشدد على ضرورة مراجعة الطبيب للوقوف على السبب الحقيقي لتلك الآلام والمبادرة في علاجها في وقت مبكر، قائلاً: "لو كانت هذه الأعراض لاعتلال القلب جراء داء السكري فالعمل على علاجها في وقت مبكر سيساهم في الوقاية من الذبحة الصدرية أو الجلطة - لا قدر الله – وسيحمي عضلة القلب من الضعف التي قد يعتريها".
ويرى العباسي في العلاج الوقائي أفضل الطرق لقطع الطريق على الداء الذي يجري مجرى الدم ويتلف ما يتلف بالإضافة إلى المعرفة التي ترشد
لتطبيق أنماط حياة صحية.
وفصّل في رؤيته قائلاً: "يجب أن ندرك أن وراء الإصابة بداء السكر أنماط الحياة العصرية التي تتلازم فيها التغذية غير الصحية وقلة النشاط البدني، وهذا ما أثبتته الأبحاث والدراسات. لذا فنحن مطالبون كأصحاء بتغيير نمط الحياة الحالي بأنماط حياة صحية يكون للنشاط البدني حصة من وقتنا، وتكون عناصر مائدتنا صحية".
وأكمل "أما مريض السكري فعليه الالتزام بذات القواعد مسترشداً بنصائح طبيبه الذي يستطيع تشخيص حالته جيداً ويرشده للأنشطة البدنية التي تلائم حالته، والنظام الغذائي المناسب. بالإضافة للحرص على الانتظام على الفحوص الدورية ومراجعة الطبيب بانتظام أو إذا أصيب بأي عارض يستدعي ذلك".
ودعا مرضى السكر لأخذ المبادرة والمشاركة في متابعة حالتهم عبر فحص مستوى السكر وضغط الدم بالأجهزة المنزلية خصوصاً إذا طلب منهم الطبيب تقريراً مجدولاً لمستوى السكر.
ويكمل رؤيته بالتأكيد على أهمية غرس ثقافة أنماط الحياة الصحية في الناشئة لحمايتهم من داء السكري وتبعاته، عبر منظومة ثقافية يتشارك فيه
المجتمع بكل فئاته من أسرة وأطباء، ونظام تربوي وغيرهم. وعدّ ذلك أول سور لحماية صحة الناشئة.