شكل قرار جامعة الدول العربية بمنح رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة "درع العمل التنموي" في احتفالية كبيرة بمقر الجامعة في القاهرة يوم 19 أبريل/ نيسان الجاري، تقديراً دولياً وعربياً متجدداً لعطاءات سموه الكثيرة على صعيد التنمية، والتي طالت مختلف أرجاء مملكة البحرين وأصبحت علامة فارقة في تاريخها.
ويأتي منح "درع العمل التنموي" لسموه بعد أن استرشدت جامعة الدول العربية في قراءة دقيقة لكل الاسهامات التي قدمها سموه والمبادرات الجمة التي تبناها سموه في مجال التحول التنموي الذي تشهده مملكة البحرين في كافة المجالات، وأصبح سموه في تقدير الجامعة من الشخصيات صاحبة الاسهام المتميز والرؤية التنموية الملهمة في المنطقة العربية التي تستحق الاشارة إليها حتى تكون حاضرة وتستفيد من تجربتها وخبرتها المجتمعات العربية وكافة السائرين على دروب التحديث.
ولعل ما تضمنته رسالة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى سموه بهذه المناسبة من مؤشرات تعكس كيف استحق سموه أن يتم منحه هذا التكريم المتميز، وتترجم تقديرا عربيا لمسيرة عمل سموه الطويلة لصالح مملكة البحرين، وهي المسيرة التي بذل سموه خلالها الكثير من أجل تنمية الوطن ودفع الجهود لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق التقدم والنماء الحضاري الذي تتطلع إليه البحرين بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
ولم يكن اختيار الجامعة العربية لسموه من أجل تكريمه قائما على الانجازات، بل إن الجامعة رصدت وقدرت الجهود التي يقوم بها سموه من أجل دعم العمل العربي المشترك وتحقيق التضامن العربي في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة التي تواجه تحديات جمة تهدد أمنها وسلامتها واستقرار دولها وشعوبها، فكان سموه دائما ولا يزال يكرر الدعوة إلى ضرورة أن تنتبه دولنا وشعوبنا العربية لما يحيط بها من تحديات وأن لا تترك الفرصة لأحد أن يتدخل في شئونها أو يشغلها عن تحقيق التنمية لشعوبها.
وقد قال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في أكثر مناسبة: "إن الآمال لا تنتهي وما دمنا نعمل فإن الآفاق ستبقى أمامنا رحبة"، وهذه مقولة تتسع لمزيد من الانجاز وتستوعب كل الطموحات.
وعندما يصف الأمين العام لجامعة الدول العربية دور سموه بأنه أصبح علامة بارزة ومثالا يتطلع إليه كل المشتغلين بالعمل التنموي والمهتمين بقضايا التنمية المستدامة والعصرنة ليس في مملكة البحرين فقط وإنما في العالم العربي كله، فإن تلك حقيقة يدركها كل من يتابع بالرصد والتحليل انجازات سموه التي استحق بفضلها أن ينال العديد من الجوائز الدولية والقارية في مجال التنمية ومن بينها جائزة الشرف للانجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان لعام 2006 من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التابع للأمم المتحدة، وجائزة الأهداف الإنمائية للألفية من الأمم المتحدة عام 2010 والعديد من التكريمات والعديد من الجوائز المرموقة الأخرى.
إن رسالة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى سموه قدرت كل النجاحات التي حققتها مملكة البحرين على صعيد التنمية المستدامة، وهو ما أهل البحرين لأن تتصدر تقارير التنمية البشرية في المنطقة لسنوات عديدة، حيث إن تجربة البحرين في مجال التنمية المستدامة تشكل قصة نجاح وتعكس في الوقت نفسه مدى الرغبة والتصميم على إنجاز نهضة تنموية لصالح البحرين وشعبها، وهو ما عمل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تحقيقه بشهادة دولية نال على إثرها العديد من الجوائز.
لقد حرص صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على التأكيد دائما على أن مملكة البحرين سوف تواصل العمل على استكمال ما بدأته من نجاحات في مجال التنمية الشاملة والمستدامة، فالبحرين من أوائل الدول التي نجحت في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية 2015، وقطعت شوطا طويلا في تحقيق خطة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، وذلك عبر مجموعة من البرامج والخطط التي تلبي تطلعات الوطن وشعبه.
واستندت رؤية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في مجال التنمية المستدامة على إدراك سموه للارتباط الوثيق بين العمل على تحقيق التنمية المستدامة والانجاز في مجال التنمية البشرية بأبعادها المختلفة، عبر سياسة متوازنة وضعت الثروة البشرية هي المعيار الحقيقي لأي تنمية.
وخلاصة القول، إن جامعة الدول العربية بمنحها "درع العمل التنموي" لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء فإنها بذلك تسلط الضوء على نموذج مضيء في مجال العمل التنموي يشكل القدوة والمثل وعامل تحفيز وتشجيع في دعم العمل العربي المشترك والاهتمام بقضايا التنمية وخدمة الانسانية.
وإن رمزية منح سموه "درع العمل التنموي" هو تقدير عربي من "بيت العرب" جميعاً لسموه، ويجسد في ذات الوقت ما يوليه سموه من دعم لجهود المجتمع الدولي في مجال التنمية المستدامة ومبادراته في هذا المجال ومنها الجائزة الدولية التي خصصها سموه وتحمل اسمه "جائزة الأمير خليفة بن سلمان للتنمية المستدامة"، والتي شكلت عنصر دفع للقيام بأعمال نبيلة عبرت القارات دعما للعمل الانساني والتنموي التي يؤمن بها سموه، مما أعطى مملكة البحرين سمعة دولية، ووجهت البحرين من خلالها رسالة إلى العالم بأنها تشجع على البناء والتنمية.