ارتدت تلك المرأة العباءة والنقاب، لا لتقوم بمشهد تمثيلي قبيح لخداع الناس فحسب، ولا للتظاهر بأنها سعودية الجنسية ومؤيدة ومناصرة لقضايا المرأة السعودية والخليجية والعربية، ولا لتستفز مشاعر المسلمين بإهانتها علم المملكة العربية السعودية الذي يحمل عبارة (الشهادتين المقدستين عند كل المسلمين بمختلف مذاهبهم ومللهم وطوائفهم)، بل لتضحك على العقول ذات القابلية لتلقي منتجات تدمير المجتمعات العربية والإسلامية، متجاوزةً بذلك حدود المقدسات بشتم الذات الإلهية والتعدي على مقام نبي الأمة الكريم (ص)، وكأنها بذلك الجنون الهستيري الخبيث قد حققت نصرًا لمن يؤيدها من مناصري حركة (بيغيدا) المتولدة عن مؤامرات (هرتزيليا) الصهيونية.
على إثر ذلك، فإن الكتاب والمحللين والسياسيين والإعلاميين لم يقبلوا في ردود الفعل والتصريحات في الكثير من وسائل الإعلام ذلك العمل المشين، فهي كاذبة لأنها ليست سعودية بل كندية من أصل فلسطيني، وتدعى (ساندرا سولومون) وسيرتها مكتوبة في مواقع كثيرة، ثم لأن الدين الإسلامي والمسلمين واقعون تحت هجمات شرسة تستهدف حتى هويتهم واستقرار أوطانهم، علاوةً على أن لا المرأة السعودية أو الخليجية أو العربية التي لها مطالب، ولا أبناء المجتمعات الإسلامية حتى وإن أوجعتهم الطائفية والتناحر، ولا أصحاب الضمير والإنسانية من كل الأديان والنحل يرتضون بأن ترقص مجنونة على أنغام التمثيل الزائف لتنال من كرامتهم.
على أية حال، فإن علم السعودية وشعب السعودية وقيادتها وكل أبناء الإسلام، والمخلصون من العلماء والمثقفين، لا يقبلون بأن تهان السعودية لأنها تبقى عمقًا إستراتيجيًا يلزم الدفاع عنه، ففيها مقدسات المسلمين وعلمها لا يُقبل أن يهان، لكن ليست المسألة مقتصرة على مجرد مقطع، ولنتعمق أكثر، فحركة (بيغيدا) الصهيونية التي تنتمي إليها (ساندرا سولومون)، وهي لا تعدو كونها مجرد دمية في يد تلك الحركة، تأسست في ألمانيا بهدف مناهضة الإسلام في الدول الغربية، لكن سلسلة مؤتمرات (هرتزيليا) الصهيونية لها مآربها التي تمكنوا من خلال (طعم التناحر المذهبي والطائفي بين السنة والشيعة وسائر الطوائف في المجتمع الإسلامي)... وللأسف الشديد، أن يطعموه للكثير ومنهم خطباء زعمًا وعلماءً زورًا، ولفضاء شاسع من الإعلام الفضائي لبث النزاع الطائفي على أوجه، وهو أحد أهم مقررات وخطط مؤتمرات هرتزيليا: دمر المجتمع الإسلامي من الداخل بخلافاتهم الطائفية ولتسل دماؤهم، فيما تخرج (ساندرا) وبقربها امرأة تدعى (لانيكا) إن كان هذا اسمها الصحيح، لتحمل لها الميكرفون وتشجعها على خطبتها الجاهلية المليئة بالقذارة، ولترقص معها على جراح المسلمين ومقدساتهم قبل مشاعرهم.
خلعت (ساندرا) النقاب وجمهور (بيغيدا) يتحلق حولها ويرقص بصرخات ضد (الدين الإسلامي كله... وليس ضد طائفة أو مذهب)، فهل يمكن أن تمثل هذه الحادثة درسًا لأقطاب الطائفية والتشطير المذهبي في الخليج وفي العالم العربي والإسلامي لئلا يكونوا – يشعرون أو لا يشعرون – طرفًا داعمًا لأعدائهم؟ فمنذ العام عام 2000 يتواصل مؤتمر (هرتزيليا)، وهي مدينة في شمال الكيان الصهيوني حيث يضعون استراتيجيتهم، وتلك الاستراتيجية لا تقتصر على التوصية بضرورة تكريس الصراع «السني - الشيعي»، بل أكبر من ذلك بكثير، وهو تحطيم جيوش عربية، عبر اشعال الخلافات بين الدول العربية بعضها بعضا، وبينها بين إيران والعراق وتركيا، ثم النفخ في نيران الحروب، فالنتيجة المثمرة لهم هي أن يبقى الكيان الصهيوني مستقرًا في محيط أمة تنهار وتنهش ذاتها من الداخل.
كل مواطن عربي ومسلم يعي مؤامرات الغرب والصهاينة، يتمنى أن تكون هناك حالة من التناغم السعودي – الإيراني... الخليجي – العربي... العربي – الإسلامي... السني – الشيعي... بعيدًا عن الرضوخ للمؤامرات والوصاية الغربية، والقبول بدور (خزينة المليارات لتجار السلاح)، فيما يرقص الأعداء على هويتنا وجراحنا بوجوه مكشوفة تارة، وبنقاب وعباءة تارة أخرى... هل ندرك الخطر أم أن الطائفية والفساد والخلافات أصبحت خيارًا إستراتيجيًا لأمة سقيمة؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 5327 - الجمعة 07 أبريل 2017م الموافق 10 رجب 1438هـ
بارك الله فيك، مقال جميل جداً و إلى الأمام يا أخي.
بو عبد الله- الرفاع
بارك الله ياخي على هذا المقال الرائع.. وهذا عشمنا دوم بهل البحرين الطيبين عزوتنا وتاج راسنا والله يخلي لنا خادم الحرمين ويطول بعمره الملك سلمان ويحفظ سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويحفظ جلالة الملك بوسلمان حمد بن عيسى وكل حكام الخليج وأهل الخليج.. كلنا أهل مهما يكون.. سنة وشيعة ومسيح وأباضية وعلوية.. ترى السنة والشيعة طول عمرهم عاشوا اخوان ليه من جه اهل الطائفية والفتنة من المتشددين الميانين.. الله يحفظ بلادنا ويحفظ كل الناس.. أختكم من الرياض: أم براك
يزاج الله خير يا أم براك على هذا الكلام الطيب ويزا الكاتب عنا خير... وملوكنا وشيوخنا فيهم الخير والأمل يخلصون الأمة من أوجاعها ويلتمون على شعوبهم بكل طوايفهم.. نعيش في محبة بعيد عن غربان الظلام الناعقين من أجل الفتنة.. شكرًا للكاتب وشكرًا أم براك.. (صفاء.ع)
تكملة:
فهل ينقصنا ونحن في زمن العولمة ان نقوم بتصنيف الأحاديث النبوية والسنة النبوية من تنقيحها وتقديمها للعالم بصورة سليمة بحيث تكون الاحاديث الضعيفة غالبيتها تحت بنود الضعف وعدم جعلها مسلّمات.
اذا قامت المؤسسات الدينية بالتنقيح وفق منهج بعيدا عن التعصب والأغراض السياسية والمذهبية (هذا حلم طبعا) لو افترضنا جدلا انها استطاعت القيام بذلك وفرزت الأحاديث ثم جعلت الترويج للأحاديث الضعيفة مخالفا لقيم الاسلام
فإننا سوف نتخلّص ولو جزئيا من تراث ارهابي الصق بالدين وهو ليس فيه
لو كنّا فعلا لدينا الخوف على ديننا ومعتقدنا الاسلاميّ لقمنا نحن كمسلمين بواجبنا تجاه تراثنا الحديثي والروائي من تنقية وتنظيف وتصنيف:
نحن نعرف ان السنة النبوية والحديث لم يبدأ توثيقه وكتابته الا في القرن الثاني الهجري أي بعد قرابة 180 سنة وهذا سبب ضياع كثير من الأحاديث ودس الكثير اذ قال النبي ص وهو حيّ يرزق انه قد كثرت عليه الكذّابة، فهل يعقل ان من كذب عليه وهو حيّ سيتورّع عن الكذب عليه بعد مماته وبعد 183 سنة وهو اقدم تاريخ للصحاح الستة .
أكمل:
الشهادتين او اسم الذات الإلهية سيحمل ما طبع عليه قدسية لا يجوز إهانتها هذا مبدا يفترض إبعاده عن الخلافات السياسية هذا امر و الأمر الآخر إن الاختلافات الفكري اذا صاحبتها وقاحة أو بني على وقاحة فإنه يرد على ذاته بذاته إنه مجرد وقاحة. و كذلك لابد يعلم الذي قرر مغادرة ديننا لأي سبب كان أن محمدا صلى الله علية و آله وسلم نفتدي ذكره و غبار مرقده الشريف بأرواحنا و أرواح من نعيل فإذا تعامل مع ذكره بوقاحة فليعلم أنها ستكون آخر وقاحة في حياته..
نحن المسلمون نعم نحن نحمل دستورا سماويا عالي القيم والمثل والاخلاق نحمله بين طياتنا لكننا نقدّمه معاكسا للعالم بأفعالنا.
نحن المسلمون الذين دستورنا القرآن والقيم والأخلاق المحمدية التي قال عنها رسول الله انما بعثت لأتممها (لكي اتمّم مكارم الأخلاق) ذهبنا لهم بأفعال معاكسة للقرآن والسنة النبوية بل أكثر جرأة من ذلك اعتمدنا في تراثنا على نقل ما هو ضعيف من الأحاديث وروّجنا له بديلا عن روح الدين فأصبحنا ندين الله بخلاف ما انزل ،
قل من منّا ذهب للغرب وهو يحمل همّ سفارته لدينه ومعتقده
لا نلمها هي وانم يجب ان نلوم الأسباب التي أوصلتها هي وغيرها لهذه الأمور فنحن من قدّم الاسلام بصورته المنكوسة والمعكوسة، نحن من قدّم دين الرحمة والمحبّة والتسامح قدمناه دين قطع الرؤوس وحرق المخالفين لنا فكريا وقدمنا دين التفجيرات والقتل لكل مخالف لنا .
لماذا نلوم العالم والعيب فينا نحن كمسلمين