العدد 5327 - الجمعة 07 أبريل 2017م الموافق 10 رجب 1438هـ

أميركا توجه ضرباتٍ لقاعدة جوية سورية والعلاقات بين واشنطن وموسكو على صفيحٍ ساخن

صورة نشرتها البحرية الأميركية تظهر إطلاق أحد الصواريخ  -EPA
صورة نشرتها البحرية الأميركية تظهر إطلاق أحد الصواريخ -EPA

أطلقت الولايات المتحدة أمس الجمعة (7 أبريل/ نيسان2017) عشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هجوماً مميتاً بأسلحة كيماوية انطلق منها هذا الأسبوع، وذلك في أول هجوم أميركي مباشر على حكومة الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية المستعرة منذ 6 أعوام.

وفي أكبر قرار في السياسة الخارجية حتى الآن، أمر ترامب بالخطوة التي لم يتخذها سلفه باراك أوباما وهي توجيه ضربة مباشرة للجيش السوري لدوره المشتبه به في هجوم بالغاز السام أودى بحياة 70 شخصاً على الأقل.

ووضع الهجوم واشنطن في مواجهة مع روسيا التي تنشر مستشارين عسكريين على الأرض في سورية لمساعد حليفها الأسد. ووصف الكرملين الهجوم الأميركي بأنه غير مشروع.

وقال ترامب وهو يعلن عن الهجوم من منتجعه في فلوريدا حيث كان يجتمع بالرئيس الصيني شي جين بينغ: «فشلت كل المحاولات السابقة التي دامت سنوات في تغيير سلوك الأسد... فشلت فشلاً ذريعاً».

وقال معلقاً على الهجوم الكيماوي الذي وقع في بلدة خان شيخون بمحافظة أدلب يوم الثلثاء وحملت دول غربية قوات الأسد مسئوليته: «حتى الرضع قتلوا بقسوة في هذا الهجوم الوحشي».

وقالت الرئاسة السورية إن الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة للجيش في حمص زاد من تصميم سورية على دحر جماعات المعارضة المسلحة وتعهدت بتصعيد وتيرة العمليات ضدها.

وقال بيان للرئاسة: «هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا».

وقال مسئولون أميركيون إن الهجمات ضربة واحدة تهدف لردع أي هجمات كيماوية مستقبلاً، وليست جزءاً من حملة أميركية أوسع.

لكن من المرجح أن التحرك السريع سينظر إليه باعتباره إشارة إلى روسيا، ودول أخرى مثل كوريا الشمالية والصين وإيران واجه ترامب بشأنها اختبارات مبكرة في السياسة الخارجية، مفادها أنه على استعداد لاستخدام القوة.

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون: «هذا يدل بوضوح على أن الرئيس مستعد لاتخاذ تحرك حاسم عندما يتطلب الأمر... لن أحاول بأي شكل أن أفسر ذلك بأنه تغير في سياستنا أو موقفنا فيما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في سورية حالياً. لم يحدث تغيير في هذا الوضع».

هذا، وقال المسئول الكبير بالمعارضة السورية محمد علوش على تويتر: «ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطاراً يستهدف المدنيين».

وقال السياسي المعارض جورج صبرا في تصريحٍ لقناة «الحدث» التلفزيونية إنه إن اقتصرت الهجمات على ضربة واحدة فلا معنى لها.

ونفت الحكومة السورية وموسكو مسئولية القوات السورية عن الهجوم بالغاز.

وقال الجيش السوري إن الهجوم أسفر عن مقتل 6 أشخاص في القاعدة الجوية قرب حمص.

ووصف بيان من القيادة العامة للجيش الهجوم بأنه «عدوان سافر»، وقال إنه جعل «الولايات المتحدة الأميركية شريكاً لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية». وقال محافظ حمص طلال البرازي لرويترز إن 7 قتلوا في الضربات.

وقال التلفزيون السوري الرسمي في وقت لاحق إن 9 مدنيين قتلوا في قرى قرب القاعدة. ولم يرد تأكيد مستقل بشأن عدد الضحايا من المدنيين.

هذا، وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، إن الهجمات الصاروخية الأميركية كادت تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي، مما يؤكد مخاطر قرار ترامب بأول تدخل عسكري أميركي كبير في الحرب الأهلية السورية.

وقال ميدفيديف على مواقع للتواصل الاجتماعي إن الضربات الأميركية غير قانونية وكانت «على بعد خطوة واحدة من اشتباك عسكري مع روسيا».

هذا، وقال الكرملين في بيانٍ إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن الضربات الصاروخية الأميركية على القاعدة الجوية السورية انتهكت القانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

ونسبت وكالات أنباء إلى المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس الروسي، وهو حليف وثيق للأسد، «يرى الضربات الأميركية على سورية عدواناً على دولة ذات سيادة في انتهاك لمعايير القانون الدولي واستناداً إلى ذريعة مختلقة».

وقال مسئولون أميركيون إنهم أخطروا القوات الروسية بأمر الضربات الصاروخية قبل حدوثها، وإنهم حرصوا على تفادي إصابة جنود روس في القاعدة.

وعرض التلفزيون الروسي حفراً وركاماً في القاعدة الجوية، وقال إن 9 طائرات دمرت. وعلقت موسكو اتصالات مع القوات الأميركية تهدف لتفادي أي حوادث بين طائرات البلدين في المجال الجوي السوري.

وعبرت فرقاطة روسية مسلحة بصواريخ كروز مضيق البوسفور إلى البحر المتوسط رغم عدم وجود مؤشر على ارتباط ذلك بالتحرك الأميركي.

ووصف عدد من الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة الضربة الأميركية بأنها رد مناسب على استخدام الغاز السام. وقالت بعض الدول إنها أُخطرت مسبقاً بالهجوم لكن لم تذكر أي منها أنها تلقت دعوات للمشاركة.

ونددت إيران التي تدعم الأسد أيضاً بالهجوم.

وقال مسئولون سوريون وحلفاؤهم أيضا إنهم لا يتوقعون أن يؤدي الهجوم إلى اتساع الصراع.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي تيلرسون روسيا الأسبوع المقبل، وقال مسئولون روس إنهم يأملون في تسوية الخلافات بشأن سورية.

وعوداً على بدء، فقد أطلق الجيش الأميركي صواريخ توماهوك من السفينتين الحربيتين بورتر وروس في حوالي الساعة 0040 بتوقيت جرينتش فأصابت عدة أهداف بينها مهبط الطائرات وطائرات ومحطات للوقود في قاعدة الشعيرات الجوية، التي يقول البنتاجون إنها استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية.

من جانبه، رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضربة الأميركية أمس، لكنه اعتبر أنها «غير كافية» وطالب بإجراءات أخرى.

وصرح أردوغان خلال تجمع في انطاكية (جنوب) القريبة من الحدود مع سورية «أريد أن أقول إنني أرحب بهذه الخطوة الإيجابية»، وأضاف «لكن هل هي كافية؟ لا اعتقد انها كذلك... الوقت حان لاتخاذ خطوات جدية من أجل حماية الشعب السوري المضطهد».

وكرر أردوغان دعوة المجتمع الدولي الى إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية لضمان امن المنطقة.

هذا، وأعلنت روسيا أمس تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية، على ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية.

وقالت ماريا زاخاروفا في بيانٍ «إن الطرف الروسي يعلق التفاهم مع الولايات المتحدة لمنع وقوع حوادث وسلامة الطائرات خلال العمليات» التي تنفذها الطائرات الروسية والأميركية في سورية.

العدد 5327 - الجمعة 07 أبريل 2017م الموافق 10 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:46 ص

      بعد خطاب المندوب الروسي في الامم المتحده وبعد وقف التواصل الروسي مع امريكا في المجال الجوي وتزويد روسيا منظومه متطوره غير الاس 300 وتفعيلها في سوريا علي امريكا وتركيا والتحالف معهم ان يتلقفوا طائراتهم عندما يخترقوا المجال الجوي السوري وامريكا تعرف وتقيم هادا القرار المغتظب الروسي لان يد روسيا علي كامل التراب السوري في الارض والجو

    • زائر 2 | 10:57 م

      أمريكا . لا تستطيع الدخول في الحروب وخاصة مع روسيا

    • زائر 1 | 10:38 م

      فخامة الرئيس بشار الأسد ؛؛

      الضربة هذه لن تزيد سوريا إلا قسوة على الإرهاب وعندها نرجع إلى مربع الصفر مع عشاق وداعمي وممولي الإرهاب وسنسمع الصياح ثانية كما سمعناه عند تحرير الفلوجه ومدن عراقيه أخرى وأيضا حلب .

اقرأ ايضاً