بشاير المهدي رغم صغر سنها إلا أنها استطاعت أن تثبت ذاتها وتبني لنفسها شخصية بناءة وسط جمهور جامعي كبير، وهي تقول عن نفسها إنها «أنانية» وتجد في الرسم وسيلة للتنفيس.
عرفت بابتسامتها الجميلة وروحها المرحة وإصرارها على الوصول رغم الصعاب. درست تخصص الوسائط المتعددة بالجامعة الأهلية، ثم سافرت إلى بريطانيا لإكمال الماجستير، حيث قامت بدراسة تخصص الرسوم التوضيحية والمتحركة (Illustration and animation)، وعملت مصممة جرافيك حتى حصلت على فرصة بشهادة الماجستير للتدريس، إذ تعتبر أصغر محاضرة بجامعة البحرين، وكان هذا الحوار معها:
كيف بدأتِ الدخول في عالم التصميم والجرافيك؟
- هذا الشيء تم بشكل تدريجي فأغلب من يدخلون في عالم التصميم والجرافيك غالباً ما يكون لديهم موهبة في الرسم، التصوير أو الأعمال اليدوية، وبعد ظهور الكمبيوتر اكتشفوا أن هناك برامج تساعدهم للدخول في هذا المجال.
كانت بدايتي عندما قمت بالعمل على برنامج «الفوتوشوب» في المرحلة الإعدادية، وبعدها في الجامعة عندما قمت بدراسة مواد التصميم بصورة مفصلة. كما استطعت أن أسمّي نفسي مصممة محترفة ليس عندما أكملت البكالوريوس ولا عندما أتممت شهادة الماجستير، بل عندما أكملت الدورة الاحترافية في أبوظبي، فأستطيع القول إن بدايتي الفعلية كانت في 2014 حيث لم تكن لديّ تلك الثقة الكبيرة قبلها كي أطلق على نفسي لقب المصممة المحترفة.
الرسم موهبة، متى اكتشفتِ أنكِ تمتلكين هذه الموهبة وكيف كانت في طفولتكِ؟
- إنني أستغرب من الذين يكتشفون أنهم يمتلكون موهبة الرسم مؤخراً، إذ إنها تُكتشف من الصغر، فالعائلة تكون متابعة لطفلهم وقدراته ومن ثم هذه القدرات تُصقل وتتنامى. وفي طفولتي وخصوصاً بمرحلة الروضة كنتُ أرسم وألون دائماً وأجد في الرسم والتلوين شغفاً وحباً وهواية.
تحدثي عن الورش التي قمتِ بالمشاركة أو القيام بها؟
- قمت بعمل ورشة تصميم «فن الإنفوجرافيك»، ولكن من غير استخدام الكمبيوتر تتمحور كمقدمة لمرحلة التصميم الالكتروني عن طريق تصميمات يدوية بسيطة كالقص، اللصق والتلوين، حيث استهدفت هذه الدورة الفئة التي لا تجيد استخدام الكمبيوتر، وفئة أخرى من الأشخاص الذين يجيدون استخدام الكمبيوتر ولكنهم يجدون المتعة في الأعمال الفنية البسيطة.
ماهي أهدافك أو أفكارك التي تريدين نشرها من أعمالك الفنية؟
- للأسف انني جداً أنانية حيثُ أرسم فقط للتعبير عن شيء ما يدور في مخيلتي، وأستطيع القول بأنني أتخذ الرسم وسيلة للتنفيس، فأعمالي الفنية بكل بساطة عبارة عن يومياتي.
ما الذي يستهويك من لوحات الرسامين، ولماذا؟
- يستهويني الفن الخارجي (outsider art)، وهو نوع من أنواع الفنون خارج من أشخاص لم يتدربوا مسبقاً، فهناك فئتان تقوم بهذا النوع من الفن. الأولى الذين لم يدرسوا تخصص الفنون، والثانية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أو جسدية كالفاقدين للبصر أو الذين يعانون من مرض التوحد.
ما هي الصعوبات التي تواجهكِ الآن وأنت أستاذة بالجامعة؟
- عندما كنتُ طالبة وضعتُ سقف توقعات عالياً على كاهل المدرسين، فكنتُ أرى التقصير منهم دائماً، واليوم بعدما أصبحت في مكانهم لا أجد نفسي أفي بالأشياء الكبيرة التي وضعتها بذهني مسبقاً، فأرى من الصعب أن أعطي كل طالب حقه؛ نظراً لتعاملي مع مجموعة كبيرة من الطلبة مختلفي الميول والاهتمامات والمزاج.
موقف مميز حصل لكِ بالجامعة؟
- الفصل الماضي كان لديّ طلبة مشهورون بـ»اليوتيوب» فعندما دخلوا الفصل عرفت أسماءهم قبل أن يعرفوا اسمي، وكانوا في غاية الصدمة، فشيء جميل للغاية عندما أكون تقريباً بعمر طلبتي وعلى معرفة تامة بجهودهم وطاقاتهم.
ما هي طريقتكِ في بناء علاقة جيدة مع الطلبة؟
- أنا صديقة لطلبتي حيثُ أنني لا أضع حواجز بيني وبينهم، فيمكن أن يكون ذلك بسبب التقارب في العمر حيث أجد نفسي قريبة جداً منهم ومن تفكيرهم، أعرف ما يدور في أذهانهم، وماذا يمكن أن يحصل معهم بعد انتهاء الدوام الجامعي، وأعرف الأشياء التي يمكن أن تشتّت أفكارهم لأنني للتو ومنذ فترة وجيزة كنتُ بمكانهم على مقاعد الدراسة.
العدد 5326 - الخميس 06 أبريل 2017م الموافق 09 رجب 1438هـ