أكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي، لـ «الوسط»، أن دعم الدول الخليجية للجامعة لايزال صلباً، وأنها اليوم تكاد أن تكون المشروع الخليجي المشترك الوحيد، بما يؤهلها لأن تكون أنموذجاً مصغراً للاتحاد الخليجي.
وتقييماً منه لأداء الجامعة التي تأسست عام 1979، قال «أكملت الجامعة عامها الـ 36، وهي مقبلة على سنوات إزدهار أكبر في المستقبل، وكما يعلم الجميع فإن الجامعة تأسست لثلاثة أهداف رئيسية، الأول أن تكون بيتاً خليجياً لطلبة الخليج والثاني أن تصدر الطاقات الخليجية والثالث أن تكون بيتاً لاستضافة التخصصات النادرة والفريدة، والحمد لله فقد تحققت جميع هذه الأهداف».
واستدرك عقب افتتاحه أمس الخميس (6 أبريل/ نيسان 2017)، المؤتمر العلمي الطلابي لجامعة الخليج العربي بمركز الأميرة الجوهرة بنت الإبراهيم في منطقة السقية، والذي يتناول (الابتكارات الطبية في مجال الجراحة التجميلية)، أن «ذلك لا يكفي، فلا بد لنا من المواصلة، وفي مجال التخصصات الجديدة فإن الجامعة تضيف في كل فترة تخصص جديد نادر وابتكاري وإبداعي ليس موجوداً في دول الخليج بما يجعل من الجامعة مثالاً للجامعات الوطنية على مستوى المنطقة الخليجية ولتستفيد من تجربة الجامعة وتتبنى هذه التخصصات».
وأضاف «على سبيل المثال، فإن الجامعة طرحت هذه السنة أول برنامج موجود في العالم العربي في إدارة الابتكار، والسنة الماضية طرحت تخصصاً طبياً فريداً من نوعه على مستوى العالم العربي وهو الطب الشخصي، وقبل ذلك تم طرح تخصصات كثيرة ومازلنا نطرح المزيد فبجانب ذلك هناك تخصصات سيتم طرحها في السنوات القريبة».
وواصل العوهلي حديثه عن دور الجامعة، فقال «بالنسبة للقضايا الاستراتيجية النشطة التي تتصدر، فإن الجامعة تساهم بعدة تقارير وطنية لجميع دول الخليج، وبالتالي تؤدي دورها في قضايا عدة كالمناخ والمياه والبيئة وفي قضايا مختلفة، بما يجعلنا نصفها بأحد العقول البحثية الموجودة في المنطقة وهي تساهم مع شركاءها من المراكز الأخرى في تنمية وطننا وخليجنا الغالي ودفع عجلة التنمية».
وأضاف «أما بالنسبة للتمثيل الطلابي فلدينا طلبة من جميع دول الخليج والنسب دائماً في تقدم، وهذا دليل على نجاح الجامعة كمشروع خليجي وأنموذج خليجي مصغر للاتحاد، فالجامعة على أسس ثابتة وبإذن الله في تقدم، انطلاقاً من ما قدمه زملائي ممن سبقني من رؤساء الجامعة، فكل منهم أضاف لبنة على بناء الجامعة، ونحن جئنا لنواصل».
وتابع «جامعة الخليج العربي، تكاد تكون المشروع الخليجي المشترك الوحيد الموجود الآن»، معتبراً أن سر استمرارها كمشروع يعود لفائدتها الموجودة والتي تستفيد منها الدول، «كما أن سمعة طلابنا الطبية والمهنية والشخصية عالية جداً، وهم موجودون في دول الخليج كافة».
وخلال افتتاحه للمؤتمر، الذي ينعقد بمشاركة نحو 470 مشاركاً من داخل البحرين وخارجها، قال العوهلي في كلمته «يأتي هذا المؤتمر في عامه الخامس ضمن الجهود التي تبذلها الجامعة لتنمية قدرات ومهارت الطلبة اللاصفية، ومواصلة لمسيرة بناء المعرفة والعلوم من خلال تنظيم وإعداد مختلف البرامج والأنشطة العلمية والأبحاث العلمية الطبية المتميزة، بريادة الطلبة وبإشراف من كلية الطب».
وأضاف «يستمد موضوع المؤتمر لهذا العام والذي يحمل عنوان (الجراحة التجميلية)، أهميته من تزايد حالات التشوهات أو الإعاقات البدنية الناجمة عن إصابات الحوادث المرورية المتزايدة، أو الإعاقات الخلقية البدنية، أو الإصابة ببعض الأمراض التي تخلف تشوهات في جسم الإنسان، لذا، جاء المؤتمر بهدف الارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي والمهني لدى الطلبة والتعرف على الطرق والمستجدات في هذا المجال الحيوي، وكذلك تهيئة الفرصة للاطلاع على الخبرات الدولية في أحدث تقنيات الجراحة التجميلية».
وتابع «يشارك في هذا المؤتمر أكثر من نحو 400 من الطلبة والأطباء من مملكة البحرين العزيزة ومن دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي. كما تتشرف الجامعة في هذا المؤتمر بمشاركة عدد من المختصين الدوليين في مجال الجراحة التجميلية، والذي بلا شك سوف تضيف إلى القيمة العلمية للمؤتمر».
أما رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الطالب عبدالله الطبطبائي، فقد تحدث لـ «الوسط»، عن الجهد المبذول لتنظيم المؤتمر وقال «للأمانة، استهلكنا وقتاً كبيراً لتنظيم هذا المؤتمر، حيث استغرقنا 3 أشهر، وجاء الافتتاح الذي يعتبر من أنجح الافتتاحات التي تمت للمؤتمر في نسخه الخمس الماضية»، مضيفاً «ركزنا على جانبين، الجانب العلمي أو الجانب الابتكاري أو الإبداعي».
وتابع «نتوقع أن يشارك معنا حوالي 40 طبيباً من مختلف دول الخليج، ومن خارج دول الخليج، من إسبانيا وبريطانيا وأميركا، ولدينا أطباء رواد في مجالاتهم وأول من اخترعوا بعض العمليات، ونفتخر باستضافتهم، كما يتضمن المؤتمر أكثر من 470 مشاركاً من جميع الدول، وهو بذلك يستقطب عدداً كبيراً من المشاركين بما يدفعنا للتأكيد على عالميته».
وبشأن التأثيرات المتوقعة للمؤتمر على طلبة الجامعة وحجم الفائدة، قال «الفائدة أيضاً تنشق لقسمين، الأول من الناحية العلمية فمؤتمرنا يتضمن الكثير من ورش العمل العلمية في مجال الجراحة التجميلية، أما الثانية فتتمثل في الناحية التنظيمية فكما هو معروف فإن طلبة الطب مهمتهم هي الدراسة فقط لكن سيثبت هذا المؤتمر أن طلبة الطب قادرون على تنظيم مؤتمرات على مستوى عالمي واستقطاب أطباء من جميع دول العالم».
المؤتمر الذي يأتي ضمن النشاطات اللاصفية لجامعة الخليج العربي، عبّر عنه الطبطبائي بالقول «هو دليل على أن الجامعة تعمل على تخريج، إذا صح التعبير، قيادات مجتمعية، ولا تكتفي بالتأهيل الأكاديمي»، وأردف «تمتاز جامعتنا عن بقية الجامعات بدورها في صقل مهارات الطالب من جميع الجهات، لذا هي لا تخرج مجرد أطباء جيدين بل تعمل أيضاً على تخريج قادة وأطباء لديهم القدرة على حمل المسئولية، وهو ما يتأتى عبر المؤتمرات الطلابية أو الأنشطة اللاصفية وأيضاً عبر مناهج التدريس».
وعن السبب في اختيار التجميل مجالاً للنسخة الخامسة من المؤتمر، قال «يعود ذلك لحداثة هذا المجال الطبي، والذي يمتد لـ 100 عام فقط، لكن رغم ذلك فهو من المجالات التي تتقدم بتقدم الوقت، ففي كل يوم أو في كل فترة، يظهر الجديد في هذا المجال، وإضافة لذلك، تحوم حول هذا المجال أسئلة كثيرة، فهل نحن أمام طب تجميلي للتجميل أم للإصلاح؟ ولذا فإن أحد أهدافنا إيضاح الفرق بين الأمرين».
وعبر كلمته، قال الطبطبائي «يحمل مؤتمرنا اليوم في جعبته باكورة خبرات وتجارب ناضجة على المستوى التنظيمي والإداري بعد سنوات من العمل والعطاء في مجال تنظيم المؤتمرات الطبية، ونسعى في المؤتمر إلى الارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي للأطباء وطلبة الطب والمتخصصين في الجراحة التجميلية، وتطوير مهارات المشاركين في التعرف على التقنيات الجراحية والابتكارية الحديثة في هذا المجال، كما يأتي موضوع هذا العام مغايراً للسنوات الماضية من ناحية الفكرة والمضمون، لنقدم لكم شيئاً مميزاً يجمع بين الأصالة والعراقة والابتكار».
وأضاف «سنقدم في مؤتمرنا أكثر من 20 محاضرة تخصصية وقرابة 20 ورشة عمل في مجال الجراحة التجميلية، ومن المواضيع التي سنتناولها في الجلسات العلمية وورش العمل رؤية عامة حول الجراحة التجميلية وتطور أدوارها الطبية عبر التاريخ، وأنواع الجراحات التجميلية، وعلاج التشوهات الناتجة عن الحوادث، وعدد من التقنيات الجديدة في شفط الدهون، والتدخلات التجميلية غير الجراحية، ودور الخلايا الجذعية في التجميل، وكيفية الإعداد النفسي ما قبل الجراحات التجميلية، والعديد من المواضيع الأخرى».
أما عميد شئون الطلبة بجامعة الخليج العربي عبدالرحمن يوسف، فتحدث لـ «الوسط»، عن دور الجامعة على صعيد تأهيل طلبتها اجتماعياً، فقال «تسعى الجامعة لإعداد كوادرها الطلابية من ناحيتين، من ناحية علمية ومن ناحية اجتماعية لخدمة المجتمع، بحيث تحرص على أن تكون هذه الكوادر جاهزة لحظة انتقالها للمجتمع، وهو ما يأتي ضمن الأنشطة اللاصفية كما هو الحال مع هذا المؤتمر الذي هو من تنظيم الطلبة من ألفه ليائه، بما في ذلك التنيظم والحصول على الدعم المالي والاتصال بالمشاركين في الداخل والخارج، فيما نتولى نحن عملية الدعم والمساندة».
وأضاف «استحدثنا عدة ورش عمل لطلبة الكلية من سنة أولى لسنة سادسة لإعدادهم، وذلك عبر ورش عمل في القيادة وفي الأخلاقيات الطبية وفي تنمية الذات وإدارة الوقت، ورغم أن هذه الأنشطة اختيارية لكننا دائماً نرى الطلبة هم في حالة شغف للمشاركة فيها، مدعومة بحضورهم القوي على (السوشل ميديا)».
ووفقاً لما يذكره عميد شئون الطلبة، فإن جامعة الخليج العربي تضم حالياً في كلية الطب 1300 طالب، وفي كلية الدراسات العليا 300 طالب، غالبيتهم من دول مجلس الخليج، وبعضهم من دول أخرى عربية من المقيمين في دول مجلس التعاون، معتبراً أن «من مميزات الجامعة جمعها للطلبة من دول مجلس التعاون بما يعزز من قضية التمازج بين طلبة دول المجلس».
أما عن الطاقة الاستيعابية للجامعة، وفيما إذا كان طرح المزيد من البرامج سيسهم في زيادة هذه الطاقة، قال «نأمل في المستقبل مع افتتاح المدينة الطبية أن يزداد العدد في مجال الطب، وبالنسبة للدراسات العليا فهناك برامج تستحدث بما يتطلبه سوق العمل»، مبيناً أن الجامعة على تماس مع سوق العمل، وعقب «المسألة لا تخلو من تحديات في ظل وجود تخصصات لا يحتاجها سوق العمل في فترات معينة بما يضطرنا للتغيير والتحسين في المحتوى لتواكب سوق العمل».
العدد 5326 - الخميس 06 أبريل 2017م الموافق 09 رجب 1438هـ