قال صادق شعبان والد الطفل جواد البالغ 4 سنوات، والذي يعيش بلا كليتين، لـ «الوسط»، إن طفله أصيب بانتكاسة حرجة بسبب التهاب في الغشاء البريتوني، محملاً الجهات الصحية المعنية، المسئولية بسبب المماطلة في ابتعاث ابنه للعلاج في الخارج، على رغم معرفتهم بحالته الصحية وعدم احتماله أي تأخر في زراعة الكلية التي قرر أن يتبرع بها إليه، حيث كان من الأجدر بهم الالتفات لهذه الحالة الصحية الحرجة والمتقلبة لتفادي هذه الانتكاسة الخطرة على حياته، والتي كانت متوقعة إذا لم نسارع في زراعة كلية له.

وأوضح شعبان أنهم سارعوا إلى نقله إلى أحد المستشفيات في المملكة العربية السعودية، التي تمتلك خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، والتي سبق وأن قدمت علاجاً لابنه عندما كان في شهوره الأولى، داعياً كل أهل البحرين للدعاء لابنه من أجل أن يتجاوز هذه المحنة العصيبة، عليه وعليهم».

ويعاني جواد من مرض نادر تسبب في استئصال كليتيه، وعلاجه يحتاج إلى زرع كلية جديدة له، الأمر الذي دفع والده لقبوله بالتبرع بإحدى كليتيه لابنه، إلا أن ذلك يتطلب إجراء العملية في خارج البحرين، لتعذر الإمكانات المتاحة في البلاد.

وسبق لوالد الطفل جواد المستأصلة كليتاه الاثنتان؛ بسبب مرض نادر، أن ذكر لـ «الوسط» قبل أسابيع أن علاج ابنه في الخارج بات بحكم المجمد حاليّاً، «بعد أن تم إبلاغنا قبل أيام من قبل الجهات المعنية أن علاجه لن يتم إلا بعد وصول وزنه إلى 12 كيلوغراماً»، مضيفاً «هذا الشرط المفاجئ، والذي لم يطلبه الأطباء في فرنسا أبداً، ولدي ما يثبت ذلك، يعني أن علاج جواد سيتأخر ربما لسنتين على الاقل، لأننا احتجنا 4 سنوات حتى نصل بوزنه إلى 10 كيلوغرامات، وفي النهاية فإن التأخير في علاجه سيؤدي إلى مضاعفات قد تجعله يضيع من أيدينا».

وبحسب والده، فقد «تمت الموافقة في البداية على توفير كامل العلاج في فرنسا، وقد تم الاتصال بنا لتحديد موعد، كان ذلك في شهر يناير/ كانون الثاني الفائت، وقد أبدينا استعدادنا للسفر في بداية شهر فبراير/ شباط الماضي معه، إلا أنه تم الاتصال بنا بعد ذلك مرة أخرى وتم إخبارنا أنه قد تم إلغاء ذلك بسبب الموازنة».

وأردف «كانت فترة العلاج المقترحة من قبل المستشفى في فرنسا هي 6 شهور شاملة للإعداد واجراء العملية، وهذا ما تستغرقه عادة عمليات زراعة الاعضاء، غير أن الوزارة ابدت استعدادها فقط لإجراء العملية واستثناء الاعداد للعملية، وهو جزء مهم جدّاً يتوقف عليه نجاح العملية، ويضمن بقاء العضو المستزرع لأطول فترة ممكنة».

وتابع «منذ أن استأصلت كليتا جواد في مثل هذه التاريخ قبل 4 سنوات، كان المطلوب بحسب الفريق الطبي وصول جواد لوزن 10 كيلوغرامات من أجل إجراء عملية الزراعة، وهو ما استغرق كثيراً من الوقت نظراً لحالته الصحية التي يرافقها بطء في النمو، مع العلم أن وزن 10 كيلوغرامات هو الحد المقبول لدى مراكز زراعة كلى الأطفال بشكل عام».

وواصل الوالد «فوجئنا بطلب جديد من اطباء البحرين بعد طول انتظار بأن الوزن المطلوب هو 12 كيلوغراماً بدلاً من 10، والطلب الجديد بزيادة الوزن يعني تأجيل العملية لما لا يقل عن سنتين اضافيتين، وهو بلا شك يعرض حياة جواد لخطر كبير، بالإضافة الى المضاعفات المحتملة بسبب البقاء على الغسيل والتي تؤثر على القلب والعظام والرئتين».

وأكمل «مع العلم أني شخصيّاً زرت المستشفى والتقيت بالطبيب هناك، وأبلغني أنهم على استعداد لاستقبال الحالة بشكل مباشر للإعداد والمباشرة بإجراء العملية».

وختم الوالد «جواد اقترب من إكمال 5 سنوات من عمره، وهو مازال ببنية طفل في عامه الأول، ووضع شروط جديدة وغير منطقية ستفاقم من وضعه الصحي، ان وضع جواد لم يعد يتحمل اي تأجيل».

يشار إلى أن الطفل جواد وُلِدَ بشكل طبيعي، غير أنه وفي شهره الأول كان كثير الترجيع، ليكتشف والداه إصابته بمتلازمة الكلائية أو النفروز، وهو من الأمراض النادرة تظهر بعد فترة من الولادة، وتتسبب بتسرّب البروتين من الدّم والخروج من الجسم، والذي يؤدّي بدوره إلى العديد من المشاكل الصحية.