ودعت مملكة البحرين، أمس الثلثاء (4 أبريل/ نيسان 2017)، الوجيه ورجل الأعمال محمد يوسف جلال، والد كل من جلال، أحمد، سامي، فؤاد، لولوة، فوزية، صفية وهناء، والذي انتقل لجوار ربه، مخلفاً إرث عقود سبعة من الريادة على مستوى التجارة والاقتصاد.
هذا، ومن المقرر أن يشيع جثمان الفقيد اليوم (الأربعاء)، بعد صلاة الظهر في مقبرة المحرق، فيما تقبل التعازي للرجال في منزل المرحوم بمنطقة القضيبية من الساعة 9 صباحاً حتى 12:30 ومن 4 عصراً حتى 7:30 مساء، وللنساء في منزل الوجيه جلال محمد جلال بمنطقة القضيبية أيضاً.
بصمات عدة تركها الفقيد، فهو المؤسس لمجموعة محمد جلال وأولاده، المجموعة التي حدد هو رسالتها بالقول «سوف نستمر في التمسك بفلسفة عملنا؛ والتنويع المتوازن، والبحث عن أفكار وفرص جديدة تقوم على منطق تجاري سليم».
وترجمة لرسالته هذه، تمكن الوجيه محمد جلال من إدراج اسم عائلته ضمن أبرز الشركات العائلية العاملة في مملكة البحرين، والتي تدار اليوم من قبل أبنائه الأربعة عبر مجلس الأسرة وهم: (جلال «رئيساً»، أحمد، سامي، وفؤاد)، بنشاط متعدد الأوجه، يطال التجارة، البناء، التعاقد، حلول وخدمات تكنلوجيا المعلومات، الأغذية والمشروبات، السفر، خدمات الأمن، مكافحة الآفات، التصميم الداخلي، المصاعد والسلالم المتحركة، تنقية المياه، إدارة المرافق والعقارات، الهندسة، الخدمات، التصنيع، وقطاعي النفط والغاز.
في العام 1947، كانت البحرين على موعد مع ولادة «عضو» جديد ضمن ما يعرف بالشركات العائلية، والتي يصفها سمو ولي العهد في إحدى زياراته لمجلس الوجيه محمد جلال بـ «أساس الثروة في البحرين»، تقديراً من سموه للدور الذي تلعبه هذه الشركات في بناء الاقتصاديات الخليجية ومن بينها البحرين.
وهذه المرة، يقدم الوجيه محمد جلال على تأسيس شركة وهو الذي بدأ حياته العملية في دكان متواضع مع والده لبيع الأرز والمواد الغذائية في مدينة المحرق، ولينتقل بعد ذلك لتأسيس المجموعة التي تحمل اسمه واسم أولاده، لتصبح بعد سنوات، ضمن كبريات الشركات في البحرين.
أبعد من ذلك، تجاوز نشاط عدد من شركات المجموعة حدود البحرين، فامتد لبلدان أخرى في المنطقة، من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر.
ووفقاً لما تورده المجموعة، فإن بحوزتها اليوم العديد من الشراكات الاستراتيجية الدولية مع أسماء رائدة مثل؛ شندلر، جنرال إلكتريك، البريطانية الأميركية التبغ، بولتزميستر، لافتةً إلى أن بعض هذه التحالفات هي في شكل مشاريع مشتركة وغيرها في شكل اتفاقيات وكالة أو توزيع.
وتوثيقاً لبعض من سيرة والده، بين الابن جلال محمد جلال في أحد أحاديثه الصحافية، أن والده توجه في أوائل الخمسينات إلى المنطقة الشرقية في السعودية، وذلك بغرض العمل في شركات النفط، واستدرك «لم يمكث طويلاً، فعاد للبحرين وبيده رأس مال صغير، ومنه كانت البداية».
ويواصل الابن جلال سرد ملامح تجربة والده «أسس شركة مقاولات، وفي نهاية الخمسينات فاز بعقد حكومي لبناء جسر يربط المنامة بالمحرق، وبعد ذلك، حصل على وكالة سيارات إنجليزية، كانت تعد الأكبر من بين الشركات العالمية في ستينات القرن الماضي، والتي أغلقت بعد ذلك، ثم قرر العودة للمقاولات، وكان ذلك نهاية الستينات. ساهم في تأسيس شركة كبيرة، لتأتي بعد ذلك مرحلة وكالة سيارات (جاغوار) البريطانية ثم (سازوكي) اليابانية».
ترأس الفقيد الوجيه محمد جلال، غرفة تجارة وصناعة البحرين في الفترة من (أبريل 1974 - أبريل 1985)، ليحمل وعلى مدى عقد من الزمان، راية أعرق البيوتات التجارية في الخليج.
وفي الحديث عن دوره التجاري، كانت غرفة تجارة وصناعة البحرين تسارع لنعي الفقيد، ببيان قدمت فيه التعازي لأسرة الفقيد الراحل، وقالت فيه «الفقيد، علامة بارزة في تاريخ الغرفة وبوفاته فقدت الأسرة التجارية البحرينية أحد أبرز رموزها وروادها».
رئيس الغرفة خالد المؤيد، أردف ذلك بالقول إن للمغفور له بإذن الله بصمات واضحة في مسيرة الغرفة على مدى تاريخها سواء على صعيد عضويته لمجلس الإدارة والتي بدأت في الدورة الثالثة عام 1954 ولأكثر من دورة، أو على صعيد رئاسته لمجلس الإدارة ولعدة دورات متتالية والتي بدأت في الدورة السادسة عشر عام 1974 ولغاية الدورة العشرين عام 1983».
وأضاف «كانت للفقيد إنجازات كبيرة على صعيد الغرفة خلال رئاسته لها على مدى 9 أعوام، من خلال استحداث عدد من اللجان القطاعية والمشتركة، وإقامة مجالس لرجال الأعمال، وتطوير دور الغرفة حيث شهدت فترة رئاسته إنشاء أول مقر مستقل للغرفة في عام 1980، كما كان له طيب الله ثراه جهوداً واسعة في تأسيس الكثير من الشركات المساهمة، بالإضافة إلى أدوار متميزة في تعزيز علاقات مملكة البحرين الاقتصادية مع الدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية».
وتابع «للفقيد الراحل دوره وإسهاماته في العمل الإنساني والخيري، فقد كان مثالاً يحتذى في أوساط أصحاب الأعمال والتجارة والاقتصاد من خلال إسهاماته في تبني العديد من القضايا الاجتماعية والأعمال الخيرية»، منوهاً بالحياة الحافلة التي قضاها الفقيد في خدمة البحرين مجتمعاً وشعباً، وقال «كان شخصية وطنية كبيرة في تعامله وفكره وإدارته، استفاد منه الكثيرون وقدم للجميع الكثير من جهده ووقته وماله، وعطاؤه سيظل محفوراً في ذاكرة الوطن وسيذكره الجميع بالعرفان والتقدير».
وفيما تنوه مجموعة محمد جلال بالتزامها بعناوين اجتماعية، تشمل المسئولية الاجتماعية، والاستثمار في المجتمع، ودعم المناسبات الخيرية والتعليمية، تبرز لحظة الحديث عن مناقب الفقيد الوجيه محمد جلال، شخصيته الرياضية، وهو ما يتقاطع مع قول ابنه جلال إن «شركة محمد جلال وأولاده تحرص دائماً على المساهمة في دعم ورعاية الشباب».
العدد 5324 - الثلثاء 04 أبريل 2017م الموافق 07 رجب 1438هـ
الله يرحمه كل من عليها فان الاوجه ربك ذو الجلال والاكرام