قال الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة البحرين عبدالله البهلول: "إن الأدباء كانوا ينشئون نصوصهم الإبداعية ويقصدون بها التأثير"، موضحاً أن الأدباء "يعون أهمية الفواتح ويحرصون على تجويدها".
وتحدث البهلول في محاضرة أدبية، ضمن نشاط اللجنة الثقافية بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، بعنوان: "فواتح الأدب في التراث النقدي" عن "الفاتحة" بوصفها مركز استقطاب وإشعاع يحتضن المباني والمعاني، وينشرها في فضاء النص والقصيد.
وقال البهلول إن الأدباء يرون أن الفواتح أول ما يطرق السمع وينقدح في الذهن، لذا يعمدون إلى تجويدها. وكانوا يميزون جيد الفواتح من رديئها، ويحتكمون احتكاماً صريحاً، وضمنياً إلى ثلاثة مبادئ هي: التأنق، والتأدب، والتلميح.
ورأى البهلول أهمية الفاتحة، باعتبارها "ركناً من أركان البلاغة ومقتلاً من "مقاتل الكلام" يدعى الشاعر والناثر إلى أن يتعهداها بالعناية والتهذيب، ويتأنقا في صياغتها حتى يعذب سبكها ويصح معناها".
وقال البهلول: "إن فاتحة الأدب، بحكم موقعها الإستراتيجي تكتسب مزايا لا تتوافر في سائر مواقع النص الأدبي، وهي منزلة مهمة في الخطاب، وتكتسب دوراً حاسماً في التواصل، وتأثيراً بالغاً في تحقيق المقصد أو تعطيله لاقتناع حاصل بأن الأعمال تنجز بالأقوال، والأقوال تنجح بفواتحها".
وأكد أن شأن العرب في تصورهم للبلاغة وعادتهم في التعبير عبارة عن لمحة دالة وإشارة بليغة تحمل كثير المعاني في قليل اللفظ "وتجعل الكلام آخذاً بعضه برقاب بعض".
ولخص د. البهلول أهمية الفواتح، وبيان منزلتها في النشاط الإنساني وفي مجال إنشاء الأدب ونقده، ورصد أهم الشروط والقواعد التي استخلصها النقاد العرب في هذه الفواتح".
وانطلق البهلول، من أسئلة مهمة تدور حول منزلة الفواتح ومبادئ الافتتاح المستخلصة من مصنفات البلاغيين والنقاد العرب القدامى ودلالتها على أسلوب الأديب ومذهبه.
وحضر المحاضرة التي أقيمت في منتدى كلية الآداب عميد الكلية الأستاذ الدكتور علوي هاشم الهاشمي، وعدد من الأكاديميين والمهتمين بقضايا النقد الحديث.